يوسف صادق من غزة: ألقت الإشتباكات التي جرت أول أمس بين جماعة السلفية الجهادية وشرطة حكومة غزة التابعة لحركة حماس، بظلالها على علاقة حماس بتلك الجماعات. وفيما تتجه الأمور نحو مواجهة أكبر بين جماعات أخرى وحماس، تؤكد الأخيرة على أنها حركة إسلامية وسطية، يجب أن تفرض القوانين الإسلامية على مراحل، حتى لا يصبح الدين بالإكراه. وأخرجت حماس غريمتها حركة فتح العلمانية من قطاع غزة عسكريًا، منصف عام 2007، لكنها في الوقت ذاته لم تستطع لجم الحركات والجماعات الإسلامية التي سرعان ما إنتشرت في قطاع غزة، فترة وجود حركة حماس الإسلامية الوسطية. وتدرك حماس أن مسيحيي غزة، البالغ عددهم ما يقرب من 4 آلاف شخص، لن يكونوا تحت سلطة القانون الإسلامي في حال تطبيقه، وتؤمن الحركة الإسلامية الوسطية في حال مقارنتها بالجماعات الإسلامية الأكثر تشددًا في النهج والفكر، أن المجتمع الفلسطيني يحوي العديد من الأفكار والمذاهب التي يجب التعامل معها بحذر، وتنطوي سياستها الرسمية على احترام حقوق الأقلية المسيحية في غزة التي تسيطر عليها. ومع هذا فإن الهجمات على المسيحيين شهدت زيادة في العام الماضي من جانب الإسلاميين غير الراضين في ما يبدو عن مدى تطبيق حكم حماس في قطاع غزة. وبحسب مسؤول أمني في حماس، فإن مواجهات الجمعة، التي قتل فيها 26 فلسطينيًا، أُرغمت حركته على خوضها. وقال لإيلاف "لقد قتلوا ثلاثة من عناصر كتائب القسام بدم بارد من بينهم قائد بارز في القسام يدعى محمد شمالي، عندما أرادوا التفاوض معهم وإنهاء الخلاف بينهما". ولم يقتصر نشاط الجماعة السلفية على الدعوة لتعليم الناس أمور دينهم وإتباع نهج السلف الصالح، لكنهم وسعوا نشاطهم في تقديم خدمات تعليمية وطبية واجتماعية إلى جانب نشاط مميز في كفالة أيتام ورعاية المعوزين وإقامة مشاريع استثمارية. وكان رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة ، إسماعيل هنية، نفى بشكل قاطع تقارير إسرائيلية تتحدث عن دخول جماعات إسلامية مسلحة لقطاع غزة. وإعتبر أن الهدف من هذه التقارير المزعومة "جلب تحالف دولي ضد القطاع". وقال هنية "لا يوجد على أرض قطاع غزة أي تنظيمات أو مجموعات متشددة كما تدعي إسرائيل". وأدت إسرائيل دورًا مهمًا من خلال حصارها على سكان قطاع غزة، وقطع مصادر رزقهم، في تغذية الفكر الإسلامي المتشدد. وباتت أشرطة خطباء مسلمون معروفون بتشددهم، رائجة بين العديد من الشباب في غزة. وكان التصادم الأول بين حركة حماس مع الجماعات الإسلامية، عندما حررت الصحافي البريطاني ألن جونسون، الذي إختطفه جيش الإسلام الذي يتزعمه ممتاز دغمش. لكن التصادم هذا لم يقطع شعرة معاوية بين حماس وتلك الجماعات. ما حدث في مدينة رفح الحدودية مع الأراضي المصرية لن يكون آخر المواجهات. وستعاني حركة حماس وحكومتها من تبعات وارتدادات هذا الموضوع، وبات على حركة حماس مواجهة إسرائيل من جهة، والتيارات الإسلامية المتشددة من جهة أخرى. |
728
الاثنين، 17 أغسطس 2009
غزة... الأرض التي تحتضن الفكر الإسلامي المتشدد والسلاح معًا
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك على الخبر