728

الأحد، 23 أغسطس 2009

الجماعات السلفية ومعالجات حماس



يحيى موسى اعتبر أن الحل العسكري كان الخيار الأخير للحكومة (الجزيرة نت)

أحمد فياض-غزة

رغم سيطرة الحكومة الفلسطينية المقالة مؤخرا على جماعة جند أنصار الله وتصفية قائدها وعدد من أتباعه، واعتقال آخرين، إثر إعلان الجماعة عن قطاع غزة إمارة إسلامية تأتمر بأمرهم وتنتهي بنهيهم، لا زال الشارع في غزة يتساءل: هل أنهت المعالجة الأمنية نشاط المجموعات السلفية الجهادية في قطاع غزة أم أن مشوارا طويلا ينتظر الحكومة المقالة للتعامل مع هذه المجموعات الفكرية؟

ويقول يحيى موسى نائب رئيس كتلة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في المجلس التشريعي "منذ أكثر من عام ونحن نحاور هذه المجموعات فكريا وثقافيا وتربويا، من أجل ثنيهم عن تفجير مقاهي الإنترنت ومحلات الكوافير وما شابه، انطلاقا من قناعتنا بأن الفكر لا يمكن إصلاحه إلا بالفكر وتغليب لغة الحوار".

وأضاف أن الحل العسكري الذي اتبعته حماس مع هذه الجماعات كان الخيار الأخير عندما أغلق باب الحوار وبدؤوا باستخدام السلاح لتهديد المواطنين.

وأكد موسى للجزيرة نت أن الظواهر التي تحمل الفكر الخارجي المتطرف موجودة في كل المجتمعات وتأخذ وقتا طويلا لمعالجتها، مذكرا بما حدث في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين بلبنان.

مؤمن بسيسو: السلفية الجهادية قد تكون مرشحة لأن تصبح ظاهرة (الجزيرة نت)

عناصر فلسطينية
من جانبه أوضح الباحث المهتم في شؤون الفصائل الفلسطينية مؤمن بسيسو أن البنية الأساسية لهذه المجموعات تتشكل من عناصر فلسطينية مشتتة وجدت ضالتها في منهج إسلامي يحمل أفكارا متشددة خارجة عن النسيج الفلسطيني المعتدل دون أن يكون لديها ميزات الفهم الدقيق والوعي الشامل والعمق الفكري لقضايا العقيدة والسياسة.

وأشار إلى أن عدد أفراد هذه المجموعات يقارب الألف، وهي خليط غير متجانس من عناصر انسلخت عن فصائل مختلفة مثل حماس والجهاد وفتح، مؤكدا أن هذه المجموعات لا تضم أشخاصا من جنسيات غير فلسطينية بينها إلا في حدود ضيقة أو تكاد تكون معدومة.

وذكر بسيسو للجزيرة نت أنه إذا لم ترتق المعالجات التي تبرزها حماس إلى المستوى الجذري من خلال التحشيد الفكري الواسع، فإن السلفية الجهادية مرشحة لأن تصبح ظاهرة في الوقت القريب، وستثير عندها حالة من الفوضى والإرباك داخل المجتمع الفلسطيني.

وليد المدلل: تحدي حماس أن هذه الجماعات تنطلق من منطلق ديني إسلامي (الجزيرة نت)

طريقة عمل
أما وليد المدلل أستاذ التاريخ والمهتم بشؤون الحركات الإسلامية فذكر للجزيرة نت "أن التيارات السلفية الجهادية المتواجدة داخل القطاع تتلاقي مع أفكار السلفية الجهادية وتنظيم القاعدة فيما يتعلق بطريقة عملها وتفكيرها ومرجعيتها، ولكنها حتى اللحظة لا تربطها أي صلة واضحة معها"، ولفت إلى وجود تقارب كبير فقهي وفكري بين مختلف هذه التيارات.

وعزا المدلل أسباب تشكيل هذه التيارات علي الساحة الفلسطينية إلى غياب السلطة المركزية والحرب الإسرائيلية، معتبرا أن حالة التأزم وغياب الأفق السياسي التي تشهدها غزة من أسباب ظهور الفكر الجهادي علاوة على الحصار الإسرائيلي المفروض علي القطاع منذ أكثر من ثلاث سنوات.

واعتبر المدلل في حديث للجزيرة نت أن التحدي الأكبر الذي سيواجه حماس في المرحلة المقبلة أن هذه الجماعات تنطلق من منطلق ديني إسلامي، فيما حركة حماس تؤكد دائما على إسلامية مشروعها، ولكن هذه المرة يبدو الأمر مختلفا حيث شرعت بما أسماه تصفية حساباتها مع نظراء إسلاميين مما يتطلب من حماس المزيد من الشرح والتوضيح بأن الذي يحدث في غزة هو تصفية بين برنامج واقعي وطني وبرنامج متشدد.

المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا