| ||||||||||
تناول الكاتب الأميركي روبرت هاديك الأوضاع في أفغانستان وتداعياتها على العلاقات بين المسؤولين الأميركيين من عسكريين ومدنيين، في ظل احتمال توتر الأجواء بين إدارة أوباما والقوات المسلحة بشأن إستراتيجية الحرب على أفغانستان. وقال الكاتب في مقال له نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية إنه يحتمل أن يتسبب تقرير قائد قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال في توتر الأجواء بين إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما والقوات المسلحة. وأضاف أنه من المحتمل أن تندلع حرب تراشق الاتهامات ورفع اللوم وتحمل المسؤولية بين كل من صناع السياسة في البيت الأبيض وبين الجنرال ماكريستال وهيئة العاملين معه والمدافعين عنهم في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). ومضى هاديك إلى أنه من الممكن أن يستمر ذلك التوتر في العلاقات بين المدنيين والعسكريين الأميركيين طيلة بقاء القوات الأميركية في أفغانستان وربما إلى ما بعد ذلك. وأضاف الكاتب أنه يفترض أن يكون تقرير ماكريستال سريا ولكن بعض الشخصيات مجهولة الهوية سربت مضمونه وما يحتويه من أفكار إلى صحيفة واشنطن بوست الأميركية بهدف دعم وحماية ماكريستال والقوات المسلحة النظامية في مواجهة مسؤولي البيت الأبيض الذين وصفهم بكونهم لا يولون ثقة للتقرير الذي يقيم الأوضاع الميدانية أفغانستان. القوات الأجنبية تكبدت خسائر فادحة مؤخرا وأضاف أن التقرير يورد العديد من العقبات التي قد تمنع تحقيق النجاح وكذلك العوائق الخارجة عن نطاق سيطرة القوات المسلحة الأميركية مثل اعتقاد ماكريستال بأن للمسؤولين المدنيين دورا حيويا في تفعيل الحكومات المحلية الأفغانية ومكافحة الفساد. وبينما يؤكد التقرير أن نتائج الانتخابات الرئاسية الأفغانية الأخيرة كانت قانونية, يشير إلى أن أهداف كل من حامد كرزاي وقوات التحالف ليست دائما منسجمة كما يجب أن تكون. ويستطرد هاديك بأن بعض المسؤولين يقولون في مقابلات منفصلة إن تقييمات الجنرال ماكريستال تطالب بتبني ثقافة التقليل من المخاطرة باستعداء الناس من قبل القوات الأميركية وقوات الناتو عن طريق الاندفاع من قواعدهم والخروج من مركباتهم المدرعة لمطاردة المتمردين مشيا على أقدامهم بطريقة تقلل من الوفيات بين المدنيين الأفغان. نظرة متشائمة ويضيف هاديك أن تقرير ماكريستال يقدم ضمنا نظرة متشائمة بخصوص تحقيق الانتصار في أفغانستان، مشيرا إلى أنه لو كان لدى الجنرال الأميركي والعاملين معه نظرة متفائلة فيما يتعلق بالتحدي الأفغاني لما كانت لديهم حاجة للاجتهاد والعمل الدؤوب لتوضيح المسؤولية عما يمكن أن يقع لاحقا. ويختتم بالقول إنه في حال النصر سيشترك الجميع في نشوة النصر والفخر, وإن تقرير ماكريستال استباقي دفاعي من أجل دفع الملامة والتهم عن نفسه، وأضاف أن ذلك ليس بالأمر الجيد لكل من مهمة أميركا في الحرب على أفغانستان والعلاقات بين العسكريين والمدنيين على حد سواء. |
المصدر: | فورين بوليسي |