728

الاثنين، 17 أغسطس 2009

اعتصام لأهالي الأسرى الأردنيين



جانب من الاعتصام الذي نظمه أهالي الأسرى والمفقودين في السجون الإسرائيلية (الجزيرة نت)

محمد النجار-عمان
"لم يعد ابني الذي درس وتربى في الأردن أسيرا أردنيا بعد أن سحبت الحكومة الجنسية منه"، بهذه الكلمات وصف وليد عبد القادر معاناة ابنه رأفت الذي حكمت عليه محكمة إسرائيلية بالسجن 20 عاما.
وأكد أبو رأفت أن معاناته باتت مضاعفة بعد أن سحبت الجنسية الأردنية من نجله الذي توجه للضفة الغربية عام 2002 للدراسة في جامعة النجاح، واعتقلته إسرائيل بتهم دعم المقاومة.
مبررات السحب
وقال أبو رأفت للجزيرة نت إنه لا يعرف سبب "سحب الجنسية" وقال إنها سحبت عندما توجه لتجديد جواز سفر ابنه ليتم إعلامه بسحب الرقم الوطني منه، وبالتالي بات يحمل جواز سفر أردنيا مؤقتا.
أم رأفت طالبت بإعادة الجنسية لابنها الأسير (الجزيرة نت)
وأمام مبنى رئاسة الوزراء وأثناء اعتصام نظمته لجنة أهالي الأسرى والمفقودين الأردنيين في السجون الإسرائيلية الأحد، وقفت (أم رأفت) وقد بدا عليها الحزن وهي تحمل صورة نجلها الأكبر، وتطالب بإعادة الجنسية لابنها وأن تقوم الحكومة بجهودها للإفراج عنه.

وتبرر الحكومة الأردنية قرارات سحب الجنسية بأنها تأتي استجابة لقرار فك الارتباط مع الضفة الغربية الصادر عام 1988.

كما تنفي مصادر مقربة من الحكومة وجود أي أجندة سياسية وراء قرارات سحب الجنسية، وتؤكد أن من سحبت جنسيتهم مواطنون فلسطينيون يتمتعون بجواز السفر الفلسطيني.
وبالمقابل تقول منظمات حقوقية إن قرارات سحب الجنسية "مخالفة للدستور الأردني وقانون الجنسية"، وهو الأمر الذي تنفيه الحكومة الأردنية.
ومن بين خمسة أسرى في السجون الإسرائيلية، سحبت السلطات الأردنية منهم الجنسية، أعادت الحكومة الجنسية لثلاثة منهم، فيما ظلت الجنسية مسحوبة من رأفت وليد عبد القادر، وأحمد محمد خريس.
أم منير تبكي خلال الاعتصام مطالبة بتصريح لزيارة ابنها (الجزيرة نت)
تذكير بالوعود
واحتشد العشرات من أهالي الأسرى والمفقودين في السجون الإسرائيلية أمام مقر رئاسة الحكومة الأردنية، في اعتصام خلال الذكرى الأولى لإطلاق سراح أقدم أربعة أسرى في السجون الإسرائيلية.

وقال رئيس لجنة أهالي الأسرى ميسرة ملص للجزيرة نت إن الاعتصام جاء "لتذكير الحكومة بوعودها بتحريك ملف الأسرى والمفقودين في السجون الإسرائيلية وهو ما لم يحدث على مدى عام كامل".

ومن جهتها طالبت أسماء صالح -زوجة الأسير إبراهيم حامد القائد السابق لكتائب القسام في الضفة الغربية- في الاعتصام الحكومة الأردنية بتوفير تصريح لها لزيارة زوجها.

وعلى عتبة الرصيف المواجه لدار الحكومة جلست والدة الأسير منير مرعي المحكوم بعدة أحكام بالإعدام، وهي تبكي وتناشد الإعلاميين ألا ينسوا قضية ابنها أو الأسرى في السجون الإسرائيلية.

وقالت أم منير للجزيرة نت إن إسرائيل تقيم الدنيا وتشن حروبا لاستعادة جلعاد شاليط، بينما لا تفعل حكوماتنا شيئا لأكثر من 11 ألف أسير، وتابعت "مشان الله بدي أشوف ابني وأزوره على الأقل".

ووسط المشاعر الحزينة والغاضبة في آن، كان والد أحد الأسرى يقول الشعر افتخارا بـ"أحرار الأمة" الموجودين في سجون الأعداء، فيما "بقية الأمة في سجون القادة المتعاونين مع الأعداء"، على حد وصفه.
وكانت عمان أفرجت في أغسطس/آب 2008 عن الأسرى سلطان العجلوني، وأمين الصانع، وخالد وسالم أبو غليون بعد احتجازهم لعدة أشهر بعد إفراج تل أبيب عنهم ضمن اتفاق بين حكومتي البلدين.
وظل المعتقلون الأربعة في سجون إسرائيل من عام 1990 بعد أن نفذوا عمليتين على الحدود مع فلسطين المحتلة قتلوا خلالها جنديين إسرائليين انتقاما لشهداء مجزرة الأقصى في أكتوبر/تشرين الأول من نفس العام.
وتشير بيانات اللجنة إلى أن عدد الأسرى الأردنيين في السجون الإسرائيلية يبلغ 29 إضافة إلى 29 مفقودا بعضهم من جنود الجيش الأردني الذين لم يعرف مصيرهم منذ عام 1967.
المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا