728

السبت، 22 أغسطس 2009

دعوة لإستراتيجية جديدة بأفغانستان



تزايد أعداد قتلى الجنود البريطانيين أثار غضب الأهالي بالمملكة المتحدة (الفرنسية)

انتقد الكاتب البريطاني دينس ماكشاين الأصوات التي تطالب بانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، وقال إن البديل عن فكرة الانسحاب إنما هو بالتفكير في تغيير الإستراتيجية والتكتيكات المتبعة في الحرب على أفغانستان.

وأوضح ماكشاين وهو ممثل بلاده لدى الاتحاد الأوروبي في مقال له نشرته صحيفة غارديان البريطانية رأيه بالقول إنه

"يجب أن لا نتخلى عن أفغانستان" مشككا بدعوات من سماهم بنذر الشؤم في بلاده، في إشارة إلى الأصوات التي تنادي بسحب القوات البريطانية وإعادتها إلى البلاد في ظل تزايد أعداد القتلى بين صفوفها.

ومضى إلى أن تلك الأصوات المنادية بالانسحاب ما هي إلا أصوات انهزامية، متهما أصحابها بأنهم لا يعيرون كبير اهتمام لما سماه الديمقراطية وحقوق الإنسان في أفغانستان، ومشيرا إلى اصطفاف ملايين الأفغان للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية الراهنة.


وبينما أبدى الكاتب احترامه إزاء تصريح للعضو في البرلمان البريطاني روي ستيوارت والمتمثل في قول النائب إن "كابل لا تستحق أو تساوي عظام الجنود الإنجليز" الذين يقتلون فيها، تساءل ماكشاين عن جدوى انسحاب القوات البريطانية والأجنبية من أفغانستان، وتركها تغرق فيما سماه الفساد والعداوة والحرب الأهلية؟

ومضى ماكشاين بأسلوب لا يخلو من المواربة ليقول إن بريطانيا لم تكن ذرفت سيلا من الدموع على أبنائها الذين قتلوا في حرب فوكلاند، وإن رؤساء الوزراء السابقين وقادة المعارضة لم يقضوا كثيرا من الوقت في التعبير عن تعازيهم في الجنود القتلى.

جدوى الانسحاب
كما انتقد الكاتب الجنرالات العسكريين الحاليين الذين ما انفكوا يطالبوا بمزيد من الدعم لتلافي العجز في الأسلحة والمعدات والأفراد في الحرب على أفغانستان، موضحا بأن قدامى المحاربين والجنرالات العسكريين السابقين "لم يصبحوا نجوما على شاشات التلفزة وهم يطالبون بمزيد من الدعم والتمويل لعملياتهم العسكرية".


وتساءل عن جدوى انسحاب بريطانيا من الحرب لتصبح محايدة مثلها مثل السويد أو سويسرا، وقال كيف يمكن ذلك مقابل ترك البلاد لمن سماهم بأعداء الديمقراطية من الجهاديين الإسلاميين، في إشارة لمسلحي حركة طالبان.

ودعا الكاتب أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى العمل على جعل الهند تخفف من وطأتها على باكستان، كي تتفرغ الأخيرة للقيام بالمهمة المطلوبة منها.

كما طالب الأوروبيين والأميركيين بالحوار مع طهران، بل وإلى التحالف مع إيران في سيبل ما سماه احتواء طالبان والتطرف الإسلامي السني، مشيرا إلى تحالف أوروبا مع ستالين في الحرب العالمية الثانية.

ومضى إلى أنه ربما يمكن لبريطانيا الانسحاب من أفغانستان في الغد الباكر، متسائلا إذا كان إعادة "الأولاد" إلى الوطن ستعني أن التهديد الذي أرسلوا من أجله قد انتهى؟




واختتم بالقول إن الرئيس الأميركي باراك أوباما لا يفكر بالانسحاب، وإنما "نحتاج إلى إعادة التفكير بإستراتيجية" جديدة، بحيث لا تخذل الأفغان الذين ذهبوا إلى صناديق الاقتراع".
المصدر: غارديان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا