728

الأحد، 6 سبتمبر 2009

أسير فلسطيني ينتهي لكرسي متحرك



صورة أرشيفية للأسير رائد درابية (الجزيرة نت)
أحمد فياض-غزة
رغم استغاثاته المتكررة لإنقاذه من براثن الموت البطيء في أحد السجون الإسرائيلية فإن صرخاته ذهبت أدراج الرياح، فالأسلاك الشائكة والقضبان الحديدية التي تعزل الأسير الفلسطيني المريض رائد درابية في سجنه كانت أقوى من آلامه وصرخاته التي دوت في غياهب السجن.
الأسير رائد درابية (36 عاما) واحد من أولئك الذين يعانون الأمرين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بدأت قصته مع المرض عام 2005 لدى ظهور أعراض مرض حصى الكلى، لكن إدارة السجون أجرت له أربع عمليات جراحية في الظهر و محيط العمود الفقري على خلفية اكتشاف إصابته بسرطان النخاع، جميعها فشلت ونجم عنها بقاء أربع فتحات كبيرة في ظهره وبروز عظام العمود الفقري.
تردي الوضع الصحي للأسير درابية من مخيم جباليا شمال قطاع غزة وعجزه عن الحركة إلا من خلال كرسي متحرك، زرع القلق والخوف في قلوب أهله وعائلته التي بدت في حالة صعبة للغاية خشية تعرض حياة ابنها لخطر الموت.
صورة للأسير رائد مع ابنه وشهادات تقدير حصل عليها قبل اعتقاله (الجزيرة نت)
وقال شقيقه راني للجزيرة نت إن "الاحتلال الإسرائيلي يريد أن ينتقم من أخيه على خلفية اتهامه بقتل إسرائيلي في تل أبيب"، وأضاف "أصبح لدينا يقين أن أخي يتعرض لموت بطيء، ففي البداية أهملوا حالته الصحية، وعندما قرروا أن يعالجوه أجروا له عدة عمليات أفقدته الإحساس بقدميه".
حقل تجارب
وعبّر راني عن خشيته من أن يكون شقيقه تحول إلى حقل تجارب من قبل أطباء إسرائيليين، ودعا كل المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية إلى التدخل من أجل الكشف عن حالته وإنقاذ حياته.
ولعل ما زاد حالة العائلة سوءا وتردياً هو منعها -أسوة بغيرها من عائلات الأسرى في غزة- من زيارة ابنها منذ أسر فصائل فلسطينية الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط قبل أكثر من ثلاث سنوات.
فالأم سميحة درابية (56 عاما) لم تتمالك نفسها وهي تتحدث للجزيرة نت بحرقة واشتياق عن رائد، قائلة "ما زلت أحلم بأن يأتي اليوم الذي أضم فيه رائد بين أحضاني بدون قضبان وحواجز أو جدران صماء".
انتهاك واضح
من ناحيته قال يوسف متيا محامي نادي الأسير الفلسطيني والمتابع لقضية درابية في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت إن الأسرى داخل السجون الإسرائيلية يتعرضون لإهمال طبي متعمد من قبل إدارة السجون.
راني درابية دعا المنظمات الإنسانية
إلى التدخل لإنقاذ شقيقه (الجزيرة نت)
وأشار إلى أن "سياسة الإهمال الطبي لا تقتصر على الأسير درابية وحده، فالسجون الإسرائيلية حسب إحصائيات النادي تضم بين جنابتها 1500 أسير مصابين بأمراض مختلفة، وسبق أن استشهد منهم 47 أسيرا نتيجة هذه السياسة، فضلاً عن 70 آخرين استشهدوا بفعل عمليات التعذيب في مراكز التحقيق، ومثلهم قتلوا بدم بارد أثناء محاولات اعتقالهم".
وتولي الفصائل الآسرة للجندي الإسرائيلي شاليط أهمية كبيرة للأسرى المرضى وكبار السن، وتضعهم ضمن الخيارات الأولى بالنظر إلى معاناتهم المتفاقمة، وفقاً لما أكده أبو مجاهد الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية وهي من الفصائل الآسرة للجندي.
وقال في حديث للجزيرة نت إن قائمة أسماء المعتقلين الذين ستشملهم الصفقة تحدد في سرية تامة من قبل الفصائل الآسرة لحساسية الموضوع.
وحول ما إذا كان الأسير درابية ضمن قائمة الأسرى الذين ستشملهم الصفقة، شدد أبو مجاهد على أن قائمة الأسرى المنوي الإفراج عنهم يتم إعدادها وفق مقاييس معينة، بحيث تضم أصحاب الأحكام المؤبدة والمرضى والأطفال والنساء، لافتاً إلى وجود قرار بعدم الإفصاح عن أي اسم لحساسية الأمر.
المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا