728

الثلاثاء، 1 سبتمبر 2009

خلاف سياسي وراء إغلاق "سهيل" اليمنية



المعارض اليمني حميد بن عبد الله الأحمر أثناء حواره لبرنامج بلا حدود (الجزيرة-أرشيف)
عبده عايش-صنعاء
ربط مراقبون بين التوقف المفاجئ لبث قناة "سهيل" التي يملكها الشيخ حميد بن عبد الله الأحمر، البرلماني وأحد أبرز قيادات المعارضة باليمن، وبين دعوته الرئيس علي عبد الله صالح إلى التنحي عن السلطة، التي أطلقها عبر حوار مع قناة الجزيرة أوائل شهر أغسطس/آب الجاري.

وأصيب الشارع اليمني بالدهشة والصدمة من إيقاف قناة سهيل، وهي تبث تجريبيا من الكويت، وتعد جمهورها اليمني بالبث الرسمي مع شهر رمضان، وتقديم باقة من البرامج المنوعة.

وتحدثت مصادر في قناة سهيل للجزيرة نت عن وثوقها بممارسة الحكومة اليمنية ضغوطا على الحكومة الكويتية لإيقاف بث القناة، وأشارت المصادر إلى أن وفدا من إدارة القناة يقوم حاليا بزيارة الكويت لبحث المسألة مع الجهات الحكومية.

وكان مصدر مسؤول في وزارة الإعلام اليمنية قد أعلن عن ترحيبه بقرار الحكومة الكويتية إيقاف بث محطة قناة سهيل الفضائية، ونوه المصدر بالعلاقات الأخوية المتينة التي تربط بين اليمن والكويت وقيادتيهما السياسية.

ووصف المصدر الإعلامي اليمني قرار وقف بث قناة سهيل بـ"القرار الايجابي" واتهم القناة ببث "برامج تروج لسموم الفتنة والفرقة وتضليل الرأي العام وتسيء لليمن والشعب اليمني".

تردد جديد
شعار قناة سهيل
وعلمت الجزيرة نت أن القناة تستعد حاليا للبث مجددا على تردد جديد، ولم تفصح مصادر في القناة عن المكان الذي ستعاود البث منه، ورجحت مصادر خاصة أن تلجأ القناة إلى بلد أوروبي يتيح لها حرية البث الفضائي، وتصبح بعيدة عن متناول السلطات العربية.

وحاولت الجزيرة نت التواصل مع المدير العام للقناة الدكتور محمد قيزان الموجود حاليا بالكويت، للوقوف على آخر تطورات مباحثات وفد قناة سهيل مع المسؤولين الكويتيين، لكنه فضّل عدم الحديث في الوقت الراهن.



ورأى محللون سياسيون أن ثمة تخوفا غير مبرر من قبل السلطات اليمنية تجاه قناة سهيل جعلها تضغط نحو وقف بثها، في مقابل ذلك تبدو السلطة عاجزة عن وقف قناة عدن التي تبث من لندن، وهي تمثل صوت المعارضة الجنوبية التي تطالب بالانفصال.

وثيقة البث الفضائي
"
ألمح الخبير الإعلامي الدكتور حسن منصور إلى أن وثيقة البث الفضائي العربي المثيرة للجدل والتي وقعتها الدول العربية قبل أشهر وتحفظت عليها لبنان وقطر، ربما تكون هي الأساس الذي انطلقت منه الجهود اليمنية لإقناع الكويت بإيقاف بث قناة سهيل

"
في هذا السياق ألمح الخبير الإعلامي الدكتور حسن منصور إلى أن وثيقة البث الفضائي العربية المثيرة للجدل التي وقعتها الدول العربية قبل أشهر وتحفظت عليها لبنان وقطر، ربما تكون هي الأساس الذي انطلقت منه الجهود اليمنية لإقناع الكويت بإيقاف بث قناة سهيل.
وقال منصور أستاذ الإعلام المساعد بجامعة العلوم والتكنولوجيا في صنعاء إن "المتتبع للسياسة الإعلامية الرسمية باليمن يلحظ أن القائمين على وزارة الإعلام لم يستوعبوا متغيرات الإعلام الجديد، ويتضح ذلك من خلال تعاملهم مع وسائل الإعلام المختلفة ابتداء من الصحف المطبوعة وحتى الإعلام الفضائي وصحافة الإنترنت".

وأضاف في حديث للجزيرة نت قائلا "يبدو أن عقلية السبعينيات والثمانينيات لا تزال هي المسيطرة على الأداء الإعلامي الحكومي في اليمن، حيث تقوم وزارة الإعلام بقمع الصحف المطبوعة وحجب المواقع الإلكترونية التي تبدي شيئا من المعارضة للنظام".
ورأى أن الرد المتشنج لوزارة الإعلام اليمنية تجاه صحيفة الأهالي المستقلة التي قامت بإعادة نشر حوار الشيخ حميد الأحمر مع قناة الجزيرة مثير للسخرية، حيث كان أسلوب المصادرة ومنع التوزيع هو السياسة الجاهزة الذي أشهرته الوزارة في وجه القائمين على الصحيفة.
واعتبر الخبير الإعلامي أن البعد الأكثر خطورة هنا يكمن في أن إغلاق منافذ الفضاء ووسائط الإعلام الجديد عن قوى المعارضة السياسية وإن كان متعذرًا من الناحية العملية، فإنه يعطي دفعة قوية لقوى التطرف والإرهاب ويمنحها ذرائع مقنعة لاجتذاب شرائح الشباب العربي الذين فتحوا أعينهم على عصر الفضاء والإنترنت.
المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا