728

الجمعة، 28 أغسطس 2009

جدل بسويسرا بعد منع متحجبة من اللعب



سُرى: حجابي لن يمنعني من مواصلة مسيرتي (الجزيرة نت)

تامر أبو العينين-لوتسرن
لم تهدأ ردود الفعل على قرار اتحاد شمال شرق سويسرا لكرة السلة منع اللاعبة سُرى الشوك من المشاركة في مباريات الدوري، بسبب إصرارها على عدم خلع الحجاب أثناء المباريات.
ومع كل صباح تستفيق سرى وبريدها الإلكتروني يعج برسائل تؤيد موقفها وتشجب القرار وتحثها على ضرورة مواجهته وعدم الاستسلام.
في المقابل يدافع رئيس اتحاد كرة السلة السويسري هانيتس شلوسل عن قراره، مكتفيا بالإشارة إلى لوائح الاتحاد الدولي لكرة السلة التي تحظر على اللاعبات ارتداء الحجاب أثناء المباريات.
مبررات "بلهاء"
وتقول سُرى العراقية الأصل "أشعر بالإحباط الشديد من هذا القرار فهو أشبه بلطمة كبيرة لطموحاتي، والحمد لله أن جميع من حولي متضامنون معي، لكن وقع الصدمة عليّ كان كبيرا بل مدويا".
وتستنكر سُرى (19 عاما) في حديثها للجزيرة نت مبررات القرار "بضرورة التزام الحياد الديني أثناء المباريات"، وتساءلت "لماذا لا يتحدثون عن وشم يغطي أجزاء من أجساد بعض اللاعبين وبه رموز دينية؟".
مدربها السويسري أوليفر باكر رفض مبررات الحظر ووصفها "بالغبية والبلهاء ولا تساعد على اندماج المنحدرين من ثقافات غير أوروبية".
وقال باكر "أظهرت سُرى تفوقا ملحوظا فتسلمت قيادة فريق أيبيكون، وحصلت على الميدالية الذهبية كأكثر لاعبات السلة أهمية في موسم 2009/2008".
السماوي ساند سُرى في الاحتجاج على
القرار بكل الطرق الممكنة (الجزيرة نت)
عراقيون غاضبون

من جهته أكد الناطق الرسمي باسم المركز الإسلامي العراقي في سويسرا كريم السماوي تضامن المركز مع اللاعبة واستعداده لمتابعة الملف مع السلطات وأمام المحاكم إذا اقتضى الأمر.
وقال السماوي في تصريح للجزيرة نت إن "صدور مثل هذا القرار من بلد متعدد الأعراق أمر مثير للدهشة، وقد لا يدرك من يساندونه أنه ربما يؤدي إلى مشاكل في سويسرا هي في غنى عنها".
وقالت الناشطة العراقية في مجال حقوق المرأة بالمركز سعدية التميمي إن "ثقتنا كبيرة في الديمقراطية السويسرية، فهي أول من وضع اللبنة الأولى لحقوق الإنسان".
كما أعربت متضامنات عراقيات مع سُرى عن دهشتهن من هذا القرار ووصفنه بالجائر، بل ذهبت إحداهن إلى القول إن سويسرا "ربما تتعرض لضغوط لممارسة مضايقات على المسلمات، فالحجاب ليس رمزا دينيا ولا يتعارض مع العيش في أوروبا".
كما رأى الكاتب العراقي المقيم بسويسرا قاسم المرشدي "نعرف عن سويسرا أنها بلد التسامح والحريات وحقوق الإنسان، لكن تلك المواقف تسيء إلى سمعتها لاسيما في المجال السياحي".
للساسة رأي آخر
الأحزاب السياسية تفاعلت بصورة متفاوتة مع المشكلة، فقادة الحزب الاشتراكي لم يتمكنوا من الاتفاق على موقف موحد، إلا أن ممثله في لوتسرن قال "ليس لدينا مشكلة مع الحجاب لأنه حرية شخصية، لكننا ضد ارتداء من يعملن في وظائف حكومية للحجاب".
وبينما رأت المستشارة بحكومة لوتسرن أنجيلا بفيفلي أن الانضمام الطوعي إلى أي اتحاد أو جمعية أو ناد يعني الموافقة الكاملة على شروطه واتباعها، أكد النائبان باتريك ماير ولودفيغ دايخر من الحزب المسيحي الديمقراطي على أهمية الحوار في مثل هذه المواقف، ودعوَا إلى مناقشة الأمر بهدوء.
في المقابل يرى رئيس حزب الشعب اليميني المتشدد جوزيف كونتس في لوتسرن أن "المشكلة يمكن حلها بسهولة شديدة، إذ ليس أمام سُرى من حل سوى الاندماج والقبول بمبادئنا الأوروبية، أو الرحيل والعيش في المكان الذي يتناسب معها كمسلمة".
وتساءل كونتس قائلا "لماذا يجب علينا أن نقدم التنازلات تلو الأخرى للمسلمين الذين لا يكفون عن المطالبة بخصوصياتهم؟".
لكن هذا الحل تراه الناشطة بالمركز العراقي ضحى الشيباني غير مقبول "لأنه يغفل حق آلاف السويسريات اللاتي أشهرن إسلامهن عن قناعة"، متسائلة "هل يجب عليهن الآن الرحيل من بلادهن؟".
المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا