728

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2009

"معسكر السلام" الأردني ينعي التطبيع



من مؤتمر نظم في عام 2008 للدعوة لإسقاط معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية (الجزيرة نت)

محمد النجار-عمان
لا يخفي أنصار السلام مع إسرائيل بالأردن خيبة أملهم من مستقبل تحقق السلام بين الدول العربية وإسرائيل، فيما يتحدث مقاومو التطبيع عن سلسلة "الإخفاقات" التي مني بها المروجون لمستقبل العلاقات بين عمان وتل أبيب.

وفي مقابلة مع صحيفة هآرتس الإسرائيلية وصف الملك الأردني عبد الله الثاني علاقات بلاده مع تل أبيب بعد 15 عاما من السلام بينهما بأنها "تزداد برودا".

وقال في المقابلة التي نشرت قبل أيام من ذكرى توقيع معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية بوادي عربة في 26 أكتوبر/تشرين الأول 1994 إن الوضع الراهن "لا يمكن أن يستمر لأننا ننزلق نحو الظلام".

وبلهجة لا تقبل التردد تحدث الكاتب والمحلل السياسي الأردني سلطان الحطاب عن أنه و"أنصار السلام" في الأردن كانوا من أكثر "المخدوعين" بإمكانية تحقق السلام مع إسرائيل.

وقال للجزيرة نت "كنت من أشد المتحمسين للسلام مع إسرائيل منذ انطلاق محادثات مدريد بعد أن تم هدم الجدار العراقي بعد حرب 1991".

ولفت الحطاب إلى أنه زار إسرائيل عدة مرات بعد توقيع اتفاقية وادي عربة وحاضر في جامعاتها حول السلام ومستقبل التعايش بين شعوب المنطقة.

معسكر السلام المخدوع
وأضاف "بعد 15 سنة من السلام بين الأردن وإسرائيل وصلت لقناعة أن هذا الكيان لا يريد السلام وأنه لا يريد سوى الحرب" معتبرا أن "معسكر السلام الأردني هو أكبر المخدوعين بعد هذه السنوات". وذهب الحطاب للقول إن "إسرائيل ليست سوى مركز عسكري أمامي".

وعن سبب توجهه لإسرائيل والتبشير بالسلام معها قال المحلل السياسي الأردني "ذهبنا لإسرائيل حتى لا يقال إننا نرفض حتى الحوار معهم (..) اليوم وبعد هذه التجربة الطويلة نقول إننا نشعر بخيبة أمل كبيرة نتيجة ممارسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ضد كل ما يعني السلام".

وأكد الحطاب أن الأردن لم يحقق الأهداف التي أرادها من توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، وأضاف أن "القدس لا تزال مهددة، والأمن الوطني الأردني لا يزال مهددا خاصة على يد الحكومة الإسرائيلية الحالية".

ويرى مقاومون للتطبيع مع إسرائيل أن محاولات بناء علاقات طبيعية بين الشعب الأردني والإسرائيليين باءت بالفشل.

وقال رئيس لجنة مقاومة التطبيع في النقابات المهنية بادي الرفايعة إن الحديث عن "سلام بارد" صحيح لكنه غير كاف "لأننا لا نرى أن هناك سلاما من الأصل يمكن تقييمه".



ورأى أن سلام الأردن مع إسرائيل "حول الأردن لبوابة تطبيع بين العدو الصهيوني والعالم العربي بضغوط أميركية".

وأضاف للجزيرة نت "المطلب الشعبي الأردني بعد 15 سنة من السلام الفاشل مع العدو هو قطع العلاقات وإلغاء معاهدة السلام" وقال إن "المواقف الصهيونية من الأردن والدعوة لتحويله وطنا للفلسطينيين وما يحدث من تهويد للقدس والأقصى وغيرها تؤكد أن المعاهدة لم تعد تحمي الأردن".

تراجع أعداد المطبعين
بادي الرفايعة رئيس لجنة مقاومة التطبيع في النقابات المهنية (الجزيرة نت)
وروى الرفايعة كيف نجح الأردنيون في إفشال خطوات التطبيع الشعبي مع إسرائيل، مشيرا إلى إفشال إقامة المعرض الأول والأخير للصناعات الإسرائيلية عام 1996، إضافة لإقناع الشركات ورجال الأعمال بعدم التعامل مع إسرائيل بعد تنظيم حملات المقاطعة.

وأشار إلى أنه ومنذ عام 2001 لم يستقبل أي فندق أو صالة حفلات السفارة الإسرائيلية، كما أن أعداد المطبعين والمترددين على إسرائيل وسفارتها بالأردن في انحسار، بينما تتزايد أعداد الذين تراجعوا عن التطبيع.

وقال الرفايعة إن المتمسكين بمسار التطبيع هم رؤساء جمعيات ممولة أجنبيا تعيش على فتات الترويج للتطبيع دون أي استجابة لها من قبل الأردنيين.

وتحدث عن أن السنوات الـ15 الماضية أثبتت "مناعة الأردنيين للتطبيع مع العدو الصهيوني" ورأى رئيس لجنة مقاومة التطبيع أن أكثر ما يصد الناس عن دعوات السلام والتطبيع هو ممارسات "العدو الذي يمعن في عدائه مما يشكل تكذيبا للمروجين لأوهام السلام".
المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا