728

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2009

مسؤول أمني عراقي: تتأهب للأسوأ قبل الانتخابات التشريعية


بغداد: أعلن الناطق باسم قيادة قوات خطة فرض القانون في بغداد اللواء قاسم عطا التأهب لـ"أسوء الاحتمالات" قبل موعد الانتخابات العامة المقررة في السادس عشر من كانون الثاني/يناير المقبل.

وقال عطا الثلاثاء "إننا نأخذ على محمل الجد أي نوع من التهديدات ومهما كانت درجة خطورتها، ونتأهب لأسوء الاحتمالات خلال الشهور المقبلة". وأردف "لا نريد للعدو أن يؤثر على المنجزات السياسية والأمنية التي تحققت في البلاد والمراهنة على ماتبقى من وقت على اجراء الانتخابات النيابية" مطلع العام المقبل.

وأشار عطا إلى أنه "تمت احالة 29 منتسباً من وزارة الداخلية بعد انتهاء التحقيقات معهم ،على خلفية التفجيرات الارهابية التي هزت بغداد الشهر الماضي، إلى المحاكم المختصة بقوى الأمن الداخلي والمحكمة العسكرية التابعة لوزارة الدفاع"، وأوضح أن "التهم الموجهة لهؤلاء المنتسبين، وبينهم ضباط ، تتراوح بين التقصير المتعمد والتواطئ من خلال تقديم التسهيلات والاهمال في آداء الواجب".

ونوه المسؤول الأمني في العاصمة العراقية إلى أن "التحقيق الأولي بقضية تورط رجال الأمن في التفجيرات انتهى، وهو الآن في عهدة المحاكم التي بدورها ستتوسع كثيراً في تفاصيل المعلومات الواردة بالتحقيق وبيان مايمكن جلاءه حول أبعاد القضية وملابساتها وكيفية تمرير السيارات المفخخة من قبضة نقاط التفتيش المنتشرة على طول الطرق التي سلكتها تلك السيارات حتى وصلت إلى المناطق المستهدفة".

وكان عطا قد عقد مؤتمرا صحافيا اليوم اعلن فيه ان القوات الامنية انجزت 75 بالمائة من عملية فتح الشوارع المغلقة في بغداد مع تعزيز الاجراءات الامنية على المؤسسات الحكومية. وانتقد الجهد الاستخباراتي للقوات العراقية الذي وصفه بـ "دون الطموحات".

موسكو تنفي أنباء حول نقل اركتيك سي صواريخ لايران

موسكو: أعلنت موسكو ان المحققين الروس الذين فتشوا سفينة الشحن "أركتيك سي" بعد اختفائها في المياه السويدية والعثور عليها قبالة السواحل الافريقية، لم يجدوا على متنها سوى اخشاب، نافية بذلك شائعات عن نقل السفينة اسلحة سرا.

وقالت لجنة التحقيق التابعة للنيابة العامة الروسية في بيان ان "المحققين يفتشون بدقة الشحنة الموجودة على متن السفينة: اخشاب النجارة. حتى الساعة لم يتم العثور على اي بضائع اخرى غير تلك المصرح عنها"، مشيرة الى ان المحققين يواصلون تحرياتهم. وتقول السلطات ان سفينة الشحن أركتيك سي المسجلة في مالطا كانت تحمل اخشابا من فنلندا الى الجزائر عندما صعد الى متنها ثمانية رجال يوم 24 يوليو تموز.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نفى الثلاثاء ان تكون السفينة "اركتيك سي" التي خطفت في نهاية تموز/يوليو في المياه الاقليمية السويدية تنقل صواريخ ارض-جو من طراز اس-300 الى ايران كما اوردت عدة وسائل اعلام. وقال في مؤتمر صحافي بعد لقاء نظيره السلوفاكي ميروسلاف لاجاك ان المعلومات عن "وجود صواريخ اس-300 على متن اركتيك سي خاطئة تماما".

يشار إلى أن فريقا موحدا من المحققين من مالطا، والسويد، وفنلندا، واستونيا، ولاتفيا سيجري تحقيقا مشتركا في قضية سفينة "اركتيك سي" إلى جانب المحققين الروس. وأعلن مصدر في لجنة التحقيق لدى النيابة العامة الروسية أن المشتبه بهم في ممارسة القرصنة واختطاف سفينة "اركتيك سي" وطاقمها سيلاحقون قضائيا في بلادهم.

يذكر أن سفينة "اركتيك سي" كانت قد اختطفت في أواخر يوليو من العام الجاري. وأعلنت لجنة التحقيق لدى النيابة العامة الروسية الأسبوع الماضي أن النيابة العامة الروسية قدمت لائحة الاتهام ضد مختطفي سفينة الشحن "أركتيك سي" الثمانية. وتضمنت اللائحة عدة تهم، منها: تهمة القرصنة واختطاف الأشخاص. وأشارت اللجنة إلى أن تهمة المشاركة الاجرامية وجهت ضد سبعة منهم، بينما الثامن وجهت له تهمة التنظيم والتدبير لارتكاب جريمة.

يشار الى انه يمكن للصواريخ اس-300 بي.ام.يو1 التي تطلق من شاحنات وتعرف في الغرب باسم اس.ايه-20 ان تسقط صواريخ كروز وطائرات. وذكرت وسائل اعلام روسية انه يمكن لهذه الصواريخ اصابة اهداف على بعد يصل الى 150 كيلومترا وتطير بسرعة تزيد على كيلومترين في الثانية.

وكان هذا النظام المتطور للدفاع الجوي سببا للتوتر في العلاقة بين موسكو واسرائيل التي دعت روسيا الى عدم بيعه لايران قائلة انه يستطيع حماية المنشآت النووية الايرانية من الهجمات الجوية.

ونفت روسيا بشكل متكرر مزاعم ان السفينة التي يبلغ طولها 97 مترا ووزنها اربعة الاف طن كانت تحمل اسلحة. وزعمت تقارير اعلامية ان الكرملين امر بالقيام بمهمة انقاذ للسفينة لتجنب التعرض لحرج دولي فيما يتصل بشحنة سرية.

وكان الخبير البحري الروسي ميخائيل فويتنكو اثار عاصفة دولية بقوله ان من المحتمل ان السفينة تحمل اسلحة غير مشروعة. لكن فويتنكو رئيس تحرير صحيفة سوف فراخت المعنية بالشؤون البحرية فر الى اسطنبول الاسبوع الماضي بعد تلقيه تهديدات من مجهولين واقالته المجلة في وقت لاحق.

وكما افاد فويتينكو فان بعض الاصدقاء اتصل به ليلة الاربعاء الماضي، حيث ابلغوه بان بعض المتنفذين يودون الانتقام منه بعد الأحداث حول أركتيك سي وان المتصلين قالوا "بان ليس بامكانهم ايقاف هذه القضية ونصحوه بالابتعاد عن روسيا لمدة 3 او 4 اشهر".

واكد فويتينكو، استنادا الى معلومات مقربين ان قضية جنائية تتم التهيئة لها ضده. ويرى ان الحديث عن موعد لعودته الى الوطن سابق لاوانه، مضيفا انه "قام فورا باقتناء تذكرة سفر على اقرب رحلة الى اسطنبول، خصوصا وان السفر الى تركيا لا يتطلب سمة دخول".

حقيبة النائب العراقي: وظيفة وطنية وليست طائفية

أخترتُ هذا العنوان أعتقاداً بأن مايحمله أعضاء مجلس النواب من مسودات مشاريع القوانين هي وظيفتهم المهنية المنتجة لدعم البلاد أدارياً وعلمياً وأجتماعياً، ولأوضح أيضاً بأنها وظيفة وطنية ترتبط برموز قيادية تتمسك برابطة الولاء والوفاء الوطني بين الأدارات الفدرالية وبروح لاتتسرب أليها الطائفية.

لايهم القارئ التسمية أِن كان النائب، البرلماني، المُشرِّع القانوني، أو ممثل الشعب، بقدر مايهمه المُسمى الحامل للوظيفة. أنها وظيفة يضطلع بواجباتها رجل أو أمرأة وممارسة ذات تقاليد تبتعد في أهدافها عن الطائفية في مجتمعات مدنية ونظم أنتخابية. كما لايهم أن كانت الحياة النيابية جديدة، كما هو الحال في العراق، أو قديمة نسبياً، كما هو الحال في دول الخليج العربية والأردن ولبنان ومصر.

كلُ مايهمنا هو أهلية وكفاءة من يجلس في هذا المنصب التشريعي ليمثلني ويمثلك نظراً لمساس الوظيفة النيابية وواجباتها بحياتنا وحقوقنا ورفاهية أبناءنا وأجيالنا القادمة.

وتمهيداً، أود القول بأنه رغم قلة المشاركين في بناء العراق الجديد بأدارة حديثة متخصصة، فأن المجتمع يفتخر بهم وخدماتهم عندما تُقدم للمصلحة الوطنية.

لقد كنا دوماً نفخر بعلمائنا الدينيين من المذاهب الدينية المختلفة وما قدموه من تضحيات للمسلمين وفي قيادتنا دينياً وأجتماعياً وخُلقياً. ونفخر بساهماتهم الحقيقية الشجاعة في حفظ كرامة المسلمين و توحيد صفوفهم وخاصةً عندما أنزلق العراق الى مهاوي التفرقة وألأنقسام والتشرذم، وأنتشر خلالها القتلة واللصوص في قصبات المدن يحملون السلاح ضد أبناء جلدتهم بتحريض داخلي مقيت وتمويل خارجي حاقد.

وأعتقدنا أن الكابوس الثقيل الذي مرَّ على عامة الناس قد زال بصلابة الشعب المُضحي وشجاعة أولياء الأمر. ألا أن ماشغلني مؤخراً، ظهور أحد الشخصيات العراقية الدينية المرجع بتصريحات مؤسفة تُحرض وتُشجع من جديد على أستمرارية الصراع الداخلي الطائفي المذهبي، وتحدي السلطة المسؤولة المنتخبة، بلواء اليوم الموعود وموصلة المقاومة في هذا الظرف الأستثنائي.

فقد نشرت أيلاف يوم 3 سبتمبر أيلول 2009، تلك المقابلة، لأجد في أقل شذوذها ماجاء في عنوانها: للمالكي شركاء في قتل الأبرياء في البصرة وبغداد.

هذه التصريحات الشاذة هي بالتأكيد لا تُعبر عن وجهة أي رجل تقي وهي لاتدعو الى أي عمل أجتماعي خيري، ومن المؤسف أن تصدر من جهة لها ممثلون في مجلس النواب العراقي الذين هم على مأظن، في منأى من هذه التصريحات ويستنكرون مصدرها. لقد تركتْ الكثير من النخب الأنتخابية للجهلة تكرار صور السنوات الأليمة الماضية بتصريحات من هذا النوع، التي لاتدفع بالألفة العراقية وتوحيدها، فالرجل الذي لبس رداء الدين لا يفترض به أن يحملَ خنجراً سياسياً ولايُفترض به اعطاء تصريحات مستهترة تزيل الستار من جديد عن نوايا شريرة بماتضمره وتتوعد به العراقيين. التصريحات المُضللة التي ورد بعضها بأسلوب غير مسؤول (نتبنّى لواء اليوم الموعود..... لواء اليوم الموعود تواصل عملها، والمقاومة موجودة حتى اليوم) و(ضرورة الحكم الإسلامي كحلّ لمشاكل العراق ) (ضوابط وشروط مهمّة لاختيار الكوادر المرشّحة للبرلمان أو الوزارات و يجب توافرها في كلّ مرشّح والمهمّ هو الولاء للعراق والعمل من أجل رفع الضرر عن الشعب العراقي) ولا تدل أن الرجل يدرك ضريبة الدم والتشرد التي دفعها الأب والأم والأبن والأخت ولا يعي ما يجري في الداخل من غليان وقلق على أتهاماته المبعثرة التي لا تنم عن فهم واقعنا العراقي البالي.

أن مايأمله العراقيون من نوابه المرشحين لدخول المجالس النيابية حملَ مسؤولية العمل في حقائبهم وعقولهم وتشريعات تتفهم واقعنا العراقي السياسي والأجتماعي الحالي بعد سنوات من أشاعة الفوضى. حقائب ممارسة مهنية تقوم بمسؤولياتها في تثبيت النظام والأدارة والروح الديمقراطية والفدرالية لأصلاح وبناء العراق المُخرب. أطلاق التصريحات والتهديدات الشاذة هي ليست طرق عمل متعارف عليها بين الأتقياء من رجال الدين، ومما يزيد من قلقي أستغلال أبناء شعبنا الفقراء وتوظيفهم في حملة التهديدات التي أتبعها سابقاً النظام العشائري لصدام وفتكتْ بأهلنا من السنة والشيعة والأكراد. فمن المبعثرين في أرجاء الدنيا من يطالب بتنحي رئيس الوزراء السيد نوري المالكي ومنهم من يتهمه باثارة المشاكل مع الدول الجارة بمجرد مطالبته كرئيس للسلطة التنفيذية تسليم المجرمين.

أن الغرض العام للحملة على سلطة العراق التنفيذية ممثلة برئيس الوزراء هي:

أضعاف المركز الأداري الحكومي من الداخل وأفشال قوته الاجرائية التفاوضية والقضائية ( وهو عمل لجأت اليه قوى سياسية مُخربة ضد كل رؤوساء الوزارات العراقية السابقين منذ العهد الملكي).


أعلاء شأن قوى خارجية لدول محيطة بالعراق وتغليب مصالحها على مصالح العراق الوطنية بأنجرارها الى أحزاب البعث العلمانية والدينية والعشائرية وأنضمام بعضها الى فلول القاعدة وطالبان الى الدرجة التي أصبحتْ فيها بوقاً أعلامياً للممولين الأجانب.


وأقل ماأستطيع قوله هو أن القيادة العراقية الوطنية من شيعية وسنية وكردية تفهم تماماً الحملة الموجهة ضدها من قيادات مستهترة موجهة مذهبياً وعقائدياً من خارج حدودنا الأقليمية، كانت قد فرطتْ بسيادة العراق ومازالت تسعى الى تقسيم أهلنا بأسم الوطنية تارةً والدين الأسلامي تارةً أخرى، وخولتْ لنفسها الحديث عن الوطن وبيع كرامته الى حكومات دول أقليمية عربية وأسلامية.


لقد كان التأثير العاطفي والنفسي على البسطاء والشباب المغرر بهم مدمراً لثقة العراقيين بقدرتهم على حماية العراق من جيوب أجنبية تُغذى من محيطه العربي والأسلامي، وشوه هذا التأثير، تصرف الدولة في ملاحقة الأرهابيين واللصوص وتسليمهم الى القضاء، حيثُ لازال العديد منهم يجلسون في فنادق دول الجوار كواجهة للعمل التخريبي ويديرون مراكز عمليات تفجير وتقتيل، بأعترافات صريحة عن جرائم أرتكبوها ويفتخرون بها.


أن العالم غزير بأناس يعتاشون على الفقراء باسم الإسلام ويستخدمونه كواجهة للأستغلال والتهديد بغرض الوصول الى مواقع سياسية. وماتناقلته وسائل الأعلام مؤخراً عن أعتقال ابرز المطلوبين في جبهة مورو الاسلامية بجنوب الفيليبين منذ سلسلة الهجمات الدامية والحريق المتعمد واعتداءات بالقنابل، هو تأكيد أخر لما يجري في مخيلة البعض. فجبهة مورو الاسلامية هي مجموعة عصابات أستطاعت أعداد أكثر من 12 الف مقاتل، وتخوض حركة تمرد منذ 30 سنة مطالبة باقامة دولة اسلامية مستقلة.


بكلمة أخرى، أن الأتقياء المسلمين و خطباء الجوامع، بعد كل ما أتضح من أدوار شريرة للمتسترين بالأسلام وأستهتارهم بأرواح العامة، لن يقوموا بالدعوة مجدداً الى صراع داخلي ونهب ممتلكات الدولة و مؤسساتها والطعن بنظمها وقوانينها والتبشير بالمقاومة واليوم الموعود. أن الواجب الديني الأسلامي الواضح لكثير من الهيئات والمجالس الدينية هي نصح الأصوات الشاذة بالأبتعاد عن التحريض والدعوة المخلصة الى تبني منهج واضح لنبذ التناحر المذهبي، وتعميق الأخوة الأسلامية والمشاركة الواسعة في القرار وترسيخ الوحدة الوطنية ورعاية النظام الفيدرالي والتسابق الحضاري والعلمي مع الدول المتحضرة لأعادة الكرامة والثقة للعراقيين وممثليهم في مجلس النواب.

هل سترد المخابرات السورية على حكومة المالكي؟

ثمة حقيقة ستراتيجية قائمة في ملف العلاقات العراقية / السورية الهائج على الدوام تقول بإن نظام دمشق يمتلك الأولوية وقصب السبق في واحد من أهم ملفات إدارة الصراع، وهو الملف الإستخباري الذي يمثل قطب الرحى و سفينة النجاة بالنسبة للنظام السوري الضليع و الخبير في عوالم و دهاليز الكواليس السياسية للمعارضة العراقية السابقة التي تحولت فيما بعد لسلطة حاكمة و ذلك من طبائع ألأمور و تحولات الأيام!

و الخلاف الشديد الذي وصل لحدود العداء بين رئيس الوزراء العراقي المتطلع لولاية رئاسية جديدة السيد نوري كامل المالكي و النظام السوري هو نقلة نوعية و إنعطاف متميز في مسيرة و ملف علاقت عمل مشتركة طويلة تم نسجها طيلة عقدي الثمانينيات و التسعينيات وهي علاقات أسست بطبيعة ألأمور لأعمال مشتركة و لتنسيق أمني و إستخباري واسع المدى تمثل في تنفيذ العديد من العمليات السرية و التخادمية التي تحقق جزءا من الأهداف المشتركة للطرفين، فالمخابرات السورية بفروعها المتعددة سواءا بفرعها القائد و الرئيسي وهو فرع ( مخابرات القوة الجوية ) الذي يحمي أمن العائلة الحاكمة في دمشق أو فروع ( فلسطين ) أو ( الأمن السياسي ) أو ( الفرع الخارجي 279 )! أو الفروع ( 235 )!! أو فروع الهجرة أو الأمن الحزبي أو المخابرات العامة و العسكرية وغيرها لها تاريخ طويل و حافل في التعامل مع حركات المعارضة العربية أو التنظيمات السياسية و منها المعارضة العراقية البعيدة عن فكر حزب البعث السوري و المحاربة للبعث العراقي و لكنها تنسق جهودها العملياتية مع النظام السوري و على مختلف ألأصعدة وفي طليعتها العمليات العسكرية التي كانت تنفذ في العراق و بعض دول الخليج العربي، وكانت أوراق المعارضة العراقية و بحكم طبائع الأمور مكشوفة بالكامل لأجهزة النظام السوري فكل عراقي يدخل للشام يتم رصده من قبل المخابرات السورية التي تعمد لعدم السماح لأي عراقي بالدخول من المنافذ البرية أو الجوية أو البحرية إلا من خلال ورقة و رسالة تأييد من أحد أحزاب المعارضة تتم المصادقة عليها ببرقية من قبل المخابرات العامة السورية أو أحد الفروع الإستخبارية المختصة حتى أن الأحزاب الإسلامية العراقية بعد إنتهاء الحرب مع إيران عام 1988 كانت تبيع تلك البرقيات مقابل مبالغ مالية!

و كجزء من مداخيلها الشحيحة التي تضاف لما يصل من مساعدات مالية من إيران أو دول الخليج العربي أو بعض المحسنين فالنظام السوري لا يدفع أموالا للمعارضة العراقية بل أن من يدفع هم الحلفاء الستراتيجيون و أعني بهم النظام الإيراني و كذلك الجماهيرية العظمى كانت تدفع مبالغ مهمة لقيادات المعارضة القومية و الكردية وهي من الأمور المعروفة للجميع، و السيد نوري المالكي كان وقتها أحد المسؤولين في حزب الدعوة و لم يكن الوجه القيادي الأول بل كان مكلفا بمتابعة نشرة الحزب ( الموقف ) و متابعة بعض الأمور التنظيمية البسيطة و الإنشغال في هموم الحياة اليومية شأنه شأن سائر المعارضين العراقيين اللاجئين في الشام و الذين كانت تعج بهم المقاهي و البارات و الحسينيات و حتى السجون السورية المختلفة.

كما كانت الصراعات الحزبية و الشخصية و الإنشقاقية قد نشبت داخل الأحزاب الإسلامية و خصوصا الدعوة بعد إنشقاق الدكتور ( أبو نبوغ ) أو عبد الزهرة بندر! و إنشقاق الجعفري الذي رحل بعيدا لبريطانيا حيث أقام حتى سقوط النظام العراقي عام 2003 دون أن ننسى أبو علي الأديب الذي كان مسؤول الفرع الطهراني للحزب و إنكفاء الدكتور أبو محمد عن قيادة حزب الدعوة في الشام مما فسح المجال لنوري المالكي لكي يكون الوجه البارز أمام أجهزة المخابرات السورية التي دعمته و حزبه بل ووفرت له جواز سفر سوري يتحرك به في سفراته الخارجية وهو الأمر الذي حصل مع جميع الوجوه القيادية في الأحزاب العراقية الأخرى، و طبيعي القول من أنه كانت هنالك مساحات عمل واسعة و مشتركة بين الطرفين و ملفات سرية لم تتسرب أنبائها للخارج و لكنها محفوظة بكل تأكيد في إرشيف أجهزة المخابرات السورية النشطة في هذا المضمار و لعل ذلك ما يفسر العبارة التي قالها الرئيس السوري بشار الأسد حول ( لا أخلاقية الإتهامات العراقية )!! لأن النظام السوري كان يدوس على معتقداته البعثية وهو يسهل مهام الأحزاب الدينية العراقية، وكان يقدم خدمات خاصة لتلك الأحزاب لم يقدم ما يماثلها للحزب المرتبط به وهو جماعة تنظيم العراق لحزب البعث!!

لأن النظام السوري كان يرى في دعم الأحزاب الإسلامية العراقية إرضاءً لحليفه الإيراني أيضا و إطلالة مهمة على تيار شعبي عراقي لا يكن الود للبعث و لا للبعثيين!!

و براغماتية النظام السوري تتجلى في تعامله مع المعارضة العراقية الدينية و الشيعية منها على وجه الخصوص، ورغم إن حدة الإتهامات العراقية ضد النظام السوري ستخف على ما يبدو وفقا للملاحظات الميدانية و محاولة جماعة المجلس الأعلى ممثلة في شخص نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي الذي يحاول رتق الفتق الكبير عبر إستبعاد خيار اللجوء لتشكيل محكمة دولية أو لجنة تحقيق دولية تحقق في الجرائم الإرهابية في العراق نظرا للخوف من تداعيات نتائج التحقيقات على القوى السياسية القائمة المرتبطة بالنظام الإيراني و أبرزها المجلس ألأعلى المتورط في عمليات إغتيال عديدة، إلا أن النظام السوري لن يبتلع الإهانة الكبرى التي وجهها له نوري المالكي و سيحاول خلال الصفحات القادمة لإدارة الصراع تسريب بعض الوقائع أو الفضائح أو الملفات السابقة من أجل إحراج الحلفاء السابقين و تهديد اللاحقين...

فهل ستشن المخابرات السورية هجومها المضاد؟ خصوصا و أنها لم تستعمل كل أسلحتها بعد!، أم أن التراجع الحكومي العراقي الذي سيحدث لاحقا سيؤجل الصراع و يهدأ الموقف خصوصا و أنه ليس من مصلحة جميع الأطراف و في هذه المرحلة بالذات نشر الغسيل الوسخ؟ كل الإحتمالات قائمة، و الرد السوري المخابراتي سيعتمد بكل تأكيد على مدى ثبات موقف حكومة المالكي في فضح إرهاب النظام السوري و كشف ملفات تورطه..!

و في النهاية فالجميع مدعو للتفرج على وصلات جديدة من الردح المتبادل ستكون السمة القادمة لإدارة الصراع في العالم العربي التعيس بخلافاته المسرحية و السوريالية... و الذي لا يشتري سيتفرج بكل تأكيد...؟

إيران على مفترق طرق

الطبقة السياسية الحاكمة في إيران منقسمة على نفسها بسبب ما تتعرض له من اعتراضات وتمرد يغلي في الشارع الإيراني. فقدت تمخضت الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة عن شرخ عميق في جسد الأمة الإيرانية وتمزق مؤلم في نسيج المجتمع الإيراني الذي انقسم بين مؤيد للمرشح المحافظ والفائز بفضل التلاعب والتزوير في صناديق الاقتراع وهو محمود أحمدي نجاد، الرئيس المنتهية ولايته، من جهة، وأتباع المرشح المنهزم والمعترض على نتائج التصويت، رئيس الوزراء الإيراني الأسبق مير حسين موسوي ومعه المرشح الإصلاحي الآخر الشيخ مهدي كروبي، ويساندهم من داخل آلة السلطة الرئيس الإيراني الأسبق ورئيس مجمع مصلحة النظام الشيخ البراغماتي هاشمي رفسنجاني الذي كان في عهد الإمام الخميني المنافس الأكبر لعلي خامنئي والخصم الحقيقي لسلطة المرشد الأعلى الحالي وهو خامنئي نفسه، والجدير بالذكر أن هذا الأخير انحاز إلى جانب محمود أحمدي نجاد وأيد فوزه وعمل كل ما في وسعه لإبقائه في السلطة. ومن جراء ذلك تفجر صراع دموي عنيف بين السلطة الحاكمة ومؤسساتها القمعية وبين الشارع الإيراني الأعزل والمصمم على الدفاع عن حقوقه ومايزال الصراع محتدماً ومتأججاً. وقد انطوى الصراع على الكثير من التجاوزات والانتهاكات لحقوق الإنسان وآلاف الاعتقالات وعمليات التعذيب والاغتصاب داخل السجون حيث أن موجات الاحتجاجات باتت تتكرر إلى مالانهاية في سيناريو محكم التنظيم رغم الاعتقالات وسقوط عشرات القتلى والمصابين من المدنيين كان آخرها التظاهرات التي انطلقت بمناسبة أربعينية الشابة ندى الفتاة التي قتلت على أيدي رجال الأمن بالرصاص الحي في 20 حزيران الماضي وتناقلت حادثة قتلها بالتصوير المباشر كل وسائل الإعلام العالمية مما دفع ببعض أقطاب السلطة بالمطالبة بمحاكمة قادة الاحتجاجات والمرشحين الإصلاحيين بتهمة التآمر على الجمهورية الإسلامية والتشدد في مواقفهم وعدم تقديم أية تنازلات لتهدئة غضب الشارع الإيراني. وقد وصل الانقسام بين رموز السلطة إلى السلطة القضائية وبرز للعلن خلاف حاد بين رئيس السلطة القضائية هاشمي شاهرودي ومدعي عام طهران المتشدد سعيد مرتضوي بشأن السجون السرية التي تتبع للحرس الثوري ولوزارة الداخلية حيث يتم احتجاز المعارضين السياسيين وكان من بين المعتقلين شخصيات مشهورة منهم مخرجين سينمائيين وصحافيين إضافة للعديد من الطلاب.


هذا على الصعيد الداخلي، أما على الصعيد الخارجي، أي ما يتعلق بعلاقات إيران بالمجتمع الدولي وملفها النووي الشائك فإن جمهورية آيات الله تقف اليوم على مفترق طرق. إن علاقة إيران بسورية جيدة ومتينة ونفوذها وتأثيرها في العراق مايزال قوياً ومؤثراً إلا أن إيران على وشك أن تضيع فرصتها التاريخية التي لم تتح لها منذ قيام الجمهورية الإسلامية سنة 1979 والمتمثلة بسياسة اليد الممدودة من قبل الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما. القادة الإيرانيون في وضع حرج فليس بوسعهم إعلان رفضهم الصريح والقاطع ولا القبول بلا قيد أو شرط بالمبادرة الأمريكية للحوار المباشر، بيد أن هناك مؤشرات كثيرة تدل على أن الجناح المتطرف والمتشدد في السلطة في طهران بزعامة محمود أحمدي نجاد والمرشد الأعلى علي خامنئي ليس متحمساً وغير مستعد لتلقف هذه الفرصة التاريخية وتخفيف حدة التوتر القائمة بين طهران وواشنطن، حيث قد ينطوي ذلك في نظرهم على مخاطر كامنة لأنهم يخشون فقدان سلاحهم الدعائي الأكثر نجاعة وفعالية ألا وهو محاربة الاستكبار العالمي المتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها في دول الغرب. وكباقي الدكتاتوريات في التاريخ البشري فإن قادة إيران يرغبون في الحصول على التكنولوجيا المتطورة واقتصاد قوي يتحكمون به بأنفسهم وبنى تحتية متقدمة لخدمتهم لكنهم لايرغبون بتحقيق الحريات الحقيقية لشعبهم كالديموقراطية الحقيقية ودولة القانون واحترام حقوق الإنسان فهم يخافون من حدوث ثورة مخملية على غرار ماحدث في أوكرانيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق ودول أوروبا الشرقية. التحدي الكبير الذي يواجه إيران اليوم هو اختيارها بين الانفتاح على العالم أو العزلة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية التي سيترتب عليها تبعات وخيمة على حياة الشعب الإيراني. إن دعاة العزلة وتحدي العالم الخارجي هم المسيطرون اليوم على المسرح السياسي الإيراني وبيديهم مفاتيح المستقبل الإيراني ويناورون بذريعة الحفاظ على استقلال الجمهورية الإسلامية من التدخلات الخارجية وحماية إيران من التأثيرات الأجنبية. قد يكون هذا الخطاب صحيح نسبياً في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش لكنه خاطئ قطعاً في عهد باراك أوباما الذي قد يرغم إزاء التعنت الإيراني على اللجوء إلى مواقف متشددة حيال إيران تفتح من جديد أبواب جهنم عليها وتعرضها لضربات عسكرية مدمرة أمام سكوت وربما تواطؤ المجتمع الدولي.


لا شك في أن إيران قوة إقليمية مهمة ذات تاريخ عريق ومن حقها أن تلعب دوراً إقليمياً ودولياً يتناسب مع أهميتها ومكانتها لكنها يمكن أن تخسر رصيدها بإصرارها على امتلاك السلاح النووي بالضد من إرادة المجتمع الدولي لاسيما وأن إيران تعاني من صعوبات اقتصادية جمة وامتعاض متنامي في الجبهة الداخلية ومن الخطأ الاستناد إلى تأييد بعض الدول الهامشية في أمريكا اللاتينية أو العالم العربي واستعداء عدد كبير من الدول المتقدمة التي تخشى من بروز إيران نووية قد تحفز سباقا محموماً نحو التسلح النووي في أخطر مناطق العالم أي منطقة الشرق الأوسط.


يتعين على إيران أن تنظر بعيداً وعلى مدى زمني طويل بغية المحافظة على مكانتها كلاعب إقليمي فاعل خاصة حيال المنافسة التركية لها على زعامة الشرق الأوسط بعد تحقيق انضمامها للاتحاد الأوربي آجلاً أم عاجلاً. فامتلاك السلاح النووي ليس من شأنه ضمان أمن إيران بل العكس هو الصحيح لأنه سيقدم الذريعة لخصومها على تدميرها وتدمير منشآتها النووية بقوة السلاح وبالتالي تدمير بناها التحتية وقدراتها الصناعية والإنتاجية وعلى رأسها النفط. فبدلاً من استنزاف مصادر البلد وثرواته من أجل تطوير أسلحة مكلفة وخطرة لاطائل منها يتعين على إيران سلوك طريق العصرنة والتطوير التكنولوجي السلمي والمدني على غرار ما تقوم به تركيا اليوم، والكرة الآن ما تزال في الملعب الإيراني حيث سيتعين على قادة طهران اتخاذ القرار الصحيح والاختيار الأسلم للبلاد.

القدومي يلوح بـ'فتح الأصالة' في مواجهة 'فتح أبو مازن'

تونس: لوّح رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي، ضمنيًا بـ "فتح الأصالة"، لمواجهة القيادة الجديدة التي أفرزها المؤتمر السادس لحركة فتح برئاسة محمود عباس (أبو مازن). وقال القدومي في حديث نشرته اليوم الثلاثاء صحيفة "الصباح" التونسية المستقلة، "لقد إبتعدت عن المؤتمر السادس لفتح، ولم أرشح نفسي، وأنا إبن "فتح" وأحد مؤسسيها، ولي مسار مع أخوة آخرين نستمر من خلاله بما نصت عليه "فتح" ببرنامج عملها السياسي ومبادئها وأهدافها ووسائلها ولن نتغير".

وأضاف بلهجة تنم عن قطيعة مع قيادة فتح برئاسة عباس ،قائلا" قلت هناك منبر وهناك منبر آخر، و منبرنا هو المنبر الأصيل"، وذلك في إشارة واضحة إلى "فتح الأصالة" التي أُعلن عنها خلال شهر شهر يوليو/تموز.
وكان بيان صدر في غزة في الثالث والعشرين من يوليو/تموز الماضي،تم فيه الإعلان عن تأسيس"فتح الأصالة"،فيما أشارت تقارير إعلامية خلال أغسطس/آب الماضي،إلى أن العضو السابق في اللجنة المركزية لحركة "فتح" أحمد قريع (أبو علاء)،يعتزم الإعلان رسميا عن تشكيل "فتح الأصالة".

ووفقًا لمعلومات نشرتها صحيفة (المدينة) السعودية في ذلك الوقت، فإن قيادة الطوارئ في حركة "فتح" بقطاع غزة سارعت إلى الإعلان عن عدم شرعية المؤتمر السادس لفتح الذي عُقد في بيت لحم، فيما شكل فاروق القدومي والقائد العسكري لحركة "فتح" الجنرال محمد جهاد غرفة عمليات في عمان لمتابعة شؤون الحركة وتشكيل قيادة بديلة لفتح تضم بعض رموز الحركة مثل هاني الحسن ونصر يوسف وأحمد قريع وزكريا الأغا وصخر حبش .
واتهم القدومي في حديثه لصحيفة "الصباح" ، عباس بالإصرار على عقد مؤتمر "فتح" في بيت لحم،"فكانت نتائجها صورة مشوهة لحركة "فتح" الطلائعية ولكفاح مناضليها خلال هذه الفترة من الزمن وإنكشفت أمام الجميع هذه الصورة المشوهة التي خذلت مسيرتنا"،على حد تعبيره.

وأضاف "لا نستطيع أن نقبل ممارسات تمس بأمن وسلامة "فتح" والقضية الفلسطينية ...، وبعد المؤتمر لكل منا منهجه في العمل والنضال ولا حاجة إلى مزيد من الحديث والتصريح ".
ومن جهة أخرى، إعتبر القدومي أن الأوضاع في الضفة الغربية وسياسة السلطة الفلسطينية "لا تقود إلى مصالحة فلسطينية، كما أن الأوضاع العربية في المشرق العربي لا تبشر بخير".

وقال إن الضفة الغربية "تحكمها قوات أمن يقودها الجنرال الاميركي دايتون ،فيما تكرس القيادات العربية جهدها على حفظ الأوضاع الداخلية في دولها، ولا تبذل الجهود المطلوبة لدعم المقاومة الفلسطينية لتحقيق إنجازات تجعل إسرائيل تقدم صاغرة التنازلات المطلوبة".

جيش اليمن يمهد بالطيران العسكري لهجوم شامل

صنعاء، وكالات: واصل الطيران العسكري اليوم الثلاثاء هجومه باستهداف معاقل الحوثيين في محافظتي صعده وعمران شمال اليمن، تمهيدًا لهجوم شامل، قالت مصادر عسكرية أنه يهدف لاستعاده مدينة حرف سفيان تنفذه ثلاثة ألوية عسكرية، فيما توعد الحوثيون بالرد على الهجوم، المتوقع خلال الساعات المقبلة. ونقل موقع "الاشتراكي نت" المستقل عن مصادر عسكرية قولها "ان الجيش يحشد في محور حرف سفيان لوحدة أكثر من ثلاثة ألوية عسكرية بالإضافة إلى دعم الطيران والصواريخ بعيدة المدى ومن المتوقع ان تبدأ هجومًا واسعًا على مدينة حرف سفيان من عدة اتجاهات خلال الساعات" القليلة المقبلة.

وذكرت المصادر ان ألوية الجيش، التي تحتشد منذ أكثر من أسبوع في جبهة حرف سفيان استعدادًا للهجوم الواسع على المدينة، هي "لواء العمالقة واللواء العاشر حرس جمهوري واللواء 119مدرع"، وان الهدف منه هو تحقيق انتصار صاعق على مقاتلي الحوثي يتم بموجبه فتح طريق صنعاء- صعده بالقوة. وتعتزم قوات الجيش السيطرة على مناطق حرف سفيان وال عمار في صعده بعد فشل هدنة هشة أعلنت الجمعة الماضية.

وكشف مصدر عسكري يمني في بيان صحافي عن هجوم شنه الجيش على وادي شبارق أدى إلى السيطرة على الوادي والتقدم نحو طريق صنعاء - الجوف. ولا تزال المعارك مشتعلة بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين إذ تبادلت القوات اليمنية والحوثيين، اليوم، التراشق بالمدفعية والأسلحة الثقيلة في ضواحي مدينة صعدة حيث لا يزال آلاف من المدنيين عالقين.

من جانبه، قال بيان صادر عن عبد الملك الحوثي زعيم المتمردين بأن قصف الطيران الشديد أدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين في سوق أل عمار بمديرية الصفراء التابعة لمحافظة صعده فى أقصى شمال اليمن والقريبة من الحدود السعودية.

وكشف بيان الحوثي عن قيام الجيش بعدد من الهجمات على حرف سفيان منذ إعلان وقف اطلاق النار كان آخرها هجوم شنه الجيش أمس الاثنين على مدينة حرف سفيان . وتوعد الحوثي الجيش في حرف سفيان بمقاومة غير مسبوقة، بعد ما قال بانه افشل أكثر من 30 هجومًا شنه الجيش والقبائل المتحالفة معه على مدينة الحرف منذ بداية الحرب قبل حوالي شهر من الآن.

إئتلاف يمني معارض يدعو السلطات الى وقف هجومها على الحوثيين

إلى ذلك دعا ائتلاف لاحزاب يمنية معارضة السلطات الى وضع حد لهجومها في شمال البلاد والتركيز على التنمية في جنوب اليمن حيث تتزايد الدعوات الانفصالية بهدف الحفاظ على وحدة اليمن. وافادت وثيقة تبنتها هذه الاحزاب ونشرت ليل الاثنين الثلاثاء في صنعاء ان الخروج من الازمة يتطلب "وقف نزيف الدم في صعدة" و"حل القضية الجنوبية بابعادها الحقوقية والسياسية".

وتشهد صعدة المحافظة الشمالية التي تشكل معقل تمرد شيعي، عمليات للجيش اليمني منذ 11 آب/اغسطس. وقد صدرت هذه الوثيقة عن "ملتقى التشاور الوطني" وتحمل عنوان "نص رؤية اللجنة التحضيرية للحوار الوطني للانقاذ الوطني".

وقالت ان الوضع في المناطق الجنوبية التي شهدت تصاعد دعوات الانفصال على خلفية غضب اجتماعي يتطلب "حلا عادلا وشاملا يضع الجنوب في مكانه الوطني الطبيعي كطرف في المعادلة الوطنية وكشريك حقيقي في السلطة والثروة". وبعد 19 عامًا من توحيد اليمن و15 عامًا من فشل محاولة انفصال الجنوب، يواجه هذا البلد الفقير في شبه الجزيرة العربية، تمردا شيعيا في الشمال وتيارا انفصاليا في الجنوب وتعزيزا لوجود القاعدة.

واضافت الاحزاب والقوى الموقعة على الوثيقة التي ترغب في طرحها على حوار وطني من اجل الاصلاح في اليمن، ان "الاوضاع الراهنة في بلادنا تتجه نحو مآلات بالغة الخطورة تهدد كيانها السياسي والاجتماعي بالانهيار". وتابعت المعارضة اليمنية ان "المأزق الحقيقي الذي وصلت اليه البلاد يكمن في ان السلطة -- رغم مكابرتها -- فاقدة القدرة على تقديم اي حلول جادة وواقعية وفعالة لهذه الازمات". ودعت الى "رفض الفردية الاستبدادية والقهر والعنف" والى "قيام المؤسسية وسيادة القانون والمواطنة المتساوية والمشاركة الشعبية في السلطة والثروة وصناعة القرار".

مفوضية اللاجئين: الوضع الانساني "صعب جدا" معقل الحوثيين

صرحت ناطقة باسم المفوضية العليا للاجئين ان "الوضع الانساني صعب جدا" في مدينة صعدة معقل حركة التمرد الشيعية في شمال اليمن. وقالت لور شدراوي في شمال اليمن "لم نتمكن من نقل مساعدات الى صنعاء لان الممرات الانسانية لم تؤمن بعد وكل ما نعرفه ان الوضع الانساني صعب جدا". وصرح المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر للشرق الاوسط هشام حسن لوكالة فرانس برس من اليمن ان "قافلة طبية (لمنظمته) في طريقها الى صعدة لكنها لم تدخل المدينة بعد".

واضاف "نحن على اتصال مع كل الاطراف (النزاع) لكن هذا لا يعني ان الامر سهل"، بينما تبادل السلطات والمتمردون الاتهامات الاثنين بعرقلة نقل المساعدات الانسانية بعد اربعة اسابيع من القتال. وافادت المتحدثة باسم المفوضية العليا ان المعلومات المتوفرة لديها قبل انقطاع الاتصالات الهاتفية مع المدينة صباح الاثنين تفيد ان "سكان صعدة يلزمون بيوتهم وهناك ارتفاع كبير في اسعار المواد الغذائية" بسبب استمرار المعارك.

وقالت شداروي ان المفوضية ومنظمات انسانية اخرى تحاول فتح ممر انساني لنقل المساعدة الى صعدة انطلاقا من الاراضي السعودية التي تبعد حوالى سبعين كيلومترًا عن المدينة الواقعة على بعد 240 كلم عن صنعاء. ولم يجر اي احصاء مؤخرا لسكان صعدة عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه. لكن التقديرات الاخيرة التي تعود الى 2004 تفيد ان عدد سكان المدينة يبلغ حوالى ستين الف نسمة.

الامم المتحدة .. بحث امكانية دخول المساعدات الانسانية الى صعدة عن طريق السعودية
من جهة ثانية كشفت مصادر من الامم المتحدة اليوم عن ان المنظمات الاغاثية الدولية تبحث حاليا امكانية ادخال المساعدات الانسانية الى المدنيين المتضررين بسبب الحرب الدائرة بين الجيش اليمني والحوثيين منذ ال12 من الشهر الماضي من السعودية.
وطبقا لتقرير حديث صادر عن مكتب الامم المتحدة للشؤون الانسانية فان وزارة الصحة اليمنية قد ابلغت المنظمات الاغاثية الدولية ان المحادثات تتقدم بين اليمن و الحكومة السعودية من اجل اقامة ممر انساني بين البلدين لايصال المساعدات الى المدنيين يى صعدة بدلا من طرق غير امنة مثل طريق صنعاء عاصمة اليمن.

و اوضحت مصادر الامم المتحدة ان المفاوضات الحالية تعمل على تمهيد دخول المساعدات الى شمال منطقة صعدة من السعودية.

تمديد خدمة رئيس الإستخبارات وأمير المدينة المنورة

إيلاف من الرياض: صدرت الأوامر من الديوان الملكي السعودي، بتنفيذ ما أقره الملك عبد الله بن عبد العزيز بتمديد فترة رئاسة الأمير مقرن بن عبد العزيز؛ رئيسا للاستخبارات العامة لفترة أربعة أعوام قادمة، إعتباراً من 19 من رمضان الحالي.
الأمير مقرن بن عبدالعزيزالأمير مقرن الذي جاء إلى الجهاز الحساس خلفاً لأخيه للأمير نواف بن عبدالعزيز، الطيار وأبن المدرسة العسكرية، والمقرب من العاهل السعودي كان قد أحدث نقلة نوعية في العمل الإستخباراتي السعودي، عبر تطوير إمكانيات الجهاز وتدعيم الكثير من المناصب القيادية فيه بكفاءات جديدة ومؤهلة بأحدث أسلحة المعلومات والتقنية التي تندرج تحت الخط العريض للعمل الاستخباراتي.
ويأتي هذا التمديد للأمير مقرن بعد أسابيع من اجتماعه بالزعيم الليبي معمر القذافي، والذي عده المراقبين أحد النجاحات الدبلوماسية للأمير مقرن، بالإضافة إلى اجتماع آخر كان قد أجراه مع الرئيس السوري بشار الأسد، الاجتماع الذي توج الانفتاح السياسي بين السعودية وسوريا بعد سنوات القطيعة.
الأمير مقرن هو الابن الخامس والثلاثين من أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود الذكور وقد ولد في عام 1945 وحصل على البكالوريوس في علوم الطيران من المملكة العربية السعودية والماجستير في العلوم العسكرية من بريطانيا حيث عمل في القوات الجوية حتى أواسط عام 1980، لتم تعيينه أميرا لمنطقة حائل في شمال المملكة ثم في عام 2000 تولى إمارة المدينة المنورة حتى أواخر عام 2005 عندما تم اختياره ليكون رئيسا للاستخبارات العامة خلفا لأخيه الأمير نواف.
الأمير عبد العزيز بن ماجدكما أعلن الديون الملكي أيضا التمديد للأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز، أميرا على المدينة المنورة، التي تولى أمورها خلفا لعمه الأمير مقرن في عام 2005 والأمير عبد العزيز من خريجي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ومن العقول السعودية التي أثبتت حسن الإدارة وبعد النظر في إدارة شؤون المدينة المنورة منذ تولى إمارتها في عام 2005.

مفحطون يغلقون شوارع في القطيف والدمام ... ويزعجون السكان

الدمام – محمد المرزوق

أغلق مفحطون أول من أمس، نحو كيلومتر من شارع الملك فيصل في محافظة القطيف. واكتظ الشارع بالمتفرجين ما أدى إلى توقف حركة السير، فيما أزعج صخب الإطارات على الأرض، سكان حيي الفيصيلة والخليج في الدمام. وتوعد مدير المرور في المنطقة الشرقية العميد علي السويلم، المفحطين بـ«المتابعة والتأديب». وألقت دوريات المرور القبض على عدد من المفحطين في القطيف والدمام، بعد عمليات مراقبة ورصد، وأحالتهم إلى التوقيف.

وتحول شارع الملك فيصل في القطيف، إلى حلبة صراع بين المفحطين وسائقي السيارات الأخرى، الذين آثروا التوقف ريثما تنتهي «حفلة التفحيط»، فيما فضل آخرون الانسحاب بهدوء من «المعركة»، التي انتصرت فيها «عجلات المفحطين» بحسب محمد السليم، الذي أوضح أن «الشبان لم يراعوا أي قيمة إنسانية بعملهم هذا، ولم يحترموا الشهر الكريم. كما أنهم سببوا إزعاجاً إلى الساكنين في المنازل القريبة من الشارع». وقال: «إن إغلاق الشارع عطل حركة السيارات، فماذا لو كانت هناك حال طارئة»، مضيفاً «إذا لم يكن المفحطون خائفين على حياتهم، فعليهم الخوف على حياة الآخرين». وما زاد الأمر خطراً، تحلق مئات الشبان حول المفحطين. وتراصت صفوف المتفرجين على جانبي الطريق، مستغلين كل فراغ للوقوف فيه. ولم يوفروا حتى ظهور السيارات أو الجدران المطلة على الشارع، بحثاً عن المزيد من الفرجة. وبلغ الأمر في بعضهم بإيقاف سياراتهم في الطريق المعاكس، ما جعل حركة السير فيه تتأثر هي الأخرى. ويقول عبد الحميد الجعفر: «إن الشارع ذي المسارات الثلاثة، تحول إلى مسارين، فيما تحول المسار الثالث إلى مواقف، بسبب ترك الشبان لسياراتهم والتوجه إلى مشاهدة التفحيط»، متسائلاً عن دوريات المرور، ولماذا لا تحضر بسرعة؟

وعجزت البلدية على رغم تنسيقها مع المرور، عن القضاء على ظاهرة التفحيط، إذ خصصت بلدية القطيف الجزء الذي احتله الشبان المفحطون بأكثر من ست مطبات اصطناعية، بعد أن أقامت دواراً في تقاطع شارع الملك فيصل مع شارع الرياض، في وقت سابق، لمنع التفحيط فيه. وألقت دوريات المرور في محافظة القطيف وحاضرة الدمام، القبض على خمسة مفحطين، وأحالتهم إلى التوقيف، حتى يعرضوا على لجنة خاصة، فيما حجزت سياراتهم في توقيف المرور. وقال مدير المرور في المنطقة الشرقية العميد علي السويلم: «إن الدوريات تعاملت في شكل مباشر مع المفحطين، بعد رصدها لهم»، موضحاً أن «الشبان خالفوا النظام بالتفحيط في حيي الفصيلية والخليج في الدمام، إضافة إلى شارع الملك فيصل والمحمدية في محافظة القطيف. كما شهدت مدن أخرى في الشرقية تفحيطاً، ولا يقتصر الأمر على الشرقية، إنما يمتد إلى الرياض والغربية».

وأشار السويلم، إلى أن المرور السري «يكثف الرقابة على شوارع معينة، لمعرفتنا أن الشبان سيعودن إليها في حال أطمئنوا إلى عدم وجود سيارات مرور فيها، وفي بعض الأحيان يتوجهون إلى شوارع جديدة، بعد أن يكتشفوا وجود الرقابة في شكل دائم». ويعاقب المقبوض عليهم بـ«التوقيف والعرض أمام لجنة خاصة، وحجز السيارة مدة 15 يوماً، وفي حال تكرر من المفحط الأمر تحجز السيارة شهراً، وفي الثالثة تصادر السيارة بعد حكم المحكمة». ونفى ازدياد التفحيط في شهر رمضان، مبيناً أن «معدل التفحيط فيه لا يختلف عن أي شهر آخر»، مضيفاً أن «الشاب يستغل الإجازة في غير صالحه، إضافة إلى وجود شبان لا يحلو لهم إلا التفحيط، وهؤلاء لا بد من متابعتهم وتأديبهم».

والدة وفاء الشهري: ابنتي استغلت غيابي ولن أسامحها

عبد الله العريفج ـ الرياض

ظهرت تفاصيل جديدة في قصة وفاء الشهري (أم هاجر)، زوجة سعيد الشهري، الرجل الثاني في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب.التفاصيل الجديدة تكشفها والدة وفاء الشهري في حديث هاتفي خصّت به «عكاظ»، عن اليوم الأخير لاختفاء ابنتها، ملمحة إلى أنها استغلت غيابها خارج المنزل في ذلك اليوم وهربت.والدة وفاء وكنيتها (أم فيصل)، أم مكلومة في ثلاثة من أبناء أسرتها، أحدهم ابن زوجها محمد الجبيري الشهري، واثنين من أزواج بناتها، واثنين من أبناء أختها، فهؤلاء جميعهم موقوفون على خلفية قضايا أمنية. هذا عدا أن ابنها يوسف وحفيدها عبد الإله وزوج ابنتها القيادي في التنظيم سعيد الشهري، مدرجون في قائمة المطلوبين الـ85 التي أعلنتها وزارة الداخلية في فبراير الماضي.
رواية والدة وفاء عن ظروف اختفاء ابنتها سواء بهروبها مع زوجها أو اختفائها بعد نحو أقل من أسبوع من حديث والدها محمد الجبيري، أكد فيه لـ «عكاظ»، أن ابنته اختطفت من منزل والدها. واستند الأب حينها إلى روايتها ــ أي ابنته ــ في اتصالها الهاتفي به من اليمن، أخبرته فيها أنه أجبرت على الفرار وترغب في العودة. («عكاظ» 14/9/1430هـ).
وما بين ذلك كله، تظل نقاط غامضة تكتنف اختفاء وفاء ووسيلة تسللها أو هروبها للأراضي اليمنية للحاق بزوجها سعيد الشهري (القيادي في تنظيم قاعدة الجهاد في اليمن) وشقيقها يوسف وابن أخيها عبد الإله الذي يعد أصغر مطلوب أمني في العالم أدرج ضمن قائمة 85 مطلوبا أمنيا.
قصة الهروب
في حديث هاتفي مع «عكاظ»، تروي أم وفاء تفاصيل يوم اختفاء ابنتها، قائلة «في منتصف شهر ربيع الأول الماضي، كنت أزور والدتي المريضة ولم يكن في البيت ــ في حي النسيم في الرياض ــ سوى وفاء وأطفالها وشقيقتها الصغرى، وكان الوقت حينها ظهرا، طلبت حينها وفاء من شقيقتها شراء احتياجات المنزل من إحدى الأسواق، وبدورها طلبت من وفاء أن يرافقها يوسف ووصايف».
لكن وفاء ــ والحديث لوالدتها ــ تذرعت أنها ستزور جدة ابنتها وصايف لوالدها عبد الرحمن الغامدي، والمقيمة في حي الشفا جنوبي الرياض، حيث اعتادت زيارتها بين حين وآخر وقضاء نهاية الأسبوع برفقة أطفالها الثلاثة معها.
وعبد الرحمن الغامدي هو الزوج الثاني لوفاء، وهو إرهابي قتل في مواجهة أمنية في هدى الطائف عام 1424هـ.
وأضافت والدة وفاء «عند عودتي سألت ابنتي الصغرى عن وفاء، فأبلغتني أنها ذهبت لزيارة أم عبد الرحمن الغامدي، فسألتها كيف تذهب وسيأتي نساء لزيارتها وتهنئتها بمولودتها من زوجها سعيد الشهري وهي لم تكمل نصف أربعينية ولادتها».
وعلى إثر ذلك، هاتفت والدة وفاء أم عبد الرحمن الغامدي، وسألت عن وفاء لتفاجأ بعدم قدومها إليها، وتقول هنا «بدأ القلق يساورني عن مصيرها وأين ذهبت، خصوصا أنها قبل أن تختفي بأسبوع كانت تعاني من متاعب نفسية لم تستطع إخفاءها وقد توقفت عن الطعام بسبب ذلك».
بحثت عنها ــ والحديث لوالدة وفاء ــ مع حفيدي عبد المجيد فيصل الشهري في المستشفيات القريبة لكن دون جدوى، وتوقعت في نفسي أن الجهات الأمنية ربما استدعتها لأمر ما، خصوصا أن زوجها سعيد الشهري ظهر في الانترنت مع يمنيين وسعودي من القاعدة يهددون ويتوعدون بالقيام بتفجيرات في المملكة واليمن.
وتقول والدة وفاء «ما كنت أعتقده لم يكن صحيحا، وتأكد لي هذا بعد يومين من اختفائها وأطفالها وتبين لي هروبها لليمن، كنت قلقه للغاية، لا سيما أن المتغيبة امرأة وليس رجلا مما أثار مخاوفي وحسرتي على ابنتي وأطفالها، ولم أكن أتوقع أنها ذهبت لليمن وأن ما ذكرته لشقيقتها أنها ستذهب إلى جدة أطفالها، ربما كان بهدف الوصول إلى تلك الغاية.
قدوم سعيد
تواصل والدة وفاء قصة اختفاء ابنتها «بعد يومين من اختفائها، اتصلت وفاء يوم السبت السابع عشر من ربيع الأول الماضي بهاتف والدة حفيدي عبدالإله الشهري، وأبلغتني أن سعيد أتى إلى الرياض وأوقف سيارته أمام المنزل في حي النسيم وطلب منها الذهاب معه إلى اليمن واصطحبت معها أطفالها الثلاثة يوسف القحطاني ووصايف الغامدي وشذى الشهري.
وتضيف «طلبت مني وفاء أن أسامحها على فعلتها تلك بعدما طمأنتني عنها وأحوال صغارها، لكني رفضت أن أسامحها إلا في حال عودتها إلينا».
شريحة يمنية
بحسب حديث والدة وفاء، فإن ابنتها وابن شقيقها المطلوب عبد الإله كانا يتحدثان من هاتف جوال يمني، ولم تزد مكالمتهما عن الدقائق الخمس.
تقول والدة وفاء «حفيدي عبد الإله ووفاء كان يتحدثان بهاتف ذي رقم غريب، وعندما انتهت المكالمة حاولنا مرارا الاتصال بالرقم ذاته لكن دون جدوى، وأعتقد أن الرقم ذو شريحة يمنية».
وتضيف «كان يتحدثان معي من مكان ما في اليمن وقبل انتهاء المكالمة بيننا رفضت أن أستمر في الحديث معها وبكيت من حرقتي عليها وظروف المعيشة التي تواجهها مع رجل مطلوب تلاحقه السلطات، وطلبت وفاء من شقيقتها أن تكون أكثر حرصا علي».
وتتساءل والدة وفاء «بعد روايتها، دهشت كيف حملت الجسارة مطلوبا أمنيا أن يأتي بنفسه من اليمن ويقف بسيارة عند باب منزلنا في وضح النهار ويصطحب زوجته ثم يعود مرة أخرى إلى اليمن».
وسيط أجنبي
التوقعات الحالية أن رواية وفاء بتسلل زوجها سعيد الشهري من اليمن إلى الرياض ووصوله إلى منزل والدتها، لم تكن دقيقة كما روتها وفاء الشهري في اتصالها الهاتفي الوحيد بوالدتها، إذ ثمة فرضيات أن «وسيطا» نقل وفاء وأطفالها من منزل أسرتها بالنسيم إلى مكان آخر، التقت فيه بزوجها ثم اتجهوا مباشرة لليمن.
وما يدلل على هذه الفرضية الأخيرة أن والدة وفاء تؤكد أن ابنتها اعتادت في تنقلاتها أن تستخدم سائقا غير سعودي بالإيجار في تنقلاتها.
تهنئة يوسف
كشفت والدة وفاء، أن ابنها يوسف وهو المطلوب في القائمة 85، اتصل بها من اليمن قبل شهر رمضان بيوم، وتقول «أتصل بي يوسف عبر جوال شقيقته الصغرى وطلب محادثتي؛ إذ هنأني بقدوم رمضان وقال إنه بخير وكذلك وفاء وأطفالها، وسأل عن أحوالي وبقية أخوته».
رجوته أن يعود ــ والحديث لوالدة وفاء ويوسف ــ قلت له إننا في هذه الظروف أحوج ما نكون إليه، لكنه أجابني بكلمات أدركت من خلالها أنه لن يعود. وأضافت: ليس أمام يوسف وحفيدي عبدالاله وابنتي وفاء إلا التوبة واستغلال شهر رمضان شهر الرحمة والمغفرة وأن يعودوا إلى أحضاننا وأحضان مجتمعهم؛ لأن الطريق الذي ساروا فيه محفوف بالمخاطر، طريق مظلم لن يؤدي بهم إلا إلى التهلكة وعليهم أن يتعظوا بمن سبقوهم الذين غرر بهم وقادهم الأعداء إلى المصير المجهول.
لا تضييق أمنيا
تؤكد والدة وفاء أنها وبقية أفراد الأسرة لم يتعرضوا لأي مضايقات من قبل أجهزة الأمن جراء انضمام ابنها وحفيدها لقاعدة الجهاد في اليمن بعدما تسللا إلى هناك، وقالت: أبدا ولله الحمد لم نتعرض لأية مضايقات تذكر بل إن أجهزة الأمن تمكننا شهريا من زيارة أبنائي الثلاثة الموقوفين في سجن الحائر وبعض أقاربي وأصهاري الموقوفين، والحال ينطبق كذلك على اثنتين من أخواتي فأبناؤهما موقوفون في الحائر.

تمديد خدمة رئيس الاستخبارات وأمير المدينة

أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمراً ملكياً بتمديد خدمة رئيس الاستخبارات العامة الأمير مقرن بن عبدالعزيز بمرتبة وزير لمدة أربع سنوات، وذلك اعتباراً من 19/9/1430هـ.كما أصدر خادم الحرمين الشريفين أمراً ملكياً آخر، بحسب وكالة الأنباء السعودية، بتمديد خدمة أمير منطقة المدينة المنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز بمرتبة وزير لمدة أربع سنوات، وذلك اعتباراً من 19/9/1430هـ.

ناصر المحمد: من يخطئ أو يقصر فليستقل

كتب - سالم الواوان ورائد يوسف وعايد العنزي وهادي العجمي ومحمد سندان:
وضع رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد النقاط على حروف عدد من القضايا التي شغلت الساحة السياسية على مدى الاسابيع الفائتة وارخت ظلالا من التشاؤم حول مستقبل العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية, مؤكدا ل¯ "السياسة" ان "المرحلة المقبلة مرحلة العمل والانجاز وانه لا تراجع عن اطلاق المشاريع الكبرى مهما كانت التضحيات السياسية", مشيرا الى ان الكلام عن استجوابه "قديم قدم عمر ترؤسه لمجالس الوزراء وان احدا لا ينزعج من استخدام الادوات الدستورية في اطارها وتوقيتها الصحيح", داعيا الى "الابتعاد عن التصعيد والتكسب السياسي على حساب مصالح الوطن والمواطنين".
وأكد سمو رئيس الوزراء الذي يغادر الخميس المقبل الى نيويورك ممثلا سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد في القاء كلمة الكويت امام الجمعية العامة للأمم المتحدة, ان "مبدأه في العمل منذ توليه رئاسة الحكومة ان اي قيادي يخطئ او يقصر في عمله ولا يستطيع تأدية واجبه على أكمل وجه فان عليه الاستقالة من تلقاء نفسه من دون ان يطلب منه ذلك", مشددا على ان "الوزراء مسؤولون سياسيا عن مناصبهم ولو ان بعض القياديين يخفي احيانا بعض المعلومات أو يوقع قرارات لا تنفذ وبالتالي فان الوزراء بذلك يصبحون في موقع عدم القدرة على الاضطلاع بمهامهم ومسؤولياتهم وعليهم الرحيل", معتبرا ان "على كل وزير ان يضع يده على كل صغيرة وكبيرة في الجهات التابعة له والا يعطي مجالا للعابثين وأصحاب المصالح الضيقة خصوصا من المسؤولين الذين قد يتحولون الى ادوات في ايدي بعض النواب".
وذكر سموه انه أعطى توجيهاته للنائب الأول وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك لمواصلة ترؤس جلسات الحكومة اثناء غيابه ومواصلة بحث ودراسة الخطة الخمسية وبرنامج عمل الحكومة لانجازه في الموعد المحدد, داعيا اعضاء السلطة التشريعية الى التقدم باقتراحاتهم لمناقشتها ودراستها وضمها اذا كانت تتوافق مع المشاريع الحكومية لخططها وبرامجها وعدم الاكتفاء بطرح افكارهم عبر وسائل الاعلام".
في غضون ذلك تحدثت مصادر متابعة ان وزير الأشغال العامة وزير الدولة لشؤون البلدية الدكتور فاضل صفر يتجه الى اقتصاص الحق من نفسه على خلفية تحميله المسؤولية السياسية عن تعطل محطة مشرف للصرف الصحي وتداعياتها البيئية بتقديم استقالته الى مجلس الوزراء الذي ينعقد اليوم وسط اجواء ملبدة بغيوم "التأزيم السياسي" الذي عززته المواقف والتسريبات النيابية ذات النبرة الاستجوابية العالية, وذلك بعد ان بات "قاب قوسين او أدنى" من منصة "شايلينه شايلينه" التي اطلقها اليوم نائب "جهز خيامك" سعدون حماد, ناهيك عن ابلاغ مصادر مقربة من وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد "السياسة" ان (الخالد) يفكر جديا بتقديم اعتذار عن عدم الاستمرار في منصبه مطلع دور الانعقاد المقبل.
ورغم نفي وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء روضان الروضان ل¯ "السياسة" تقديم أي وزير استقالته او التوجه لاجراء اي تعديل او تدوير وزاري وتأكيده ان الحكومة مستمرة في عملها الحالي, قائلا: ان "الحكومة تنتظر بناء على تعليمات سمو رئيس مجلس الوزراء نتائج التحقيق في اسباب وسير ترسية مشروع مشرف لتحديد المسؤولين عن اي خلل او تقصير واحالتهم الى النيابة العامة, متحدثا عن الاستعانة بشركات أميركية وكورية لاصلاح وتشغيل المحطة, الا ان تصاعد وتيرة القصف النيابي المركز على وزير الاشغال يوحي بأنه لن يصمد طويلا وربما يقدم على خطوة استباقية باعلانه تقبل الهزيمة في معركة "مشرف" لتجنيب الحكومة خسارة الحرب بين السلطتين لاسيما بعد قيام اكثر من نائب شيعي بنصحه بالاستقالة لاستشعارهم التأييد البرلماني الجارف لذلك وامكانية تقديم استجواب من غير كتلة ونائب في آن واحد.
وسط هذه الاجواء, قاد نواب التجمع السلفي محاولة خجولة للدفاع عن صفر بطريقة غير مباشرة عبر تشكيل لجنة تحقيق برلمانية في مشروع محطة مشرف وقدموا طلبا الى الأمانة العامة لمجلس الأمة ممهورا بتوقيع نواب التجمع الدكتور علي العمير وخالد السلطان ومحمد المطير اضافة الى عبدالله الرومي وعادل الصرعاوي والمستشار حسين الحريتي الذي يتعرض لضغوط شعبية في الدائرة الاولى الأكثر تضررا من الحادثة لتأييد اي استجواب يقدم لصفر, حيث كشفت مصادر برلمانية ل¯ "السياسة" ان "الهدف من تشكيل اللجنة قطع الطريق على أي استجواب لصفر وتخفيف حدة الهجوم المتصاعد الذي يتعرض له".
وغير بعيد عن هذه المعطيات, علمت "السياسة" من مصادر مطلعة ان النائب حسين مزيد يعكف حاليا على تجهيز صحيفة استجواب لصفر ويعتزم تقديمه في حال لم يقدم استقالته طوعا, مشيرة الى انه وجه 50 سؤالا الى وزير الاشغال تتعلق بالعطل وأسبابه وتداعياته وآليات المعالجة والاخطار المترتبة عليه لتكون محاور اساسية في الاستجواب الموعود, مستغربا محاولاته المتكررة لاخفاء الحقائق, ومخيرا اياه بين الاعتذار والاستقالة ليكبر في عين الشعب أو السير باتجاه المنصة حيث "سنكشف العبث والفساد الذي صاحب اجراءات المشروع والكارثة".
وفي الاتجاه ذاته, رفد الناطق الرسمي باسم كتلة العمل الشعبي النائب مسلم البراك وعيد مزيد بزخات من الاسئلة الموجهة الى وزيري الاشغال والصحة حول المحطة والكارثة وتداعياتها البيئية والصحية, مستفسرا عن موعد تسلم المحطة وعدد المضخات وعملها والفريق المكلف بالموافقة على استلام المشروع ونوعية المواد المستخدمة للتقليل من الاضرار البيئية لمياه الصرف التي تذهب الى البحر اضافة الى دور الهيئة العامة للبيئة وموافقتها على المشروع من عدمها واجراءاتها تجاه الازمة وتأثيرها على صحة المواطنين والمقيمين.
من جهته شن النائب سعدون حماد هجوما عنيفا على صفر, قائلا ان مصيره "شايلينه شايلينه استقال ام لم يستقل لذلك عليه ان يخرج قبل ان نخرجه", كاشفا عن تضارب كبير في المعطيات التي يتحدث عنها وزير الاشغال وهيئة البيئة حيث "أخفوا ان المقاول الأول تسلم 46 مليون دينار عن تنفيذ المشروع وما زال يطالب بعشرة ملايين اضافة الى عدم قيام الوزارة بطرح مناقصة صيانة المحطة رغم مرور ستة اشهر على موعدها ثم قيامها بترسيتها على مقاول جديد ب¯ 50 الف دينار بدل 13 طلبها الاول".
وفي سياق المواقف من كارثة مشرف قال النائب مبارك الوعلان: اثرنا التريث في فضيحة المحطة, ولكن بعد الادلة بات ملحاً ان يقدم الوزير صفر استقالته, لاسيما وان القصور والاهمال باتا صفة لصيقة بأداء وزارته, ومحاولاته تقديم الآخرين ضحايا أمر لا نقبله.
بدوره قال النائب محمد هايف انه لا مفر من مسؤولية صفر عن كارثة مشرف, مضيفا ان احدى الوزيرات قدمت استقالتها لمجرد حريق بسيط في احد المستشفيات وبالتالي فان الاولى بالاستقالة من تقع تحت مسؤوليته مثل هذه الكارثة التي تشل الوزارة عن اجتراح الحل للكارثة.
في المقابل, يستعد عدد من النواب لاطلاق تحرك منسق بغية تشكيل حائط صد نيابي لوأد محاولات بعض الاعضاء توجيه استجواب الى سمو رئيس الوزراء, على ان يتم الاتفاق بعد عيد الفطر على آليات تعطيل الاستجوابات وكشف اهدافها امام الشارع الكويتي.

موراتينوس بحث مع مبارك وساطة أوروبية بين العراق وسوريا

نبيل شرف الدين من القاهرة: في ختام المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الإسباني ميغيل موراتينوس مع الرئيس حسني مبارك يوم الثلاثاء في القاهرة، قال أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري إنها تركزت على التطورات الراهنة في القضية الفلسطينية وسبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن موراتينوس سيتوجه إلى دمشق للاجتماع بالرئيس السوري بشار الأسد في إطار جولة شرق أوسطية، تقوده أيضاً إلى إسرائيل ورام الله، وهي الجولة التي أشار مراقبون إلى أنها تستهدف تشجيع دمشق على ممارسة الضغوط على حركة "حماس"، لإنجاز الحوار الوطني الفلسطيني، من أجل تهيئة الأجواء لاستئناف عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وأوضح أبو الغيط أن لقاء الرئيس مبارك ووزير خارجية أسبانيا تطرق إلى عدد من المسائل على رأسها السلام في الشرق الأوسط وكيف يمكن لأسبانيا ومصر المساهمة في تحقيق بدء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما تطرق الحديث إلى الوضع العربي بصفة عامة خاصة المسألة الشائكة بين سورية والعراق وكيف يمكن للاتحاد الأوروبي أن يساهم في هذا الصدد.

وعما إذا كان وقف الاستيطان يقابله التطبيع مع إسرائيل قال أبو الغيط "الإجابة الأكيدة هي (لا)، لكن علينا التفكير في كيفية التعامل مع الوضع الذي نواجهه الآن فهناك عمليات مستمرة للاستيطان على الأراضي الفلسطينية وعمليات تآكل لهذه الأراضي وعدم التوصل لعملية تسوية والانقسام الفلسطيني الواضح، واحتمال بزوغ كيانين فلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة"، على حد تعبيره.

ووصف أبو الغيط محادثات مبارك - موراتينوس، بأنها كانت "مثمرة وستفتح طريق التعاون المثمر مع أوروبا، والذي سيكون أكثر اتساعا في ظل رئاسة أسبانيا للاتحاد الأوروبي وله تأثير كبير"، اعتبارا من كانون الثاني (يناير) المقبل، وقال"إن زيارة موراتينوس للقاهرة تعكس أهمية العلاقات بين الجانبين.

وأضاف: "دار نقاش حول الاتحاد من اجل المتوسط خاصة وان اسبانيا ستتولى رئاسة الاتحاد بدءا من منتصف العام القادم حيث تم الاتفاق على عقد القمة الثانية للاتحاد منتصف العام المقبل في مدينة برشلونة برئاسة مصرية ـ أسبانية ـ فرنسية، لافتاً إلى الاتفاق على عقد لقاء قمة بين الرئيس مبارك والترويكا الأوروبية في أسبانيا على هامش قمة الاتحاد من أجل المتوسط.

وساطة أوروبية

من جانبه قال وزير الخارجية الأسباني ميغيل موراتينوس "إن زيارتي للقاهرة تأتي في إطار دعم مساعي السلام وتسوية مشكلة الشرق الأوسط، وأشار إلى أنه التقى المبعوث الأميركي جورج ميتشل يوم "الأحد" الماضي حيث أطلعه ميتشل على الجهود والمساعي الحالية لدفع عملية السلام خاصة ما يتعلق بالتزام إسرائيل بتجميد المستوطنات، وأعرب عن ثقته في أن تدفع هذه الجهود المبذولة عملية السلام الى الأمام بشكل جيد.

وأضاف: إن زيارته تندرج أيضا في إطار الترتيبات للإعداد للزيارة المقبلة التي يقوم بها رئيس الوزراء الأسباني خوسيه لويس ثاباتيرو للقاهرة في الخريف المقبل، كما أشار إلى أن أسبانيا ترغب في ان تكون لاعبا جيدا وإيجابيا في عملية السلام بالتعاون مع مصر والدول الأخرى الداعمة لعملية السلام..وأوضح انه ستوجه من مصر لزيارة سورية والأراضي الفلسطينية وإسرائيل، وأنه يأمل في انطلاقة جديدة لعملية السلام برعاية الرئيس الأميركي بارك أوباما.

ولفت موراتينوس إلى أن زيارته لمصر تأتي أيضا في إطار التنسيق بين أسبانيا باعتبارها الرئيس القادم للاتحاد الأوروبي ، وقال "نرغب في العمل مع مصر لدفع التعاون في إطار دول الاتحاد في قمته الثانية التي تعقد في برشلونة".

وردا على سؤال حول الحديث المتكرر في دول الاتحاد الأوروبي عن ضرورة وقف الاستيطان الإسرائيلي دون أن تتخذ أي خطوات فعلية على الأرض، قال الوزير الأسباني إنه جرى خلال الاجتماع الأخير لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي تأكيد الرغبة في دعم مساعي مبعوث السلام الأميركي من أجل تجميد بناء المستوطنات، وأضاف أنه في حالة التزام إسرائيل بهذا الأمر فإننا نرغب في أن يكون هناك اتجاه من الدول العربية بشأن تحسين علاقاتها مع إسرائيل.

نهاية الطريق

وأكد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري أن بلاده ترى ضرورة الحاجة لبدء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على أساس مفاهيم واضحة وأرضية متفق عليها تعيدنا إلى الوضع قبل عام 2000، حيث كانت هناك مكاتب لبعض الدول العربية في إسرائيل ومكاتب تجارية لإسرائيل في عدد من الدول العربية أن المطلوب الآن هو موقف عربي يصمم على توقف إسرائيل بالكامل عن عمليات الاستيطان والبدء الفوري في المفاوضات على أساس خطة "خارطة الطريق" للسلام ومفهوم الدولة الفلسطينية الموحدة المستقلة.

كما شدد أبو الغيط على أن مصر تطالب بنهاية للطريق وليس بخريطة الطريق فقط فالهدف المصري نهاية الطريق وان يأتي هذا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي كموقف واضح يتعلق بالتسوية النهائية التي يمكن ان تتم عليها المفاوضات.

وقال: "انه إذا ما تحركت إسرائيل بخطوة كبيرة تجاه الفلسطينيين تعكس مصداقية الموقف الإسرائيلي واستعدادا إسرائيليا للتفاوض الجاد والحقيقي بما يقودنا إلى نهاية الطريق أو الهدف النهائي الذي يريده الفلسطينيون في الدولة فعندئذ، إذا ما تحركت بعض الأطراف العربية من وجهة نظرها وطبقا لقدراتها وإيقاع الموقف فلن نستطيع أن نختلف معها..مشيرا إلى أن هذا الموقف لن يكون غريبا حيث إن الجامعة العربية وفي الاجتماع الوزاري الأخير أقر الوزراء استعداد الدول العربية للنظر والبحث في الإجراءات التي يمكن أن تتخذها هذه الدول العربية في مواجهة خطوات إسرائيلية في هذا الصدد. واختتم الوزير المصري تصريحاته بالقول إن الدول العربية والجامعة العربية ومصر مطالة بالعمل على الإمساك بالموقف أكثر من أي وقت مضي والسعي لتحقيق هدف الدولة الفلسطينية المستقلة.

عمال الأنفاق في غزة... إفطار رمضان في باطن الأرض

يوسف صادق من غزة: في الأنفاق الواصلة قطاع غزة والأراضي المصرية، الموت والعمال بداخلها أصدقاء. والألفة بين باطن الأرض وأجساد هؤلاء الناس باتت واقعية رغم حالات الإنهيار الأرضية المتكررة، لكن شهر رمضان يأتي على هؤلاء الناس بأحزان فراق زملاء لهم في المهنة التي لا توجد في أي مكان آخر غير غزة.

تجلس زوجة حسن أبو خضرة الذي قضى قبل شهر تحت نفق إنهار عليه، وسط أطفالها تنتظر آذان المغرب ليبدأوا جميعهم تناول ما قسمه الله لهم على مائدة فقدت رب أسرتها، وترك هؤلاء الأطفال دون معيل، بعد أن اضطر حسن للعمل تحت الأرض، في عدم وجود بديل آخر فوقها، ليوفر لقمة عيش ممزوجة بالدم والعرق والموت.

وحسبما قالت الزوجة المكلومة لإيلاف، فإن حسن الذي حاول أن يجد عملاً يعيش من خلاله، "لم يجد طريقا آخر غير الأنفاق بين الأراضي المصرية والفلسطينية لتكون مصدر رزق لأسرته، رغم المخاطر التي تعرض لها وإنطباق الأرض عليه مرتين، لكن عناية الله تدخلت وأنقذته في المرتين السابقتين، وقضت عليه في المرة الثالثة".

وأضافت أم محمد "لطالما حاولنا منعه من العمل في الأنفاق أنا وأطفالي، لما لها من خطورة عليه، لكن الموت كان أسرع منا جميعاً، ولم يعد زوجي كعادته من عمله الشاق محملاً ببعض أنواع الأكل، بل عاد جثة هامدة، لأعيش أنا وأطفالي من غيره".

ورغم مرور أسبوعين على رمضان الذي جاء في فصل صيف حار على الفلسطينيين، إلا أن عمال الأنفاق، والذي يقدر عددهم بعشرات الآلاف، ما زالوا يعملون غير آبهين بعطش أو جوع، أو حتى إنهيارات جديدة. وقال محمد الشاعر، احد العاملين في الأنفاق إنه يريد تأمين لقمة عيش لأطفاله.

وأضاف الشاعر لإيلاف "لم يعد بالإمكان أي نوع من العمل في غزة، فكافة مناحي الحياة هنا شبه مشلولة، وتكاد تكون متوقفة تماماً، عدا التجارة التي تدخل من خلال الأنفاق، فتلك البضاعة هي التي تنشط السوق والحركة في شوارع غزة. وبالنسبة لي لم أجد بديلا آخر غير العمل تحت الأرض رغم أنني أدرك مخاطرها الكبيرة، فزميلي حسن توفي داخل النفق الذي كنت أعمل فيه، لكنني كنت حينها أعمل بجانب فوهة النفق، ولهذا لم أصب بأذى".

وتابع الشاعر "شهر رمضان هو شهر الخير والرزق والبركة، وكافة تجار غزة ينشط عملهم في هذا الشهر الفضيل، واستغل الفرصة لأوفر احتياجات أسرتي في رمضان وفي عيد الفطر المبارك".

ويتقاضى عامل النفق 150 شيقلاً تقريباً في اليوم الواحد "40 دولارا". ويعتبر مبلغاً جيداً لعشرات الآلاف من أرباب الأسر في غزة التي فقدت عملها داخل الخط الأخضر، بسبب منع إسرائيل لأكثر من سبعين ألف عامل من العمل داخل مدنها منذ بداية إنتفاضة الأقصى عام 2000م.

وأكد الشاعر أن العمل في شهر رمضان "أكثر من باقي الأشهر الأخرى، خاصة في ظل وجود مناسبة العيد التي تعقبه، إضافة إلى بدء عام دراسي جديد، ولهذا فإننا نضطر في كثير من الأحيان للإفطار داخل النفق أثناء العمل، ونأكل عدة تمرات ونشرب الماء أو العصير، ثم نواصل عملنا، وبعد أن ننجز مهمتنا، نجلس جميعاً لتناول الإفطار الرسمي، ونهنئ أنفسنا بسلامتنا من الموت".

ولم يتوقف العمل عند أرباب الأسر، فالطالب الجامعي خليل احمد، واحد من بين هؤلاء العمال، إضطر للعمل لتوفير رسوم جامعته. وقال أحمد لإيلاف "إما أن أعمل في الأنفاق أو أن أترك دراستي، فوالدي لا يقدر على توفير رسوم ومواصلات جامعتي، ولهذا أضطر للعمل في مهنة الموت".

وأضاف "أستغل أيام عدم وجود محاضرات عندي في الجامعة، وأذهب للعمل عند صاحب نفق صديق لي مقابل مبلغ جيد، ويساعدني ذلك على مواصلة تعليمي الجامعي، ويتعدى ذلك بأن أصرف على أسرتي كذلك الأمر"، مشيراً إلى أنه ليس الوحيد بين الطلبة الجامعيين، "فعشرات الطلبة يتبعون العمل نفسه للأسباب نفسها".

من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة المهندس إيهاب الغصين أن الحصار الإسرائيلي على غزة أجبر السكان على شق طرق خاصة إستثنائية كالأنفاق، التي من خلالها يتم دخول المواد التموينية والسلع الغذائية إليهم. وقال لإيلاف "من يتحمل مسؤولية ارتفاع ضحايا الأنفاق هم الذين يحاصرون قطاع غزة منذ أكثر من ثلاث سنوات".

وأكد الناطق باسم وزارة داخلية غزة أن الأنفاق ظاهرة غير شرعية. لكنه قال "في ظل حالة الحصار التي يعيشها الفلسطينيون في غزة، فمن حقهم اتباع أي وسيلة للتخفيف من المعاناة "، مشيراً إلى أن وزارته لا تعطى شرعية لهذه الأنفاق لأنها ليست معابر رسمية وإنما حالة استثنائية. وأكد أن وزارة الداخلية تتابع أصحاب تلك الأنفاق بإعطائهم إرشادات لاتباع الإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامتهم.

وحول إشكالية انهيار عدد من الأنفاق أدت إلى وفاة أكثر من مائة فلسطيني. قال الغصين "إنهيار الأنفاق يشترك فيها أكثر من طرف، أولها يتمثل في حفر الأنفاق بطرق بدائية وليست طرقا هندسية، ما يؤدي إلى انهيارها، إضافة إلى محاربة الجانب المصري للأنفاق وتفجيرها، فضلاً عن استهداف الطائرات الإسرائيلية لها".

وكشف المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة، أن وزارته "منعت عمالة الأطفال بالأنفاق بعد تزايد أعداد الوفاة، حيث تم تشكيل لجنة خاصة لتنفيذ هذا الأمر".

صاحب نفق على الحدود الفلسطينية المصرية، أبو رائد "٤٥ عاماً"، قال لإيلاف "جميعنا يتعب من أجل لقمة العيش نوفرها لأولادنا" منوهاً بما يقرب من ثمانين عاملا يعملون داخل النفق الذي يملكه، على شكل ورديات صباحية وليلية.


وأضاف أبو رائد "شهر رمضان فيه خير وفير، والعمل فيه منتظما، دون الأشهر الأخرى، وكافة التجار والزبائن يريدون إدخال بضائعهم من الأنفاق لبيعها في شهر رمضان(..) وهي فرصة جيدة لنا لتوفير المال اللازم لتغطية المصاريف الخاصة بمستلزمات العمل من أجور للعاملين، وعمليات الصيانة للنفق لضمان السلامة أثناء العمل".


ويغيب حسن وأكثر من 110 آخرين، قضوا جراء إنهيارات متكررة للأنفاق، عن أسرهم في شهر رمضان المبارك. وتبقى حاجة الزوجات الثكلى والأبناء اليتامى لهم، لا يدركها غير فاقدي الأحبة وأرباب الأسر. وتبقى زوجة حسن أبو خضرة مطالبة أمام أطفالها بتوفير ما يلزم لأن يبقوا أحياء.

حفيدة موسوليني تعلن الحرب على فيلم يصفها بالعاهرة

اعداد عبد الاله مجيد: تمكنت حفيدة الدكتاتور الفاشي بنيتو موسوليني من قطع الطريق على عرض فيلم احتفى به النقاد في مهرجان البندقية السينمائي، لأن أليساندرا موسوليني احدى شخصيات الفيلم يشير اليها بوصفها "العاهرة موسوليني" التي تريد إبادة الرومانيين عن بكرة ابيهم.
وهددت اليساندرا موسوليني، وهي سياسية تنتمي الى اليمين الايطالي وممثلة سابقة، بمقاضاة موزعي الفيلم في المحاكم. وطالبت حفيدة الدكتاتور الفاشي بمحو الحوار المسيء قائلة إنها ستحاول منع الفيلم المقرر عرضه للجمهور الايطالي الشهر المقبل.
الكلام الذي تذهب اليساندرا موسوليني الى انه كلام تجريحي بحقها يقوله في الفيلم رجل طاعن في السن من رومانيا يحاول ان يقنع حفيدته بالعدول عن الهجرة من رومانيا الى ايطاليا. ولكن حفيدة موسوليني التي اثارت ضجة عام 2007 بقولها ان كل الرومانيين المقيمين في ايطاليا "مجرمون"، وجهت رسالة الى شركة التوزيع ومنظمي مهرجان البندقية تهددهم فيها برفع دعوى قضائية بتهمة القذف والتشهير ما لم يُقطع الحوار أو يُحذف الفيلم من برنامج المهرجان حيث يشارك للفوز بجائزة "اوريزونتي" التي تأتي بعد "الأسد الذهبي"، جائزة المهرجان الرئيسة.
واعلنت اليساندرا موسوليني أنها تريد منع توزيع الفيلم في عموم ايطاليا. ونقلت صحف ايطالية عنها القول "إذا كان ما قرأته عن الفيلم صحيحا فان محاميّ قال إنه سيطلب منعه الى جانب المطالبة بتعويض.ان نبرة الفيلم غير مقبولة، حتى وإن كان فنا ".
عمدة فيرونا ايضا أدلى بدلوه في النزاع قائلا ان سمعته يمكن ان تتلوث لأن إحدى الشخصيات الرومانية في الفيلم يقول إن الايطاليين اعلنوا فيرونا "متحررة من الرومانيين".
أُلغي موعدان كان من المقرر ان يُعرض فيهما الفيلم لجمهور البندقية ولكن اصحاب الفيلم يسعون الى تسوية النزاع كي يتمكنوا من عرض الفيلم في انحاء البلاد. واثار النزاع بين حفيدة موسوليني وصانعي الفيلم سجالا محتدما في ايطاليا ورومانيا على السواء متصدرا عناوين الصحف في البلدين. وكان العرض الاول نال استقبالا حارا من النقاد.
كتب سيناريو الفيلم السينمائي بوبي باونيسكو الذي قام بإخراجه وإنتاجه ايضا. واشار باونيسكو في تصريح لصحيفة "الاندبندنت" البريطانية الى ان حفيدة موسوليني ـ التي لم تحضر العرض الافتتاحي ـ لم تفهم الرسالة التي يريد الفيلم ايصالها.
المخرج باونيسكووأكد باونيسكو ان الفيلم ينتقد معاملة المهاجرين في ايطاليا معاملة تقوم على كراهية الغرباء واتهم اليساندرا موسوليني بممارسة "الترهيب". وقال انه يشعر بالغضب لأن الجمهور لن يتمكن من مشاهدة الفيلم حتى الآن. واضاف ان المحاولة الرامية الى منعه محاولة "خطرة".
وأوضح باونيسكو ان المهم في الفيلم هو مناقشته وضع المجتمع الروماني حيث هاجر 20 في المئة من السكان خلال السنوات العشر الماضية، غالبيتهم الى ايطاليا التي صارت "ارض الميعاد" لكثير من الرومانيين. ولكن هناك في الوقت نفسه تصور سلبي عن البلد. وقال باونيسكو "ان الفيلم لا يهاجم احدا وما احاوله هو تسليط الضوء على المواقف المتحاملة. اعتقد ان الفيلم يثير مناظرة مشروعة".
باونيسكو نال ثناء النقاد على فيلمه "موت السيد لازاراسكو" الذي نال عليه جائزة في عام 2005، وهو يعتبر ايطاليا حيث نشأ "وطنه الثاني".
في غضون ذلك اعلن مدير شركة فانداغو لتوزيع الافلام دومنيكو بروكاجي ان شركته عازمة على حماية استقلال الفن وحرية التعبير.
كانت اليساندرا موسوليني (46 عاما) زعيمة حزب العمل الاجتماعي المحافظ حتى عام 2008. وانتُخبت أول مرة عام 1992 نائبة في البرلمان عن الحركة الاجتماعية الايطالية ، الفاشية الجديدة.
في عام 2006 عندما اتهمها السياسي الايطالي فلاديمير لكسوريا بالفاشية نُقل عنها قولها "ان يكون المرء فاشيا أحسن من ان يكون مثليا" في اشارة الى ميول لكسوريا الجنسية.

إغلاق مكتب الإصلاحي الإيراني كروبي



مهدي كروبي (الفرنسية)
أغلقت السلطة القضائية في إيران مكتب المرشح المهزوم في انتخابات الرئاسة ورجل الدين الإصلاحي مهدي كروبي بعدما أمرته بمغادرته.
وقال إسماعيل جيرامي مقدم وهو متحدث باسم حزب كروبي إن مسؤولين قضائيين أغلقوا المكتب وأخذوا وثائق وأجهزة منه بينها أقراص وأجهزة كمبيوتر وأفلام.
وأثار كروبي الذي جاء في المركز الرابع في نتائج انتخابات الرئاسة -التي أجريت في يونيو/حزيران- غضب المحافظين الشهر الماضي عندما قال إن بعض المتظاهرين من المعارضة تعرضوا للاغتصاب والتعذيب في السجن. ووصفت السلطات هذه المزاعم بأنها لا أساس لها من الصحة.

وقال كروبي في موقع حزبه على شبكة الإنترنت الأسبوع الحالي إنه سلم أفلاما ومواد تتعلق بانتهاك معتقلين إلى لجنة برلمانية. وأضاف أن المواد توثق انتهاك امرأة ورجلين دون أن يعلن أسماءهم.
في الوقت نفسه ذكر موقع إصلاحي على الإنترنت الاثنين أسماء خمسة أشخاص آخرين قال إنهم قتلوا في المظاهرات التي أعقبت انتخابات الرئاسة.

واستشهد الموقع بأرقام المعارضة التي ذكرت الأسبوع الماضي أن عدد قتلى الاضطرابات بلغ 72، وأضاف قائمة بما قال إنه أسماء خمسة أشخاص آخرين قتلوا في حوادث العنف وتم التعرف على شخصياتهم أخيرا. وقال الموقع إن هناك معلومات جديدة تشير إلى أن "عدد الشهداء قد يزيد عن مائة".
وتقول السلطات التي أنحت باللائمة على المعارضة في إراقة الدماء إن 26 شخصا على الأقل قتلوا من بينهم عدد من أعضاء مليشيات الباسيج الإسلامية المؤيدة للحكومة.
وتقول الجبهة الإصلاحية إن الانتخابات زُوِّرت لضمان فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد، ونفى المسؤولون ذلك.
مطالب بإطلاق المعتقلين
المعتقلون على خلفية التظاهرات بعد الانتخابات أثناء محاكمتهم (الفرنسية)
في السياق ذاته قال عضو لجنة تحقيق برلمانية الثلاثاء إن على إيران الإفراج فورا عن المعتقلين الذين لم يلعبوا دورا كبيرا في اضطرابات الشوارع بعد الانتخابات.

وانتقد النائب فرهاد تاجاري سير المحاكمات الجماعية التي بدأتها إيران الشهر الماضي لأكثر من 100 من الإصلاحيين والنشطاء وغيرهم متهمين بإذكاء احتجاجات حاشدة على إعادة انتخاب أحمدي نجاد لولاية ثانية.
وتقول جماعات حقوقية إن آلاف الأشخاص ومن بينهم شخصيات إصلاحية بارزة اعتقلوا بعد الانتخابات الرئاسية وتم الإفراج عن معظمهم لكن الإصلاحيين يقولون إن أكثر من 200 منهم لا يزالون في السجن.
وكان الرئيس الإيراني الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي قد قال الشهر الماضي إن الاعترافات التي أدلى بها المعتقلون في المحاكمات الجماعية تم الإدلاء بها تحت "ظروف استثنائية" ولا يعتد بها، ويضم المحتجزون في السجن العديد من حلفائه.
المصدر: وكالات

قتلى بقصف أميركي شمالي باكستان





القصف الأميركي على شمال وزيرستان تكرر في الآونة الأخيرة (الفرنسية-أرشيف)
سقط ثلاثة قتلى على الأقل في قصف نفذته الثلاثاء طائرة بدون طيار يعتقد أنها أميركية في مقاطعة شمال وزيرستان القبلية شمالي غربي باكستان في ثاني ضربة جوية من نوعها في يومين وفق مصادر أمنية واستخباراتية باكستانية.
وأوضحت المصادر أن القصف الأميركي بصاروخين استهدف مجمعا لمقاتلي حركة طالبان باكستان في قرية درغاماندي الواقعة على بعد خمسة كيلومترات شمال غرب مدينة ميران شاه مركز مقاطعة شمال وزيرستان، مشيرة إلى أن القتلى هم من عناصر الحركة، وتوقعت ارتفاع عدد الضحايا.
ولم يعرف على الفور ما إن كان أحد قيادات طالبان موجودا في المكان وقت القصف.
ويأتي القصف الجديد بعد أقل من 24 ساعة على ضربة جوية مماثلة استهدفت مدرسة دينية في قرية بنفس المنطقة مما أسفر عن مقتل خمسة مسلحين يعتقد أنهم جميعا من الأوزبك وفق مصادر أمنية باكستانية.
وكان قائد طالبان باكستان بيت الله محسود لقي مصرعه في هجوم مماثل في مقاطعة جنوب وزيرستان المجاورة الشهر الماضي.
(تغطية خاصة)
مقتل طلبة
وجاءت الضربة الجوية بعد ساعات من مهاجمة مسلحين من طالبان باكستان -وفق مسؤول حكومي- مجموعة طلاب ينتمون إلى الأقلية الشيعية بمقاطعة أوراكزاي القبلية شمالي غربي البلاد.
وقال خايستا غل -وهو مسؤول في الإدارة المحلية لأوراكزاي التي يقطنها البشتون- إن المسلحين فتحوا النار على طلاب وهم في طريقهم إلى المدرسة الثانوية قرب بلدة كالايا فقتلوا أربعة وجرحوا آخرين.

واندلعت معركة بين مسلحين من قبيلة القتلى والمهاجمين الذين كانوا ملثمين، عقب الهجوم حسب أحد السكان.

وأوراكزاي أحد معاقل حكيم الله محسود القائد الجديد لطالبان باكستان التي زادت هجماتها بصورة لافتة منذ منتصف 2007، ما أثار مخاوف غربية وأميركية خاصة على البرنامج النووي العسكري الباكستاني.

لكن هذه الهجمات تراجعت نسبيا في الأسابيع الأخيرة مع مقتل بيت الله محسود الشهر الماضي في قصف أميركي وتصعيد الجيش الباكستاني عملياته وتحقيقه مكاسب أمنية خاصة في وادي سوات.

ووفق بيانات رسمية قتل الأسبوع الماضي أكثر من 120 مسلحا في خيبر، إحدى سبع مناطق قبلية تتمتع بحكم شبه ذاتي في باكستان، بعد هجوم انتحاري قتل فيه 22 من حرس الحدود.
شاحنات إمدادات الناتو تحترق قرب كويتا (الفرنسية)
خطف وحرق

في تطور آخر اختطف مسلحون رجلا يونانيا بعد قتل شرطي يحرسه في منطقة تشترال شمالي باكستان، ولم تذكر الشرطة تفاصيل عن الرجل سوى أنه يعمل في مشروع ثقافي بوادي كالاش منذ عام 2001، في منطقة لا يعرف عنها العنف.
على صعيد متصل أحرق مسلحون في ضواحي مدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان جنوبي غربي باكستان ثماني شاحنات تحمل إمدادات وقود لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان المجاورة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الشرطة المحلية أن ستة مسلحين على ثلاث درجات نارية أطلقوا وابلا من الرصاص على الشاحنات مما أدى إلى اشتعال النيران فيها، ولم تعلن أي جهة مسوؤليتها عن الهجوم كما لم يتسن معرفة ما إن كان الهجوم أسفر عن سقوط ضحايا.
المصدر: وكالات

"لنا أسماء ولنا وطن":حملة فلسطينية لاسترداد جثث الشهداء




سناء الشعراوي (يسار) جاءت من الخليل للمشاركة في فعاليات المسيرة بنابلس (الجزيرة نت)

عاطف دغلس-نابلس
من مدينة الخليل بجنوب الضفة الغربية إلى مدينة نابلس بشمالها جاءت سناء الشعراوي والأمل يحدوها أن تعثر على ضالتها التي فقدتها منذ أكثر من أربعين عاما، أو تحرك الضمائر والقلوب للوقوف معها ومع أمثالها من ذوي الشهداء والمفقودين الذين تستولي إسرائيل على جثثهم وتحجب أي معلومة عن ذويهم.
تقول سناء إنها جاءت لتشارك في المسيرة التي نظمتها الحملة الوطنية لاسترداد جثث الشهداء والمفقودين تحت شعار "لنا أسماء ولنا وطن" بمدينة نابلس يوم الثلاثاء، لتؤكد أنها لن تنسى ستة مفقودين من عائلتها تحتجزهم إسرائيل منذ عام 1967.
وأكدت سناء الشعراوي في حديثها للجزيرة نت أن أفراد عائلتها موجودون في سجون الاحتلال، خاصة أن أسرى أفرج عنهم أكدوا ذلك حسب قولها، وطالبت المسؤولين بالبحث عنهم واستردادهم أحياء كانوا أو أمواتا.
ولكن الأمر بدا مختلفا بالنسبة للمواطن عطا الله عبد المجيد من مدينة رام الله الذي أكد أن شقيقه محمد الذي كان يعمل في الجيش الأردني ويحمل الرقم العسكري 2439، فُقد في مدينة القدس عام 1967 بعدما أصيب بجروح نتيجة انفجار قنبلة إسرائيلية عليه.
وأشار إلى أنه توجه مرارا إلى المسؤولين الأردنيين والمؤسسات الإنسانية والحقوقية وخاصة الصليب الأحمر، لمعرفة مصير شقيقه ولكن دون جدوى، وأكد أن شقيقه أصيب بقنبلة تعرف باسم "نابال" وهي شديدة الانفجار مما أدى إلى تشويه جسده، وهذا يعني أنهم لن يروه طوال حياتهم "لأن إسرائيل قامت بوضع الأشخاص المشوهين في سجون سرية وحرمت ذويهم منهم".
عطا الله عبد المجيد أكد أن شقيقه محمد أسير في السجون السرية الإسرائيلية (الجزيرة نت)
قضية إنسانية

من جهته طالب وزير الأسرى الفلسطينيين عيسى قراقع إسرائيل بالكشف عن الشهداء والمفقودين فيما أسماه السجون السرية لديها، وتقديم معلومات للشعب الفلسطيني وللأمم المتحدة حول هؤلاء الضحايا ومصيرهم.
وأكد في حديث للجزيرة نت –على هامش الفعالية- أن قضية جثث الشهداء والمفقودين والأسرى جميعا تعد قضية إنسانية وقانونية ويجب التعامل معها وفقا لذلك، وشدد على إيلاء الرئيس عباس قضية الأسرى أهمية كبرى على المستوى السياسي، مشددا على أن أية مفاوضات مستقبلية لابد أن تشمل قضايا الأسرى المختلفة، بما في ذلك قضية الشهداء والمفقودين.
وطالب القيادة والمفاوض الفلسطيني بالعمل على استرداد جثث 300 شهيد ومفقود من الضفة وغزة لدى إسرائيل، وتحويل قضيتهم إلى قرار سياسي وليس مجرد شعارات موسمية. ودعا القائمين على صفقة شاليط إلى الضغط من أجل الإفراج عن الشهداء والمحتجزين في مقابر الأرقام العسكرية الإسرائيلية.
ورفض قراقع التعامل الإسرائيلي مع قضية الأسرى وفق المعايير الإسرائيلية الضيقة أو ما يسمى مبادرات حسن النية ومبادرات من جانب واحد، داعيا إلى التعاطي معها بطريق ومنهج مختلف عن السابق.
مسيرة حملة جثث الشهداء انطلقت
بمدينة نابلس وجابت شوارعها (الجزيرة نت)
حملات

من جانبه أكد منسق الحملة الوطنية لإطلاق جثث الشهداء والمفقودين سالم خلة أن الحملة تنطلق في الضفة الغربية بالتزامن مع حملات مشابهة تنطلق في الخارج والشتات عبر السفارات والممثليات الفلسطينية.
وقال للجزيرة نت إن الحملة -التي شارك فيها المئات من أهالي الشهداء والمفقودين ولفيف من المسؤولين والنائب العربي بالكنيست محمد بركة- جاءت لتؤكد الإجماع الفلسطيني بأرض الوطن على مطالبة العالم بصوت عال بالضغط على إسرائيل لرد المفقودين وجثث الشهداء باعتبار ذلك حقا قانونيا وإنسانيا لهم ولذويهم.
وأكد على الإجماع الوطني الفلسطيني بغض النظر عن الخلافات الحزبية على قضية جثث الشهداء والمفقودين، ورحب بتبني السلطة الفلسطينية وحكومتها لهذه القضية واعتمادها لها مطلبا وطنيا من الأولويات، واعتبار السابع والعشرين من أغسطس/آب من كل عام يوما عالميا لها، داعيا منظمة التحرير إلى تبني الحملة والعمل على تحقيق أهدافها ومطالبها.
وأشار خلة إلى أن ما هو مسجل الآن لديهم هو 300 شهيد ومفقود، بالإضافة إلى مئات الحالات الأخرى التي تحتاج للتوثيق، داعيا القيادة الفلسطينية ومؤسسات حقوق الإنسان إلى العمل على توثيقها ورصدها.
المصدر: الجزيرة

أبو الغيط يطلب حسن نوايا إسرائيلية



أبو الغيط دعا إسرائيل لإثبات حسن نواياها حيال عملية السلام (الأوروبية)

قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن على إسرائيل أن تجمد بناء المستوطنات وتتحرك جديا لتنفيذ التزاماتها تجاه عملية السلام قبل أن تتخذ الدول العربية خطوات للتطبيع معها، في وقت ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيزور مصر قريبا.
وأوضح أبو الغيط في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس -بعد لقاء بين الأخير والرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة- أن التطبيع سيكون مقبولا للعرب إذا اتخذت إسرائيل خطوات مهمة نحو الفلسطينيين تعكس مصداقيتها واستعدادها للتفاوض الجاد والحقيقي بما يقود إلى الهدف النهائي بإقامة دولة فلسطينية.

واعتبر أن بدء إجراءات للتطبيع في حالة استئناف المفاوضات ليس بالأمر الغريب، إذ إن المجلس الوزاري للجامعة العربية في اجتماعه الأخير تبنى موقفا في هذا الاتجاه.

من جانبه دعا وزير الخارجية الإسباني الدول العربية إلى تحسين علاقاتها مع إسرائيل مقابل وقف الاستيطان الإسرائيلي.

لكن وزير الخارجية المصري رفض أن يكون التطبيع مع إسرائيل ثمنا لوقف الاستيطان، قائلا في رد على سؤال بهذا الصدد إن الإجابة الأكيدة هي لا.

وأشار إلى أن الدول العربية وجامعة الدول العربية ومصر مطالبون بالعمل على الإمساك بالموقف أكثر من أي وقت مضى والسعي لتحقيق هدف الدولة الفلسطينية.

وذكرت تقارير صحفية إسرائيلية أن الولايات المتحدة وإسرائيل قريبتان من التوصل إلى اتفاق بشأن الاستيطان تلتزم إسرائيل بموجبه بتجميد البناء الاستيطاني بشكل مؤقت، مع استخدام كلمة تأجيل بدل تجميد، مقابل خطوات عربية باتجاه التطبيع، مما يتيح المجال لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية الأسبوع الماضي إن المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل سيزور المنطقة الأسبوع المقبل سعيا لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق.

اتصال هاتفي
نتنياهو يستعد لزيارة مصر في غضون أيام
(رويترز-أرشيف)
وفي سياق متصل تلقى الرئيس المصري حسني مبارك اتصالا هاتفيا من وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك.

ولم تذكر وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية التي أوردت النبأ أي تفاصيل عن المحادثة الهاتفية بين مبارك وباراك.

وكانت الإذاعة الإسرائيلية ذكرت صباح اليوم أن نتنياهو سيتوجه في الأيام المقبلة إلى القاهرة للقاء الرئيس المصري ومدير المخابرات المصرية العامة عمر سليمان.

ورجحت مصادر سياسية أن تتم الزيارة الأسبوع المقبل وقبل توجه نتنياهو إلى نيويورك لحضور جلسات الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر الحالي.

ويتوقع أن تتمحور محادثات نتنياهو في القاهرة حول ملف الجندي جلعاد شاليط ووقف البناء في المستوطنات وإعادة إطلاق عملية السلام في المسار الفلسطيني الإسرائيلي.

المصدر: وكالات

كرزاي يتقدم فوق 50% لأول مرة



رسم بياني بنسبة كل مرشح في الانتخابات الرئاسية الأفغانية بعد فرز 91.6% من الأصوات (الفرنسية)

أظهرت النتائج الجزئية لانتخابات الرئاسة الأفغانية التي أعلنت الثلاثاء حصول الرئيس حامد كرزاي على نسبة 54.1% من الأصوات وهي المرة الأولى التي يفوز فيها بعدد كاف من الأصوات يجنبه خوض جولة إعادة.
وأشارت النتائج التي أعلنت عنها اللجنة المستقلة للانتخابات بعد فرز 91.6% من مراكز الاقتراع إلى حصول عبد الله عبد الله وزير الخارجية الأسبق والمنافس الرئيسي لكرزاي على نسبة 28.3%.
وأضافت اللجنة أنها استبعدت نتائج 600 مركز اقتراع من بين أكثر من 26 ألف مركز وذلك لأنها تشتبه في حدوث تجاوزات فيها. وأجريت انتخابات الرئاسة الأفغانية يوم 20 أغسطس/آب الماضي.
وكان المسؤول الإعلامي للبيت الأبيض روبرت غيبز قد قال الاثنين إن المسؤولين الأفغانيين بحاجة للتعامل مع المزاعم الخاصة بوقوع مخالفات في الانتخابات من أجل ضمان نتائج شرعية لانتخابات الرئاسة.
وأضاف غيبز للصحفيين أثناء زيارة قام بها الرئيس باراك أوباما لمدينة سينسيناتي بولاية أوهايو الثلاثاء "الأفغانيون يفرزون الأصوات، وعليهم التعامل مع أي اتهامات موجودة وأن يضمنوا للناس شرعية الانتخابات".
وقد أفادت تقارير للمراقبين الدوليين في أفغانستان أن الانتخابات الأفغانية شهدت مخالفات جسيمة على مستويات متعددة.

وقالت ديميترا أيوانو نائبة رئيس لجنة الأمم المتحدة لمراقبة الانتخابات الأفغانية في تصريحات لصحيفة تاجيسشبيجل الألمانية تنشرها في عددها الصادر الثلاثاء "لقد شهدت الانتخابات تزويرا على نطاق واسع".
المصدر: وكالات

شاهد ايضا