728

الثلاثاء، 1 سبتمبر 2009

شبح المقرحي يخيم على احتفالات ليبيا



القذافي يحتفل بذكرى ثورته والغرب يتمنع (الفرنسية)

يبدو أن قصة الإفراج عن المقرحي لم تكتمل فصولها بعد, أو على الأقل هذا ما تريده بعض الدوائر في بريطانيا ومن بينها الصحافة التي وجدت فيها مادة خصبة، إذ لا تزال المقالات تدبج والأخبار تترى والتحقيقات تُجرى على صفحات كبريات الصحف.

فها هي صحيفة ذي غارديان البريطانية تقول إن ليبيا بدأت أسبوعا من الاحتفالات التي وصفتها بالباذخة بمناسبة مرور 40 عاما على تولي معمر القذافي مقاليد السلطة في البلاد في ظل مقاطعة شبه كاملة من الزعماء الغربيين لها.

وذكرت الصحيفة في تقرير من طرابلس أن القادة الغربيين أرادوا بغيابهم هذا إظهار استيائهم الشديد من الترحيب الذي حظي به المواطن الليبي عبد الباسط المقرحي الذي أدين بتفجير طائرة بان أميركان فوق سماء لوكيربي وأفرجت عنه أسكوتلندا مؤخرا.

وكشف دبلوماسيون أن السفير البريطاني لدى ليبيا سير فينسنت فين سافر إلى الخارج ولن يشارك نظراءه الدبلوماسيين وكبار الشخصيات في حضور الاحتفالات, وهو ما اعتبرته الصحيفة نفورا آخر مقصودا بعد إلغاء دوق يورك زيارة كانت مقررة إلى ليبيا.

ويبدو أن ليبيا حريصة على الحد من الضرر الذي لحق بها من استقبال المقرحي بمطار طرابلس الدولي, لذا فمن غير المرجح أن يظهر القذافي على الملأ.

على أن مقاطعة القادة الغربيين لاحتفالات الذكرى الأربعين لثورة الفاتح من سبتمبر/أيلول تحمل في طياتها رسالة إلى نظام بات يتذوق طعم الخروج من عزلته.

أما صحيفة ذي إندبندنت فقد تناولت موضوعا على الرغم من أنه يبدو للوهلة الأولى بعيدا عن قصة المقرحي فإنه مرتبط بها ببعض الصلة.

فقد ذكرت أن ليبيا ألمحت لأول مرة إلى أنها تنظر في أمر تعويض عائلات ضحايا هجمات الجيش الجمهوري الأيرلندي اعترافا منها بتسليح من وصفتهم الصحيفة بالإرهابيين.

"
ليبيا ألمحت لأول مرة إلى أنها تنظر في أمر تعويض عائلات ضحايا هجمات الجيش الجمهوري الأيرلندي اعترافا منها بتسليحهم
"
ونقلت الصحيفة عن أمين التعاون الدولي بالخارجية الليبية محمد الطاهر سيالة قوله إن مسألة التعويضات هي ضمن إطار المفاوضات الجارية بين طرابلس ولندن, وإن البلدين ربما يكونان على مشارف التوصل لشكل من أشكال الاتفاق في هذا الصدد.

وربط المسؤول الليبي إمكانية حدوث تقدم في موضوع تقديم قاتل الشرطية البريطانية إيفون فليتشر –التي لقيت مصرعها وهي تؤدي واجبها أثناء مظاهرة خارج السفارة الليبية في لندن عام 1984- بمدى تعاون بريطانيا في قضية محاولة اغتيال القذافي بمؤامرة من تدبير أجهزة مخابراتها في 1998.

ولم يقتصر الاهتمام بقضية المقرحي على الصحف البريطانية وحدها. فقد أبدت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية اهتماما بها هي الأخرى على النقيض من التجاهل الواضح الذي أبدته الصحف على الجانب الآخر من الأطلسي طوال الفترة الفائتة.

ففي افتتاحيتها اليوم قالت الصحيفة –التي تهتم أكثر ما تهتم بالشؤون الاقتصادية والمالية- إنه "كلما عرفنا أكثر عن مفاوضات الحكومة البريطانية للإفراج عن مفجر لوكيربي عبد الباسط المقرحي, بدا لنا أكثر من ذي قبل أننا لا نحصل على الرواية كاملة من رئيس الوزراء غوردون براون ووزرائه".

وخلصت إلى نفي براون التام لأي ضلوع لحكومته في موضوع المقرحي ثبت بالفعل أنه نفي كاذب, مشيرة إلى أن الرأي العام يستحق أن يعرف ما إذا كان الإفراج جاء بمقابل أم لا.

المصدر: إندبندنت+غارديان+وول ستريت جورنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا