728

الأحد، 6 سبتمبر 2009

براون ضد إجبار ليبيا على التعويض



براون بين مطرقة التعويضات والسجين الليبي وسندان العلاقة التجارية بليبيا
(رويترز-أرشيف)

رفض رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الموافقة على خطوة من شأنها قيام ليبيا بدفع تعويضات لأهالي الضحايا الذين قضوا أو أصيبوا بفعل متفجرات زودت بها طرابلس الجيش الجمهوري الإيرلندي.

وذكرت صحفية صنداي تايمز البريطانية استنادا إلى وثائق حصلت عليها أن براون شخصيا رفض محاولة من شأنها إجبار الزعيم الليبي معمر القذافي على دفع تعويضات إلى 250 من أسر الضحايا الذين قضوا بالتفجيرات التي نفذتها عناصر من الجيش الجمهوري الإيرلندي.

وتأتي خطوة براون في رفض تعويضات الضحايا بسبب قلق الحكومة البريطانية إزاء فرض أي ضغوط على القذافي من شأنها عدوله عن التعاون مع المملكة المتحدة في المجالات التجارية بين البلدين، أو توقفه عن التنسيق والتعاون مع البلاد بشأن الحرب ضد ما سمته الصحيفة "بالإرهاب الإسلامي".

ويحتمل أن تتسبب الوثائق بمزيد من الحرج لرئيس الوزراء البريطاني الذي لم يزل يواجه أسئلة بشأن إطلاق السجين المدان بحادثة تفجير طائرة الركاب بان أميركان فوق بلدة لوكربي الأسكتلندية الليبي عبد الباسط المقراحي قبل أكثر من أسبوعين.

"
جاك سترو يواجه اتهامات من جانب المحافظين بتضليل الرأي العام بشأن إطلاق من سمته صنداي تايمز "بالإرهابي الليبي" بدعوى إصابته بمرض عضال
"

تضليل الرأي العام
وفي تطور آخر في البلاد ذكرت الصحيفة أن وزير العدل البريطاني جاك سترو بات يواجه اتهامات من جانب المحافظين بتضليل الرأي العام بشأن إطلاق من سمته صنداي تايمز "بالإرهابي الليبي" بدعوى إصابته بمرض عضال.

وأضافت الصحيفة أن سترو حذر براون من أن الليبيين قد يقدمون على إيقاف صفقات وعقود بملايين الدولارات مع شركة "بي بيه" البترولية البريطانية ما لم يفرج عن المقراحي.

ويتهم المحتجون على عدم المطالبة بتعويضات بشأن ضحايا الجيش الإيرلندي من أبناء البلاد الحكومة البريطانية بأنها ترتبط بعلاقات تجارية مسبقة مع ليبيا تحول دون المضي قدما بالمطالبة بالتعويضات.

وعلى صعيد متصل، أشارت صنداي تايمز إلى تفجير شهدته العاصمة لندن في التاسع من فبراير/شباط 1996 الذي أسفر عن مقتل اثنين وجرح أكثر من 100 آخرين.

وأوضحت الصحيفة أن الحكومة البريطانية عندئذ أنحت باللائمة على السلطات الليبية التي زودت الجيش الجمهوري بذلك النوع من القنابل أكثر من لوم منفذي التفجيرات أنفسهم.



وأضافت أن الرسائل المتبادلة على المستوى الوزاري في الحكومة البريطانية التي تدفع إلى عدم مطالبة بريطانيا ليبيا بتعويضات إنما تأتي في ظل الخشية من تعريض علاقات البلدين للخطر، خاصة التجارية منها، وإن جاء ذلك على حساب الضحايا من أبناء الشعب البريطاني.

المصدر: صنداي تايم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا