728

الاثنين، 7 سبتمبر 2009

أفغانستان توتر علاقات القادة الأميركيين



تنامي شعبية طالبان في ظل ما تسببه القوات الأجنبية من خسائر للمدنيين الأفغان
(الفرنسية-أرشيف)

تناول الكاتب الأميركي روبرت هاديك الأوضاع في أفغانستان وتداعياتها على العلاقات بين المسؤولين الأميركيين من عسكريين ومدنيين، في ظل احتمال توتر الأجواء بين إدارة أوباما والقوات المسلحة بشأن إستراتيجية الحرب على أفغانستان.

وقال الكاتب في مقال له نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية إنه يحتمل أن يتسبب تقرير قائد قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال في توتر الأجواء بين إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما والقوات المسلحة.

وأضاف أنه من المحتمل أن تندلع حرب تراشق الاتهامات ورفع اللوم وتحمل المسؤولية بين كل من صناع السياسة في البيت الأبيض وبين الجنرال ماكريستال وهيئة العاملين معه والمدافعين عنهم في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).

ومضى هاديك إلى أنه من الممكن أن يستمر ذلك التوتر في العلاقات بين المدنيين والعسكريين الأميركيين طيلة بقاء القوات الأميركية في أفغانستان وربما إلى ما بعد ذلك.

وأضاف الكاتب أنه يفترض أن يكون تقرير ماكريستال سريا ولكن بعض الشخصيات مجهولة الهوية سربت مضمونه وما يحتويه من أفكار إلى صحيفة واشنطن بوست الأميركية بهدف دعم وحماية ماكريستال والقوات المسلحة النظامية في مواجهة مسؤولي البيت الأبيض الذين وصفهم بكونهم لا يولون ثقة للتقرير الذي يقيم الأوضاع الميدانية أفغانستان.



القوات الأجنبية تكبدت خسائر فادحة مؤخرا
(الفرنسية-أرشيف)

موقف دفاعي
كما أعرب أولئك الموظفون عن رغبتهم في تسريب محتويات التقرير من أجل أن يعززوا من مواقفهم ويضعوا هيئة البيت الأبيض في موقف دفاعي.

ويهدف تقرير ماكريستال والمدافعون عن التسريبات إلى إظهار كيف أن الأهداف المحدودة المفترضة لحرب أوباما ستؤدي في نهاية المطاف إلى حرب واسعة ومكلفة وأهداف متغيرة لا ترسو على بر في البلاد.

ورغم أن التقرير الذي يقع في أكثر من 20 صفحة لم يكشف عن محتوياته بالكامل بعد, يقول العالمون ببواطن الأمور والمطلعون على التقرير إنه يقدم نظرة تشاؤمية للتحديات التي تعترض سبيل تنفيذ إستراتيجية أوباما في أفغانستان.

وأعلنت الإدارة الأميركية عن تدني سقف أهدافها لتحصرها في هزيمة تنظيم القاعدة وغيرها من المجموعات المتطرفة والحيلولة دون حصولها على ملاذ آمن، ولكن هذا يتطلب في المقابل حملة كاسحة ضد التمرد تهدف لحماية الشعب الأفغاني وإقامة حكم رشيد وإعادة بناء الاقتصاد.

"
تقرير ماكريستال من شأنه تحويل مسؤولية البيت الأبيض في بناء الدولة الأفغانية إما إلى نقاش وعمل مشترك بين الكونغرس والشعب في مختلف أنحاء البلاد أو إلى تخفيض سقف الأهداف وراء تلك الحرب
"
سقف الأهداف
ويمضي هاديك إلى أن تقرير ماكريستال من شأنه تحويل مسؤولية البيت الأبيض في بناء الدولة الأفغانية إما إلى نقاش وعمل مشترك بين الكونغرس والشعب في مختلف أنحاء البلاد أو إلى تخفيض سقف الأهداف وراء تلك الحرب.

وأضاف أن التقرير يورد العديد من العقبات التي قد تمنع تحقيق النجاح وكذلك العوائق الخارجة عن نطاق سيطرة القوات المسلحة الأميركية مثل اعتقاد ماكريستال بأن للمسؤولين المدنيين دورا حيويا في تفعيل الحكومات المحلية الأفغانية ومكافحة الفساد.

وبينما يؤكد التقرير أن نتائج الانتخابات الرئاسية الأفغانية الأخيرة كانت قانونية, يشير إلى أن أهداف كل من حامد كرزاي وقوات التحالف ليست دائما منسجمة كما يجب أن تكون.

ويستطرد هاديك بأن بعض المسؤولين يقولون في مقابلات منفصلة إن تقييمات الجنرال ماكريستال تطالب بتبني ثقافة التقليل من المخاطرة باستعداء الناس من قبل القوات الأميركية وقوات الناتو عن طريق الاندفاع من قواعدهم والخروج من مركباتهم المدرعة لمطاردة المتمردين مشيا على أقدامهم بطريقة تقلل من الوفيات بين المدنيين الأفغان.

وبكلمات أخرى فإن الجنرال ماكريستال يقول "لا تحملوني المسؤولية عن نجاح كرزاي إن تبين أن الانتخابات شابها التلاعب والتزوير أو عن تغيب المسؤولين المدنيين أو عندما لا يسمح للجنود الأوروبيين بالقيام بدوريات الخفر".

نظرة متشائمة
ويقول هاديك إن التقرير يكشف عن الصراعات الدائرة بين صناع السياسة المدنيين والقادة العسكريين ومطالبة كل طرف للآخر بحل مشاكله الخاصة به, فهيئة البيت الأبيض تأمل في أن يقدم ماكريستال إستراتيجية واضحة لها احتمالات وفرص نجاح كبيرة في الحرب ومن شأنها تبديد الشعور بالقلق حول القضية الأفغانية.

ويريد ماكريستال من المسؤولين المدنيين عنه أن يعرضوا عليه أهدافا قابلة للتحقيق ومده بالموارد والمصادر المطلوبة كي يتمكن من إنجازها وتحقيقها.

ويضيف هاديك أن تقرير ماكريستال يقدم ضمنا نظرة متشائمة بخصوص تحقيق الانتصار في أفغانستان، مشيرا إلى أنه لو كان لدى الجنرال الأميركي والعاملين معه نظرة متفائلة فيما يتعلق بالتحدي الأفغاني لما كانت لديهم حاجة للاجتهاد والعمل الدؤوب لتوضيح المسؤولية عما يمكن أن يقع لاحقا.







ويختتم بالقول إنه في حال النصر سيشترك الجميع في نشوة النصر والفخر, وإن تقرير ماكريستال استباقي دفاعي من أجل دفع الملامة والتهم عن نفسه، وأضاف أن ذلك ليس بالأمر الجيد لكل من مهمة أميركا في الحرب على أفغانستان والعلاقات بين العسكريين والمدنيين على حد سواء.

المصدر: فورين بوليسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا