728

الأربعاء، 28 أكتوبر 2009

فلسطيني يؤسس متحفا بخان يونس





مجموعة من الأواني والملابس التراثية القديمة (الجزيرة نت)

أحمد فياض-خان يونس
دفع حب الآثار والتراث الفلسطيني وليد العقاد إلى تحويل منزله ومحيطه في خان يونس جنوب غزة إلى متحف وطني يضم قطعا أثرية ومقتنيات قديمة نادرة كان يحرص على جمعها والاحتفاظ بها منذ كان شابا يافعا.

ويعتبر "متحف العقاد الثقافي للتراث والآثار" في خان يونس من المتاحف التراثية الخاصة المتميزة لما يحتويه من مقتنيات عمد إلى جمعها بجهود ذاتية خشية اندثارها وضياعها من ناحية ولمقارعة الاحتلال بها من ناحية ثانية.
ويقول العقاد إن الهدف من إنشاء المتحف هو الحفاظ علي التراث الفلسطيني من الضياع على أيدي الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول جاهدا البحث والتنقيب عن القطع الأثرية النادرة وسرقتها لتزوير التاريخ، ولقناعته الثابتة بأن سرقة تاريخ شعب أهم من احتلال أرضه.

تصد للاحتلال
ويضيف "مهمتي كفلسطيني التصدي لمحاولات الاحتلال طمس تاريخ وتراث فلسطين، وحمايته من الضياع، ليبقى شاهدا على تراث أجدادنا وآبائنا باعتباره عملا نضاليا ووطنيا".

ويوضح العقاد، الملقب لدى أهل خان يونس بعاشق الآثار، أن رحلته مع الآثار بدأت قبل 30 عاما، حيث استطاع جمع العديد من المكتشفات الأثرية والوثائق التاريخية ووضعها داخل المتحف.
وليد العقاد بدأ جمع المقتنيات قبل ثلاثين عاما
(الجزيرة نت)

ويقام متحف العقاد على مساحة نحو 700 متر مربع في منطقة زراعية جميلة وهادئة، حيث البساطة التي تضفي على المكان بما فيه من مقتنيات جمالا توحي للزائر بأنه يتنقل بين عصور تاريخية مختلفة.

ويؤم المتحف الكثير من الزوار كالوفود المدرسية وطلاب الجامعات والمؤسسات الأهلية والرسمية وبعض الوفود الأجنبية التي تزور القطاع بين الحين والآخر.

رحلة البحث
ويذكر الباحث في الآثار الفلسطينية وعنها في حديث للجزيرة نت، أن عشقه للآثار والتراث الدائم دفعه للتنقيب عن كافة المقتنيات الأثرية في قطاع غزة مهما كان حجمها ومكانها لكونها تراثا فلسطينيا خالصا يجب الحفاظ عليه.
وعلي الرغم من أن العقاد لم يدرس علم الآثار، فإنه يمتلك قدرا كبيرا من المعلومات التاريخية المتعلقة بهذا العالم من خلال مطالعته الواسعة في أمهات كتب التاريخ والجغرافيا الفلسطينية التي مكنته من شرح تاريخ كل قطعة يعثر عليها أو يحتويها متحفه.

أقسام متنوعة
ويضم المتحف ثلاثة أقسام الأول للآثار والثاني للتراث والثالث للزواحف والطيور المحنطة التي عاشت في فلسطين، فالأول يختص بالآثار الرومانية والبيزنطية التي تعود إلى ما قبل الميلاد ويحتوي على أعمدة من الرخام استخدمت في بناء القصور التي تعود إلى العصر البيزنطي، إضافة إلى ركن خاص بالنقود والعملات القديمة في العصور الأموية والعباسية.

أما القسم الثاني فيختص بالتراث الذي يحتوي على ركن خاص بالثورة الفلسطينية ويضم مختلف أنواع الأسلحة القديمة التي استخدمها الفلسطينيون في الحروب الفلسطينية والعربية عبر مراحل نضالهم المختلفة.
عدد من الأعمدة الرخامية البيزنطية (الجزيرة نت)

ويضم القسم نفسه ركنا يحتوي على الملابس التقليدية المختلفة للرجال وللفلسطينيات وكافة المقتنيات المنزلية القديمة والأدوات الزراعية وغيرها من الأدوات الموسيقية كالأرغول والربابة ولشبابه، والهودج المزخرف الذي تحمل به العروس يوم زفافها على ظهر الجمل.

ويحتوي القسم الثالث بالمتحف عددا من الزواحف المحنطة كالكوبرا والتمساح وبعض الطيور والأسماك التي تشتهر بها فلسطين.

ويطمح العقاد إلى إنشاء مبنى جديد للمتحف يتيح له عرض كل ما لديه من أثار ومقتنيات قديمة، إلا أن الحصار الإسرائيلي ساهم في تعطيل هذا المشروع لعدم توفر المواد اللازمة للبناء.
المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا