728

الأربعاء، 23 سبتمبر 2009

الخياران الخطران أمام نتنياهو



أرينز: القمة مجرد مسرحية (الفرنسية-أرشيف)

انتقدت الصحف الإسرائيلية الأربعاء القمة الثلاثية في نيويورك أمس وأجمعت على أنها لم تحقق شيئا فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وانتقدت نتنياهو ورأت أنه بين خيارين خطرين. كما عرضت انتقاد وزراء سابقين للقمة باعتبارها مسرحية بائسة.

خياران خطران
شكك المحلل السياسي في صحيفة معاريف بن كسبيت في قدرة الرئيس الأميركي باراك أوباما على تحريك عملية سياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، وقال إنه استغرق تسعة أشهر للحصول على موافقة واهية باستئناف المفاوضات.

وأضاف أنه على الأغلب سيتم قذف جثة عملية السلام وفقا لأوباما إلى شاطئ غزة بحلول الصيف المقبل.

ورأى كاسبيت أن على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يوازن بين أمرين: تليين موقفه لبدء المفاوضات، وهو أمر يغضب اليمين ويشكل خطرا على ائتلافه، أو الإصرار على تجميد المفاوضات، وهو خطر على علاقته مع الولايات المتحدة.

لذلك عليه أن يقرر أيهما الأخطر الآن، التورط مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل وأوباما، أو مع المستوطنين واليمين المتطرف داخل حزب الليكود.

"
نتنياهو مقتنع بأن الفلسطينيين باتوا يدركون الآن أنه من الأفضل لهم ألا يشترطوا تجميد الاستيطان لاستئناف العملية السياسية، وأن مطلب التجميد قد مات
"
تجميد الاستيطان مات
وكتب كبير المعلقين السياسيين في صحيفة يديعوت أحرونوت ناحوم برنياع أن أحد موظفي الإدارة الأميركية أبلغه أمس أن الرئيس أوباما دعا الجانبين لكي يصرخ في وجههما ويوضح بأن الوقت آخذ في النفاد وأن عليهما تنفيذ الخطوات المطلوبة لبدء المفاوضات.

لكن برنياع رأى أن هذه الرسالة لم يتم استيعابها، إذ عاد الوفد الإسرائيلي بشعور معاكس، وأكد قادته أن "الأميركيين ربتوا على أكتافهم"، في إشارة إلى الرضا.

وذكرت الصحف أن الوفد المرافق للرئيس الفلسطيني محمود عباس صافح باراك عند دخوله إلى القاعة التي عقدت فيها القمة وأنهم تجاهلوا ليبرمان، لكن عباس بعد انتهاء القمة صافحه.

وتابع برنياع أن نتنياهو مقتنع بأن الفلسطينيين باتوا يدركون الآن أنه من الأفضل لهم ألا يشترطوا تجميد الاستيطان لاستئناف العملية السياسية، وأن مطلب التجميد قد مات.

سحب الدعوى
وأضاف برنياع أن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان طلب من عباس سحب الدعوى التي قدمتها السلطة الفلسطينية للمحكمة الدولية في لاهاي ضد إسرائيل بالاستناد إلى تقرير لجنة تقصي الحقائق الأممية حول الحرب على غزة، واتهام إسرائيل بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين الفلسطينيين، واعتبر ليبرمان أن سحب السلطة للدعوى سيشكل خطوة لبناء الثقة، لكن عباس لم يعقب على ذلك.

وأكد برنياع أن الإسرائيليين وحكومتهم يرغبون في استئناف العملية السياسية لأنهم يخشون مما سيحدث في حال عدم وجود عملية سياسية، لكنهم لا يؤمنون بإمكانية التوصل إلى اتفاق ولا بإمكانية تطبيقه.

وتساءل هل دور الزعيم هو أن يعكس رأي الأغلبية أم أن عليه أن يقودها، لأن الإسرائيليين، يريدون من عباس أن يقود الفلسطينيين إلى تنازلات يرفضها شعبه جملة وتفصيلا.

ونبه برنياع إلى أنه بزوال تجميد الاستيطان عن الأجندة، زالت أيضا إمكانية أن تقدم دول عربية مبادرات نية حسنة تجاه إسرائيل، وذكر بنتنياهو بأن المنتصر لأمد قريب في هذه المنطقة، هو خاسر للأمد البعيد.

"
أوباما ما زال تحت الامتحان لأن نتنياهو وعباس لا يريدان مفاوضات ولا اتفاقا دائما، وبالتالي سيضطر أوباما إلى أن يكون أكثر صرامة في المستقبل
"
مصداقية أوباما
من جانبه طالب المحلل السياسي في صحيفة هآرتس ألوف بن أوباما بإظهار قدرة على القيادة والتوضيح للإسرائيليين والفلسطينيين أن ثمة حدودا لوقاحتهم، وإلا فإن مصداقيته ستكون موضع شك.

وأضاف بن أن الرسالة التي أراد أوباما تمريرها من خلال القمة هي أن لا قدرة لديه على تحمل تبادل الاتهامات بلا نهاية.

ولم يمنح نتنياهو وعباس الدفء والعناق، مثلما فعل الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، كما أنه لم يملِ عليهما بيانا مشتركا ومتفقا عليه مثلما فعل الرئيس الأميركي السابق جورج بوش.

واعتبر بن أن أوباما ما زال تحت الامتحان لأن نتنياهو وعباس لا يريدان مفاوضات ولا اتفاقا دائما، وبالتالي سيضطر أوباما إلى أن يكون أكثر صرامة في المستقبل.

قمة بائسة
ووصف الوزير الإسرائيلي السابق وأحد أبرز مهندسي اتفاق أوسلو يوسي بيلين، لموقع يديعوت أحرونوت الإلكتروني، القمة بأنها كانت بائسة، كما وصفها وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه أرينز من حزب الليكود بأنها كانت مسرحية.

ورد موشيه أرينز عند سؤاله عن القمة، قائلا هل تقصد القمة التي لم تعقد؟ مضيفاً أن هذه لم تكن بداية مفاوضات ولا تحديد شروط أساسية وإنما كانت محاولة من جانب أوباما للحث على إجراء اتصالات.

وشدد أرينز على أن القمة كانت مجرد مسرحية وأنه لم يكن من خيار أمام عباس ونتنياهو سوى المشاركة فيها، لكنه اعتبر أن إسرائيل حصدت نقاطا لصالحها بعد مناورات سياسية قامت بها قبل انعقاد القمة

.
المصدر: الصحافة الإسرائيلية+يو بي آي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا