728

الأحد، 4 أكتوبر 2009

آليات مطلوبة لتفعيل حوار الأديان



جانب من الحضور من مختلف الأديان من 35 دولة (الجزيرة نت)

تامر أبو العينين-جنيف

يتفق المهتمون بالحوار بين الحضارات والأديان على أهمية مواصلة الجهود لتقريب وجهات النظر وتصحيح الصور النمطية السلبية بين مختلف الأطراف لنزع فتيل التوتر العالمي والالتفاف حول القواسم المشتركة التي تضمن للجميع الحرية والأمن.

أما المتابعون لهذا المجال فيختلفون فيما بينهم على الآليات التي يجب اتباعها لتحويل المبادرات والتوصيات إلى خطوات عملية ملموسة.

وخرج مؤتمر رابطة العالم الإسلامي الأخير حول "مبادرة خادم الحرمين لحوار الأديان" والذي اختتم أعماله بسويسرا الأسبوع الماضي بمجموعة من التوصيات بعد يومين من المداخلات شارك فيها نحو 200 أكاديمي ينتمون إلى جميع الديانات من 35 دولة.
تفاهم
ودعا المؤتمر في وثيقته الختامية إلى "التفاهم الإيجابي بين شعوب العالم ورفض التمييز العنصري والاستعلاء العرقي والتعاون الوثيق في مواجهة التحديات الاجتماعية المشتركة من طغيان الحياة المادية وتفكك الأسرة وانحلال القيم الأخلاقية".

كما حرص على التذكير بأن الأديان "ليست مصدرا للأزمات بل تنبع الأزمات من صراع المصالح التي تولدها الأنانية".

وأكد أهمية تأسيس "هيئة إسلامية عالمية للحوار تضم الجهات الرئيسية المعنية به تسير وفق إستراتيجية موحدة مع مختلف أتباع الأديان والثقافات".

ودعا المؤتمر وسائل الإعلام إلى الامتناع عن حملات التهجم على الأديان ورموزها "لما لذلك من أثر سلبي على السلم الاجتماعي بما تسببه من موجات العنف".

كما أكد أهمية الإعلام في "أداء دوره لنشر ثقافة الحوار وتعزيز أهدافه والتحلي بالموضوعية والمصداقية في التعامل مع الموضوعات ذات الأثر الكبير في المجتمعات البشرية والبعد عن الإثارة والإسفاف المؤثرين سلبا على العلاقات الإنسانية".
تنظير
لكن بعض المنظمات غير الحكومية والمراقبين لهذا الشأن رأوا أن المؤتمر رغم أهميته فإنه "ركز على الجوانب النظرية أكثر من رصد الوقائع والمشكلات ذات البعد الديني لا سيما مع تنامي التيارات اليمينة المتطرفة في أوروبا والتي تستهدف الإسلام والمسلين".
عبد الله التركي (الجزيرة نت)

ويقول مدير مؤسسة "تعارف" السويسرية غير الحكومية عبد الحفيظ الورديري إن "حضور منظمات المجتمع المدني مهم لأنها المسؤولة عن تطبيق كل الحلول المطروحة لتفعيل الحوار بين الأديان والثقافات والخروج من دائرة النظريات إلى الممارسة العملية بين الناس".

ويؤكد الورديري أن الحوار بشكل نظري أكاديمي "لا يتناول أمثلة من الحياة اليومية للمسلمين في الغرب فبقي الحوار في دائرة مغلقة رغم أنه من المفترض أنه يتوجه إلى المجتمعات الأوروبية التي تشهد نموا متصاعدا لليمين المتطرف".
تقصير
في الوقت نفسه يرى الورديري أن حوار المسلمين مع الآخر "يشوبه تقصير الدول الإسلامية في الحوار مع شعوبها فلا يصدقنا الغرب فيما ندعو إليه".

وتتفق الأستاذة بجامعة باتنة الجزائرية الدكتورة حسينة باحماميد عضو المؤتمر مع أهمية حضور منظمات المجتمع المدني في تلك المؤتمرات.
وانتقدت ظهور المسلمين "وكأننا متهمون وعلينا إثبات برائتنا ويجب علينا أن نقول لهذا الغرب القوي من فضلك تواصل معنا فنحن لسنا إرهابيين وكأننا نطلب منه الرأفة". لكنها أثنت على فكرة تبني الهيئات الإسلامية الكبرى ذات الثقل لتلك المؤتمرات في أوروبا.
من ناحيته أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عبد الله التركي للجزيرة نت "حرص الرابطة على تنوع المشاركين وتعميم التوصيات الموجهة لكل من هو معني بالحوار ليكون التطبيق مسؤولية مشتركة".
كما أكد حرص الرابطة على "تلقي جميع التعليقات والأفكار المتعلقة بأبحاث المؤتمر وتوصياته".
المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا