728

السبت، 10 أكتوبر 2009

اللبنانيون يأملون خيراً في نتائج قمة دمشق

لا يقتصر الإهتمام والترقب لنتائج زيارة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز لسوريا على اهل السياسة في لبنان، فحتى المواطنون العاديون في هذه البلاد استغرقوا في الآمال ورسم النهايات السعيدة لأزمة تأليف الحكومة بفعل نتائج قمة دمشق. وهذه الاراء يتفق معظم اصحابها على اعتبار تقارب السين- سين بمثابة " كلمة السر" التي ستعطي لمختلف الاطراف اللبنانيين للسير في تأليف الحكومة دون قيد او شرط

بيروت: تأمل كريستي (22عاماً)، الطالبة في كلية الحقوق- الجامعة اللبنانية " ان تنعكس هذه العلاقات التي بدت جدية على الاعلام بين سورية والمملكة العربية السعودية بطريقة ايجابية على الوضع في لبنان، وان نشهد ولادة سريعة للحكومة بعد اربعة اشهر من التعثر. فبعد اتفاق الموالاة مع المعارضة في لبنان على الصيغة الحكومية، واجتماع الرئيس المكلّف سعد الحريري تكرارا مع الكتل النيابية ولا سيما الكتلة التي يترأسها الجنرال ميشال عون، لا أرى مبررا لاستمرار التأخير في تشكيل الحكومة".

ولا يختلف رأي حسين باشان( 23 عاماً) طالب الماجستير في الاعلام في جامعة بيروت العربية عن سائر اللبنانيين، فهو يرفض "ان يأتي قرار تشكيل الحكومة اللبنانية في الخارج سواء في دمشق، الرياض، طهران او واشنطن، وهو يعتبر أن على المسؤولين السياسيين في لبنان ان يبرهنوا لشعبهم ان لا احد يملي عليهم ما يفعلونه وان يعملوا يداً بيد على وضع الحلول لمشاكلهم دون طلب المساعدة". اما عن الاثر الذي يمكن ان تحدثه زيارة العاهل السعودي الى دمشق، فيعتبر حسين " ان هناك وجهتي نظر في لبنان حولها.

الاولى تشير الى تأثيرها مباشرة في تأليف الحكومة، ويدعم هذه النظرية رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب وليد جنبلاط. اما الثانية فتؤكد ان لا تأثير كبيرا لها بل تساعد في تنقية الاجواء اللبنانية ليس إلا، ويدعم وجهة النظر هذه التيار العوني وحزب الله". ويضيف: " بصرف النظر عن اي شيء آخر، يتطلع كل لبناني إلى رؤية ولادة حكومة وحدة وطنية تتوافر فيها ثلاثة مقومات. أولاً، ان تكون بمثابة جبهة مساندة لمشروع المقاومة، ثانيا ان تحارب الفساد والمفسدين، وثالثاً ان تعمل على تحقيق الانعاش الاقتصادي وتشجع الاستثمارات".

من جهته يعلّق نادر حجاز ( 21 عاماً)، طالب العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية على التقارب الحاصل بين السعودية وسورية ، والذي يعبّر عنه في بيروت بمعادلة (سين- سين) بالقول : "اعتدنا أن تحلّ التعقيدات عندنا كلما التقوا في الخارج على تقاسم المصالح ، ولا سيما سورية والمملكة اللتان تملكان النفوذ الاكبر في لبنان، هكذا حصلت الانتخابات النيابية الاخيرة وما ضخ فيها من مال واعلام، وكان الرهان على دفتي ميزان ال " س- س" خير دليل على عمق ارتباطات الاطراف السياسية اللبنانية بالخارج" . ويضيف: " من الطبيعي ان ارتقب كمواطن لبناني تشكيل حكومة في لبنان وبصورة سريعة ومفاجئة بعد زيارة العاهل السعودي لسورية لان هذه هي الصورة التي تعودنا عليها ، ولكن للاسف هذا دليل على ضعف القدرة لحكم انفسنا بانفسنا، فما زلنا بحاجة إلى أولياء أمر ، وبهذه الحجة حكمونا طوال تاريخنا المر وربما نحن على ابواب تدويل قضايانا ، فليرحمنا الله".

ويبتسم محمد قبيسي، وهو صاحب محل تجاري في منطقة الشياح، بينما يراجع حساب مبيعات الشطر الاول من الشهر الحالي، ويعلق: " صدقني لقد مللنا من كل ما يحصل، ولا أحد يفهم ما يحصل . منذ ثلاثين عاماً نسمع عن اتفاق القاهرة، ثم اتفاق الطائف واخيراً اتفاق الدوحة. الظاهر لا شيء "صنع في لبنان"، والبركة بالسياسيين الذين يرغبون دائماً في الصناعة الاجنبية". ويضيف: " نريد حلاً ولو جاء من الصين".

وليس بعيداً عن الشياح، لم يغيّر الاشكال الذي حصل في عين الرمانة من الاستياء الذي يظهره سكانها من التأخير الحاصل في تشكيل الحكومة. فيتفق جورج بكاسيني ( 42 عاماً) ابن عين الرمانة العامل في احدى الشركات الخاصة مع ما يقوله " ابن الشياح" بأن لا منتج صنع في لبنان، حتى الحكومة". يضيف " كنا نعترض منذ عام 1992 على الوجود السوري العسكري الذي كان يفرض على اللبنانيين تشكيل الحكومة خلال ساعات وليس اياماً. وبعد انسحاب الجيش السوري من لبنان في نيسان/ أبريل 2005 وحصول ثورة الارز، اعتقدنا ان زمن الوصاية وتشكيل الحكومات بالقوة والاجبار ولّى الى غير رجعة، ويبدو اننا لم نصب في ذلك".

يقولها جورج وتظهر على وجهه علامات الاستياء :" كنّا في السابق مع وصاية واحدة وها نحن اليوم مع اربع او خمس وصايات، هذه حال البلد، ننتظر اي تقارب عربي- عربي ليشفقوا علينا بحكومة او بحل. والظاهر ان لا أمل في رؤية حل قريب او جذري للازمة اللبنانية. وإذا استلزم الاتفاق على تأليف الحكومة اربعة اشهر، فسيختلفون ( السياسيون في لبنان) بالطبع لاحقا على البيان الوزاري، وبعده على مشاريع القوانين والتعيينات، وكل مرة سيحتاجون إلى تدخل من الخارج".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا