728

الاثنين، 19 أكتوبر 2009

وداعا بغداد.. مرحبا كابل



صورة لمترجم أفغاني قتل خلال عملية تحرير صحفي أميركي كان مقاتلون أفغان قد اختطفوه (الفرنسية-أرشيف)

حتى وقت قريب, لم تكن الحرب في أفغانستان تحظى باهتمام كبير في وسائل الإعلام الغربية على خلاف الحرب في العراق, ما حدا بوصف البعض لها بـ"الحرب المنسية" غير أن ذلك بدأ يتغير اليوم, إذ بدأت بوتيرة متسارعة المنظمات الإخبارية بتطبيق الدروس التي استفادتها من بغداد وهي تستثمر في كابل.

فلم تنتظر فيالق الصحفيين الغربيين التي كانت في بغداد حسم إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أمرها بشأن إرسال مزيد من القوات الأميركية إلى أفغانستان, بل استبقت ذلك بالانتقال بوتيرة متسارعة إلى كابل مسلحة بما تعلمته من عبر وما مرت به من تجارب في العاصمة العراقية.

"فكابل 2009 هي بغداد 2003" كما يصفها مراسل شبكة "أن بي سي" في أفغانستان ريشتشارد إيندجل, ولذا فقد فتحت كبريات الشبكات التلفزيونية مكاتب لها في العاصمة الأفغانية وبعثت إليها الصحف مزيدا من المراسلين.

وللمرة الأولى منذ سنين ها هي أفغانستان تحتل صدارة أخبار وسائل الإعلام الأميركية, ولئن كان تركيزها في هذه الفترة منصبا بشكل أساسي على إستراتيجية أوباما الجديدة في أفغانستان وباكستان, فإن هذه المؤسسات بدأت تولي الأحداث في داخل هذين البلدين مزيدا من الاهتمام.

لكن أفغانستان لا تختلف عن العراق من حيث المشاكل التي تمثلها للصحفيين, وفي مقدمتها السلامة, فالوضع الأمني في أفغانستان متدهور والتعرض للاختطاف أمر وارد في أي وقت, ولهذا فإن وسائل الإعلام عززت من تدابير السلامة التي تتخذها لحماية موظفيها في الميدان.

ويتميز الوضع السياسي في أفغانستان بالتعقيد والتضاريس هناك بالوعورة, مما يجعل مهمة الصحفي داخل هذا البلد صعبة للغاية, حسب توني مادوكس نائب المدير لتنفيذي لشبكة "سي أن أن" الإخبارية.

ويؤكد محرر الشؤون الخارجية بصحيفة لوس أنجلوس تايمز أن أحداث العراق يمكن أن تتم تغطيتها بشكل جيد انطلاقا من بغداد, أما في أفغانستان فإن الخبر يشمل المناطق القبلية وبعض المناطق المعادية, فضلا عن باكستان.

ويضاف إلى ذلك الوضع المالي الصعب لكثير من وسائل الإعلام الذي سببه الركود الاقتصادي العالمي, إذ وجدت بعض تلك المنظمات الإخبارية نفسها عاجزة عن تمويل التغطية المتواصلة لحربين في ميدانين مختلفين, مما اضطرها إلى جعل تغطيتها لإحدى الحربين تتم على حساب تغطية الأخرى, ولسان حالها يقول: وداعا بغداد.. مرحبا كابل.

المصدر: نيويورك تايمز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا