| |||||||
الهجوم لا يخدم أميركا وأشارت إلى أن أيا من الجماعات المسلحة الثلاث التي تعدها واشنطن تهديدا خطيرا للجنود الأميركيين -وفقا لقائد القوات الأميركية في أفغانستان ستانلي ماكريستال- لا تتخذ من جنوب وزيرستان مقرا لها. وتتابع الصحيفة أن أكبر تهديد للقوات الأميركية في أفغانستان يأتي من تيار طالبان (كويتا شورا طالبان) الموالي للملا محمد عمر، حسب القائد الأميركي ستانلي ماكريستال. فحسب التقارير فإن ذلك التيار يعمل للسيطرة على قندهار جنوب أفغانستان واستعادة حكم طالبان للبلاد. أما التهديد الثاني للقوات الأميركية فهو الشبكة التي يديرها جلال الدين حقاني ونجله سراج الدين، وهي تتخذ من شمال وزيرستان مقرا لها. ووفقا لتقييم ماكريستال، فإن التهديد الثالث هو شبكة حزب قلب الدين الإسلامي التي يديرها قلب الدين حكمتيار، ويُعتقد أن هذه الشبكة مرابطة في المناطق القبلية البعيدة إلى الشمال من جنوب وزيرستان، وتهدف إلى "التفاوض من أجل المشاركة بدور رئيسي في حكومة طالبان المستقبلية". بين سوات ووزيرستان ومن التحديات التي تواجه الجيش في جنوب وزيرستان أن زعيم حركة طالبان باكستان الجديد حكيم الله محسود مفعم بالحيوية والنشاط، ولكنه لا يملك حكمة وخبرة شقيقه بيت الله محسود الذي قضى بقصف أميركي، وهذا ما سيجعله "خصما صعبا"، كما يقول اللواء المتقاعد محمود الدوراني. وهذا أيضا ما ساهم في إرجاء العملية العسكرية فترة طويلة، غير أن الإعلان عن الهجوم بعد سوات مباشرة ومن ثم التأجيل المتكرر جعل الوضع أكثر تعقيدا. وعلق السيناتور طارق عظيم قائلا إن ذلك منح المسلحين المزيد من الوقت لتحصين أنفسهم وتأمين الإمدادات. وتشير المجلة إلى أن التضاريس التي كانت تشكل تحديا للجيش في وادي سوات، أكثر صعوبة في جنوب وزيرستان، الأمر الذي سيرغم الجيش على اللجوء إلى خطوط إمداد أطول عبر مناطق "العدو". ومن التحديات أيضا أن جنوب وزيرستان –خلافا لوادي سوات- بقي مقبرة عبر التاريخ لمن هم من الخارج، لا سيما أن بعدها الجغرافي وتحررها من القانون جعلها قبلة للمسلحين الأجانب، معظمهم من القاعدة وطالبان أفغانستان الفارين من الغزو الأميركي لتلك البلاد عام 2001.وتلفت تايم إلى أن ثمة محاذير من أن حكيم الله محسود وأنصاره سيخوضون معركة مصيرية، لذلك فإنهم سيقاتلون بضراوة لأن فشلهم يعني انهيار طالبان باكستان. غير أنها تحذر الجيش من أن سوء إدارة المخيمات التي ستضم اللاجئين قد يتسبب في خلق مشاعر الاستياء والإحباط على نطاق واسع، الأمر الذي قد يوفر أرضية خصبة للدعاية الإعلامية المناهضة للحكومة. وخلصت إلى أن المهمة في جنوب وزيرستان لا تنتهي بالعمل العسكري، بل لا بد من أن تتبعه الحكومة بالعمل المدني من بناء المدارس والمستشفيات والبنى التحتية. وتوقع الكاتب أن تكون العملية العسكرية طويلة الأمد ودموية بسبب ما تواجهه من معارضة محلية مدعومة من السكان المحليين الذين يرفضون على مر التاريخ أي هجوم خارجي، ومن تأييدهم لطالبان. وعزا الهجوم الباكستاني إلى أمرين، أولهما إقناع أميركا بالإفراج عن المساعدات التي تبلغ مليارات الدولارات، وثانيهما أن الحكومة الباكستانية نفسها باتت ترى في طالبان تهديدا خطيرا عليها. ثم طرح الكاتب ثلاثة أسئلة: هل ستنجح العملية العسكرية؟ وهل ستساعد الجهود الغربية في أفغانستان؟ وهل ستساهم في خفض "الإرهاب" في باكستان؟ وعن النجاح، قال إن دخول الجيش بكل ما أوتي من قوة سيساهم في كسب السيطرة على وزيرستان، وهذا لن ينهي "التمرد" ولكنه سيدفع بطالبان إلى الاختباء تحت الأرض أو الخروج من البلاد إلى أفغانستان. وعن مساعدة الجهود الغربية في أفغانستان قال إنها ستكون محدودة وغير مباشرة، مشيرا إلى أن أكبر تأثير على الحرب في أفغانستان سيتأتي من هجوم الجيش الباكستاني على طالبان أفغانستان على الأرض الباكستانية. أما عن تأثير العملية على الإرهاب، فاستبعد الكاتب أي تأثير لذلك لا سيما أن ثمة دليلا على تنامي مشاركة الجماعات "المتطرفة" السنية من البنجاب، حسب تعبيره. |
المصدر: | الصحافة الغربية |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك على الخبر