728

الخميس، 27 أغسطس 2009

جنوب السودان تهدده المجاعة



الأمم المتحدة قالت إن 40% من سكان جنوب السودان مهددون بالمجاعة (الفرنسية-أرشيف)

عماد عبد الهادي-الخرطوم

لم يهنأ الجنوب السوداني بما حققه من سلام شامل مع شماله إلا لبضع سنوات عاد بعدها إلى دائرة الأحداث من جديد، مما يشير إلى أن الإقليم الذي شهد أطول الحروب الأهلية في القارة الأفريقية ما يزال غير قادر على الوقوف على قدميه بعد.

ففي حين تتواصل خلافات قادة الإقليم -الذي يحظى بحكم ذاتي- مع الحكومة المركزية بشأن كثير من القضايا، أطلقت الأمم المتحدة نداء عاجلا لنجدة الإقليم، وقالت إن 40% من سكانه يواجهون مجاعة حقيقية بسبب الحروب القبلية وانعدام التنمية.

وفي حين اعترفت حكومة الجنوب بذلك، وقال نائب رئيسها رياك مشار إن المجاعة أصبحت تهدد حياة سكان الإقليم، اعتبرها محللون ومتابعون سياسيون فشلا لحكومة حصلت على مليارات الدولارات من عائدات البترول خلال فترة حكمها للإقليم.

عمار بشير: الصراعات القبلية أعطت الانطباع بألا وجود لدولة في الجنوب (الجزيرة نت)
فجوة غذائية
وبينما دعا مشار إلى توفير مبلغ أربعين مليون دولار لسد فجوة الغذاء للأشهر الثلاثة المقبلة، أعلن عدد من المانحين التزامهم بتلبية حاجة حكومة الجنوب، إلا أن حديثا كثيفا ما يزال يدور بشأن أوجه صرف تلك الأموال بجانب نصيب الجنوب من عائدات البترول.

وكانت تقارير أكدت أن عدد الأطفال النازحين دون سن الخامسة بالإقليم بلغ أكثر من 700 ألف طفل، وأن 22% منهم مصابون بسوء التغذية، بحسب التعريف العالمي لمنظمة الصحة العالمية، مؤكدة أن نسبة 6% من بقية المواطنين هم الذين يتناولون الغذاء بصورة كاملة.

واعتبر المحلل السياسي جمعة كندة أن ترتيبات حكومة الجنوب لعودة النازحين واللاجئين لم تكن بالشكل المطلوب، ولم تصاحبها خدمات أساسية"، إضافة إلى انعدام القدرة الإنتاجية لغالب هؤلاء اللاجئين والنازحين، وأشار إلى انعدام الأمن الاجتماعي وتزايد النزاعات القبلية.

وقال كندة في حديث للجزيرة نت إن حكومة الجنوب لم تستطع إدارة دولاب العمل في القرى النائية "وهو ما أدى إلى انتشار أعمال العنف القبلي الذي حرم المواطن الجنوبي من الاتجاه إلى الإنتاج".

وأكد أن ما يسمي بالمخزون الإستراتيجي للدولة "ربما لم يجد الاهتمام الكامل لا من الحكومة المركزية ولا من حكومة الجنوب"، وهذا ما أدخل الإقليم في "دائرة خبيثة تظهر مع حلول فصل الخريف في كل عام للمناداة والمطالبة بإغاثة المحتاجين".

محي الدين تيتاوي: المجاعة الحالية إشارة لعجز حكومة الجنوب (الجزيرة نت)
ضعف حكومة الجنوب
أما المحلل السياسي وأستاذ الإعلام بجامعة جوبا عمار بشير فقال إن الصراعات القبلية الحالية "قد دللت على ضعف حكومة الجنوب بل أعطت انطباعا بألا وجود للدولة، وهو ما دفع بالمواطنين إلى محاولة الهجرة العكسية نزوحا أو لجوء".

وأكد في حديث للجزيرة نت أن الفساد المالي والإداري ربما يكون من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تدهور الأوضاع، متسائلا عن مصير عائدات البترول التي تذهب لحكومة الجنوب.

وبدوره اعتبر المحلل السياسي محيي الدين تيتاوي أن المجاعة الحالية إشارة لعجز حكومة الجنوب عن الإيفاء بالتزاماتها للعائدين من النازحين واللاجئين، مشيرا إلى أنها "تحصل على ما يؤهلها لإحداث التنمية في الإقليم".

وقال للجزيرة نت إن المجاعة الحالية هي "نتاج طبيعي للفساد والمحسوبية التي استشرت في المؤسسات الجنوبية، وأنتجت الحرب التي أدت بدورها إلى تشريد المواطنين وإحداث المجاعة بينهم".

المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا