تشهد مدينة لانثغنال الريفية في سويسرا, معركة قانونية حامية بين الاقلية المسلمة فيها و ممثلي حركة ( اوقفوا المنارات ) التابعة لحزب الشعب السويسري. حيث تسعى الحملة لإصدار حكم بايقاف بناء مسجد يخدم المسلمين في المدينة و الذين يمثلون نحو 8 في المائة من سكانها البالغ عددهم 14 الفا. و يعتبر منظمو الحملة المنارات مثالا على التدخل الايديولوجي و الخرق المتعمد لمباديء الدستور السويسري القائمة على الحريات. و قد بدأت الحركة عقب فوز حزب الشعب اليميني المتطرف بأعلى الاصوات في انتخابات 2007 العامة, بعد حملة انتخابية وصفتها الامم المتحدة بالعنصرية شملت توزيع ملصقات تمثل خرافا بيضاء تطرد أخرى سوداء خارج البلاد. و تهدف الحركة لاحراز سابقة قانونية في لانثغنال. يمكن من خلالها توسيع جهود ايقاف بناء المساجد. و قد حصل المسلمون في المدينة على تصريح ببناء المسجد من الاحزاب الرئيسية في سويسرا بالاضافة لاعترافهم الرسمي بعنصرية الحركة. غير ان حزب الشعب الذي قام بعدة تظاهرات ضد بناء مسجد في مدينة صغيرة اخرى في يونيو الماضي يبدو مصرا على تحقيق نصر نهائي هذه المرة في لانثغنال .ومنذ انطلاق تلك الحملة, وقع ما يزيد على مائة ألف مواطن سويسري على عريضة دعما لمطالب الحركة. وبموجب القانون السويسري فإن هذه القضية سيفصل فيها في استفتاء عام يجرى أواخر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. يذكر ان عدد المسلمين في سويسرا يبلغ 40 الفا. يعيش معظمهم في المدن الرئيسية الكبرى التي تضم عدة مساجد اقدمها بني في الستينات من القرن الماضي . و لم تحدث اي اعتراضات على بناء المساجد في هذه المدن من قبل. و يسمح ببناء دور العبادة في سويسرا شرط ان لا تتعدى على حريات المواطنين. و الجدير بالذكر ان لانثغنال نفسها تحتوى على 11 كنيسة للطوائف المسيحية المختلفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك على الخبر