728

الخميس، 27 أغسطس 2009

الصحافة الأميركية ووفاة الحكيم



عبد العزيز الحكيم في صورة له التقطت في مارس 2009 (الفرنسية-أرشيف)

قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية إن وفاة الزعيم الشيعي عبد العزيز الحكيم أمس الأربعاء تؤذن ببداية حقبة يكتنفها الغموض في عالم السياسة بالنسبة للشيعة بالعراق في وقت تتجه فيه البلاد نحو إجراء انتخابات عامة مطلع العام القادم.

وتوفي الحكيم, الذي يترأس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق, بأحد مستشفيات طهران بعد صراع طويل مع سرطان الرئة عن عمر يناهز 59 عاما.

ووصفت الصحيفة الزعيم الشيعي بأنه كان "شخصية سامقة" في المشهد السياسي العراقي عقب الغزو الأميركي لبلده في 2003.

ورغم أن نفوذه قد اضمحل في العامين الأخيرين منذ اكتشاف إصابته بالسرطان, فإنه استمر في لعب دور نشط في عالم السياسة حتى آخر عمره تقريبا.

غير أن وفاته ربما تؤدي إلى انحسار في منزلة حركته السياسية أكثر فأكثر مما سيفتح الباب أمام أطراف شيعية منافسة أخرى, بحسب رأي بعض المحللين.

وينظر إلى عمار عبد العزيز الحكيم البالغ من العمر 38 عاما, وهو المرشح الأوفر حظا لخلافة والده, على أنه لا يزال غضا لتولي الزعامة السياسية في العراق, وعليه فمن غير المرجح أن يحظى على الفور بنفس النجاح الذي حققه والده.

وجاءت وفاة عبد العزيز الحكيم في وقت يشهد فيه العراق مفاوضات سياسية محمومة تسبق الانتخابات العامة في يناير/كانون الثاني, وبعد يومين من إطلاق الزعماء الشيعة نسخة معدلة من الائتلاف الذي ترأسه خلال الانتخابات الأخيرة.

ورغم أن المجلس الأعلى الإسلامي كان حاضرا عند إطلاق الائتلاف الجديد فإن زعماءه لم يكن لهم دور بارز كالذي اضطلع به الحكيم عند تأسيس الائتلاف الأول عام 2004.

ويرى ريدار فيسر –الباحث بالمعهد النرويجي للشؤون الدولية وهو محرر لأحد مواقع الإنترنت التي تُعنى بالشأن العراقي- أن غياب الحكيم ربما يقود إلى صراع على السلطة بين المجلس الأعلى المهيمن على مقاليد الأمور وفصيل رئيسي آخر في التحالف الشيعي, يدين بالولاء لرجل الدين مقتدى الصدر, في الوقت الذي يتأهب فيه الائتلاف لخوض غمار الانتخابات المقبلة.

أفول نجم

"
بدأ نجم الحكيم في الأفول أكثر فأكثر بعد انتخابات المحافظات التي جرت مطلع العام الحالي والتي كان أداء قائمة مرشحيه فيها ضعيفا
"

يدين الحكيم للأميركيين بالدور البارز الذي منحوه إياه حتى تبوأ المكانة التي آلت إليه في النظام السياسي الذي أعقب الإطاحة بالرئيس السابق صدام حسين.

والأميركيون هم من تعهدوه بالرعاية ليصبح ممثل الشيعة الرئيسي في العراق على الرغم من أنه سرعان ما اتضح أن هناك منافسين آخرين.

وقد أصبح عبد العزيز الحكيم حليفا وثيقا للأميركيين في الشهور التي تلت غزو العراق, حيث كان عضوا بارزا في مجلس الحكم الذي أنشئ آنذاك لتقديم المشورة للحاكم الأميركي بول بريمر.

وكان يتحدث بانتظام إلى الرئيس جورج دبليو بوش عبر الهاتف كما استقبله الأخير في البيت الأبيض في مناسبات ثلاث.

على أن الدولة التي لها فضل كبير عليه هي إيران التي شهدت ولادة المجلس الأعلى في ثمانينيات القرن الماضي لمعارضة نظام صدام حسين, وهي التي قضى عقدين ونيف من الزمن فيها.

وبدأت علاقة إدارة بوش به تسوء في 2007 بعد أن تبين لها مدى الروابط التي تشده إلى طهران.

ثم بدأ نجم الحكيم في الأفول أكثر فأكثر بعد انتخابات المحافظات التي جرت مطلع العام الحالي والتي كان أداء قائمة مرشحيه فيها ضعيفا.

ورأى العديد من أهل السنة في الحكيم عنصر انقسام, وربطه بعضهم بالاغتيالات التي ارتكبها فيلق بدر وهو الجناح العسكري للمجلس الأعلى الإسلامي, وبنفوذ إيران المتنامي في العراق.

ولقد رأى بعض المراقبين في اختيار الحكيم طهران مكانا ليتلقى فيه العلاج الكيماوي من السرطان, رغم أن تشخيص المرض كان في أحد المستشفيات الأميركية, شاهدا قويا كشف مخبر ولاءاته.

المصدر: لوس أنجلوس تايمز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا