728

الاثنين، 19 أكتوبر 2009

مثقفون أردنيون ينتقدون النظام





ندوة لمنتدى الفكر الاشتراكي بالأردن (الجزيرة نت)

محمد النجار–عمان

وجه سياسيون أردنيون معارضون انتقادات حادة للنظام في البلاد، وصلت حد انتقاد الملك عبد الله الثاني، في حين وجه آخرون انتقادات للتيارات القومية واليسارية واعتبروها السبب في حالة الخذلان التي يعانيها الشعب الأردني.

وفي ندوة لمنتدى الفكر الاشتراكي عقدت في مقر رابطة الكتاب الأردنيين مساء الأحد بعنوان "الدولة والقانون في الأردن" قدم المعارض البارز ليث شبيلات سلسلة من الانتقادات اللاذعة التي نال فيها من رأس هرم الحكم في المملكة الأردنية، وقال "هل سنبقى نبكي مآسينا والمآسي تزداد يوما بعد يوم؟ لماذا نحن في هذا التراجع؟".

وأضاف شبيلات "نتكلم عن العيوب وهنالك عيوب لا نجرؤ عن التكلم عنها (...) المصيبة عندنا تبدأ من فوق، من الطغيان الذي استشرى وزاد حتى شمل الحكومات".

وتساءل "من يجرؤ أن يقول إنه لا يجوز أن تسجل أراض باسم صاحب الجلالة، وقال إن هذا لغم تحت العرش، وفي يوم من الأيام سيتفجر".

شبيلات: سكوتنا جزء من هذا الطغيان (الجزيرة نت)
ووجه حديثه للحاضرين بالقول "سكوتنا جزء من هذا الطغيان" واعتبر أن الأردن بات اليوم "دولة مفلسة" وتحدث عن حجم المديونية غير المسبوق، وتابع "لا ندري إلى أي هاوية نسير".

وطالب القيادات السياسية بأن تدفع "زكاة زعامتها" معتبرا أن "السجن ومحاكمة السياسيين تشكل حماية للشعب" وأنهى حديثه بالقول "المصيبة فينا، المصيبة فينا، المصيبة فينا، والقادم أسوأ".

تغول السلطة
وانتقد الوزير الأسبق والخبير القانوني الدكتور محمد الحموري ما اعتبره استشراء للفساد في البلاد، وذكر أن رؤساء حكومات تحدثوا عن أن الفساد أصبح مؤسسة في الأردن، موضحا أن الدستور الأردني لعام 1952 وضع أسسا لدولة عصرية تقوم على النظام البرلماني.

وزاد "تم إجراء سلسلة تعديلات على الدستور أدت إلى تغول السلطة التنفيذية على السلطتين التشريعية والقضائية".

وتساءل الحموري عن أي دولة تقوم فيها حكومة بسن 220 قانونا مؤقتا خلال عمرها الذي لم يتعد 23 شهرا، في إشارة إلى حكومة علي أبو الراغب عام 2000.

الحموري: لا يوجد في الحكومات الآن لا ساسة ولا قادة، هناك موظفون فقط (الجزيرة نت)
وقال إن "معدل إنجاز مجلس النواب خلال أربع سنوات من عمره لم يتجاوز 120 إلى 150 قانونا، متسائلا كيف قامت حكومة بذلك؟".

واعتبر أن الوزراء اليوم باتوا "موظفين لا يعرفون لماذا تشكلت الحكومات ولماذا ذهبت، شأنهم شأن باقي أبناء الشعب" وأضاف "لا يوجد في الحكومات الآن لا ساسة ولا قادة، هناك موظفون فقط".

وقال إن معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية عام 1994 قسمت الأردنيين إلى قسمين "قسم يؤمن بالحق العربي وهذا مستبعد ومغيب، وقسم يتولى القيادة وهؤلاء هم شر الفرسان في الوطن".

الحقبة الإسرائيلية
وفي تعقيب له اعتبر الكاتب والمحلل السياسي موفق محادين أن الأردن انتقل من الحقبة البريطانية التي استمرت منذ تأسيسه عام 1921 حتى عام 1957، إلى الحقبة الأميركية بعد ذلك التاريخ، ليصل إلى الحقبة الإسرائيلية منذ توقيع معاهدة وادي عربة عام 1994.

وقال "في الحقبتين البريطانية والأميركية كان الأردن دولة عازلة، وفي الحقبة الإسرائيلية بات دولة واصلة (..) نحن نسير نحو اتحاد ثلاثي أردني فلسطيني إسرائيلي فيه سلطات ثلاث، تستنسخ فيه الأردن نموذج سلطة عباس".

وحضر الندوة ناشطون قوميون ويساريون، وهو ما دعا المؤرخ المعروف الدكتور علي محافظة لتوجيه نقد لاذع لهذين التيارين.

محافظة: نحن القوميين واليساريين قتلنا الأمل لدى شعوب الأمة (الجزيرة نت)
قتل الأمل
وقال محافظة إن القوى القومية واليسارية هي السبب في الكارثة التي حلت بالأمة بعد فترة النهوض في عقدي الخمسينيات والستينيات.

وتابع "نحن القوميين واليساريين قتلنا الأمل لدى شعوب الأمة في الدول التي حكمنا فيها، وفشلنا في تقديم النموذج، واكتشفت الشعوب أننا كذابون وجلادون وسفاحون".

واعتبر أن النقد الموجه للدولة الأردنية ليس هو الحل، وقال إن الشعب الأردني لن يثق في القيادات المعارضة إلا إذا بعثت الأمل فيه، لأن الناس يعتقدون "أننا لا نختلف عن الذين باعوا ضمائرهم للسلطة".

وذهب محافظة لانتقاد جماعة الإخوان المسلمين التي قال إنها تملك القاعدة الجماهيرية الأوسع في الأردن "مستفيدة من الصحوة الإسلامية بعد عام 1967" وقال "الأمراض التي تسللت إلى جسد القوميين واليساريين تسري الآن في جسد الإخوان المسلمين".

المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا