728

الاثنين، 7 سبتمبر 2009

قيود على تنقل الأميركيين بالعراق



الأميركيون انسحبوا من المدن العراقية (الفرنسية-أرشيف)



ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن السلطات العراقية تحرص على إبقاء القوات الأميركية بعيداً عن المدن, بل إن من يقوم برد تلك القوات على أعقابها أحياناً هم الجنود العراقيون أنفسهم الذين تدربوا على أيدي الأميركيين.

فبالنسبة لغالبية الجنود الأميركيين في العراق فإن الحرب كما عرفوها توقفت على حين غرة في 30 يونيو/حزيران الماضي, وهو الموعد المحدد لانسحاب القوات الأميركية من المدن العراقية بموجب بنود الاتفاقية الأمنية المبرمة بين الدولتين.

وقد أُغلقت القواعد الأميركية في المناطق الحضرية التي كانت مسارح لمعظم العمليات القتالية طوال السنوات الست الأخيرة, وأُعيد نشر القوات إما في أطراف المدن وإما في أعماق الريف حيث لا يزال مسموح لها العمل بحرية أكبر نسبياً.

لكن في داخل المدن, تفرض الحكومة العراقية قواعد صارمة لإبعاد القوات الأميركية عنها, ما أثار دهشة العديد من القادة العسكريين الأميركيين الذين كانوا يتوقعون أن تستمر القوات المقاتلة في التنقل في المناطق الحضرية لمد يد العون لنظيرتها العراقية.

واقتضى ذلك قدرة كبيرة على التكيف مع الواقع الجديد من قبل القوات الأميركية، التي اعتادت التجوال حيث أرادت منذ الغزو الأميركي للعراق قبل أكثر من ست سنوات.

وهناك تقارير كثيرة تحدثت عن مواجهات وقعت حيث قام جنود عراقيون برد نظرائهم الأميركيين على أعقابهم عند نقاط التفتيش.

ومع ذلك فما زال العراقيون يستنجدون بالقدرات الأميركية في المجالات التي تعوزهم فيها الخبرة والمعدات اللازمة مثل الاستطلاع الجوي وإخلاء الجرحى والمرضى والطب الشرعي.

وما يزال بإمكان الأميركيين من مهندسين وموظفين مدنيين زيارة المشروعات والمسؤولين العراقيين في المدن, لكن بعد الحصول على إذن بذلك من العراقيين.

وما برحت القوافل العسكرية الأميركية تقوم بتزويد الأعداد القليلة المتبقية من القوات داخل المدن -ومعظمهم من المستشارين- بالمؤن.

"
ما زال العراقيون يستنجدون بالقدرات الأميركية في المجالات التي تعوزهم فيها الخبرة والمعدات اللازمة مثل الاستطلاع الجوي وإخلاء الجرحى والمرضى والطب الشرعي
"
ولا يسمح لهؤلاء بالتنقل خارج قواعدهم إلا في ساعات الليل وبإذن من السلطات العراقية لئلا يكونوا بادين للعيان.

ولم يطلب العراقيون مساعدة من القوات الأميركية المقاتلة حتى بعد التفجيرات التي دمرت مباني وزارتي المالية والخارجية في قلب بغداد في 19 أغسطس/آب المنصرم, والتي كشفت عن هفوات خطيرة من جانب قوات الأمن العراقية.

وقال اللواء جون جونسون –نائب قائد عمليات القوات الأميركية- إن عودة القوات المقاتلة إلى المدن من جديد تتطلب قرارا يصدر من جهات عليا.

ويرى مسؤولون عراقيون وأميركيون أن تواجد القوات الأميركية ما كان ليحول دون حدوث تلك التفجيرات, في حين أبدى الجنرال ريموند أوديرنو –قائد القوات الأميركية في العراق- قلقه من أن الاستخبارات الأميركية تدفع الثمن الناجم عن أن القوات لم تعد تعمل في أحياء بغداد.

وبالمقابل فإن ما جنته الولايات المتحدة من ذلك جاء في شكل انخفاض حاد في عدد الضحايا وسط جنودها, حيث لم تسجل سوى سبع حالات في أغسطس/آب, وهي أدنى حصيلة منذ اندلاع الحرب هناك.

المصدر: لوس أنجلوس تايمز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا