728

السبت، 10 أكتوبر 2009

الاحتلال يرفع حصاره عن الأقصى



إجراءات الاحتلال حالت دون دخول آلاف المصلين الحرم القدسي (الفرنسية)
رفعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الحصار المفروض على المسجد الأقصى منذ أكثر من أسبوع وأعادت فتح البوابات المؤدية للحرم الشريف. وكانت منطقة رأس العامود في القدس المحتلة قد شهدت مواجهات عقب صلاة الجمعة بين قوات الاحتلال وفلسطينيين يحتجون على الإجراءات الأمنية المشددة في المدينة وحول الأقصى قد أسفرت عن وقوع إصابات واعتقال أشخاص.
وقال مراسل الجزيرة في القدس إلياس كرام إن الشرطة الإسرائيلية أكدت للسلطة الفلسطينية رفع الحصار عن المسجد الأقصى بشكل تام بعد صلاة العصر.
وأشار إلى أنه هو وزميله مصور الجزيرة شاهدا رفع الحواجز الإسرائيلية عند باب الأسباط المؤدي للحرم القدسي، مشيرا إلى بقاء حاجز الشرطة الاعتيادي الموجود أصلا بشكل دائم، حيث يدخل الأطفال والنساء والرجال دون قيود على العمر.
وأوضح المراسل أن الزميل المصور وائل السلايمة دخل الحرم القدسي دون عوائق، مشيرا إلى أنه شاهد نساء وأطفالا ورجالا داخل الحرم، حيث لا فرق بين المصلين الذين دخلوا مؤخرا والمعتكفين الذين كانوا في المسجد.
وبين المراسل أن رفع الحصار جاء ثمرة لجهود حثيثة بذلها الأردن والملك عبد الله الثاني لإنهاء هذه المشكلة دون اقتحام قوات الاحتلال للحرم القدسي أو اعتقال عشرات المعتكفين داخله.
وتصاعد التوتر قبل أسبوعين عندما حاول متطرفون يهود اقتحام المسجد الأقصى ثم اشتبكت الشرطة الإسرائيلية مع محتجين فلسطينيين حاولوا الدفاع عن المسجد واعتصموا فيه.
أعنف المواجهات شهدتها منطقة رأس العامود بالقدس المحتلة (رويترز)
مواجهات واعتقالات
وسبق رفع الحصار وقوع مواجهات بمنطقة رأس العامود في القدس المحتلة بين قوات الاحتلال وفلسطينيين يحتجون على الإجراءات الأمنية المشددة في المدينة المقدسة واستمرار حصار الأقصى.

وقال مراسل الجزيرة في القدس إن المواجهات شهدت حالة من الكر والفر بين المحتجين وقوات الاحتلال، مشيرا إلى أن مستعربين دخلوا الحي متخفين بزي صحفيين واعتقلوا عددا من المحتجين، وهو ما أدى لاحقا إلى تعرض الصحفيين الحقيقيين للضرب من قبل أهالي المنطقة الغاضبين.

وأوضح المراسل أن هدوءا حذرا أعقب ذلك في المنطقة، حيث ينتشر جنود الاحتلال على أطراف الحي ويتركز المتظاهرون في عمقه.

وأِشار المراسل إلى أن المواجهات اندلعت بعد صلاة الجمعة في شوارع المنطقة عقب منع جنود الاحتلال المصلين من الوصول إلى الأقصى المحاصر، حيث لم يؤد الصلاة في الحرم القدسي سوى تسعة آلاف شخص، في حين أدى آلاف آخرون الصلاة في الشوارع القريبة من أبواب الحرم القدسي في باب العامود ووادي الجوز.

وقد رشق الفلسطينيون جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة، في حين استخدم الجيش والشرطة الإسرائيليان الرصاص المطاطي والقنابل الغازية والصوتية.

وعززت قوات الاحتلال وجودها في القدس المحتلة بنشر الآلاف من عناصرها في أحياء المدينة والبلدة القديمة وفي القرى المحيطة، حيث وضعت الحواجز في كل زقاق وشارع، بعدما دعت جهات فلسطينية إلى يوم غضب دعما للقدس ونصرة للمسجد الأقصى.
مسيرة لأنصار فتح في الخليل دعما للأقصى(رويترز)
مسيرات غضب
وتلبية لنداء نصرة الأقصى شارك آلاف الفلسطينيين في مسيرات منفصلة دعت إليها حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في قطاع غزة والضفة الغربية تنديدًا بالإجراءات الإسرائيلية في القدس ومحيط المسجد الأقصى، تخللتها انتقادات متبادلة.
وقد عم الإضراب الشامل محافظات الضفة الغربية اليوم الجمعة تنديدا بممارسات الاحتلال واعتداءاته المستمرة على الأقصى، استجابة لدعوة اللجنة المركزية لحركة فتح إلى إضراب شامل اليوم.

وفي قطاع غزة نظمت حركة حماس مسيرات منفصلة عقب صلاة الجمعة في مختلف أرجاء القطاع تخللتها هتافات تدعو إلى الاستشهاد من أجل القدس وحماية الأقصى، وتطالب المسلمين في العالم بالتحرك لإنقاذه.

وفي مدينة القدس المحتلة شهدت كنيسة القيامة اعتصاما شارك فيه رجال دين مسيحيون من مختلف الطوائف وحشد من أبناء القدس المسيحيين إضافة لحجاج مسيحيين يزورون المدينة هذه الأيام.

من جانبه أكد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا في كلمة له أن الاعتصام يأتي تضامنا مع "إخوة لنا في الانتماء إلى الإنسانية أولا، وفي الانتماء إلى هذه الأرض المقدسة وهذه المدينة المباركة ثانيا".

واعتبر أن الاعتداء على الأقصى هو "اعتداء على كرامتنا وعلى وجودنا وعلى هويتنا وعلى حضارتنا"، وأنه اعتداء على المسيحيين كما هو اعتداء على المسلمين.
المصدر: الجزيرة + وكالات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا