وأشار بن مخلوف إلى أن "تلك المأساة المروعة ينبغي أن تنبه الجميع إلى مسؤولياتهم إزاء هذا النموذج من العنف والكراهية الذي لا يبدو معزولاً بكل أسف بل يتغذى من حمى التطرف التي يعبر عنها، بعض السياسيين والشخصيات العامة بشكل غير مسؤول".
كما أنّ هذه الموجة –بحسب بن مخلوف- تتأجج عبر خطاب الكراهية الذي يتمادى فيه البعض أو الذي تعبر عنه بعض المنابر الإعلامية التي تحتفي بـ"محرضين على الإسلام"، بل من المثير للقلق أن النبرة التحريضية ضد المسلمين باتت مسموعة في بعض المواسم الانتخابية كما جرى في سياق الانتخابات الأوروبية الأخيرة.
ويؤكد أن محاولات إثارة الهلع مما يوصف بأسلمة أوروبا "بات مسعى لبعض الأحزاب الأوروبية ومرشحيها لإيجاد استقطاب حاد داخل الجمهور وشحن الأجواء طمعاً في تحقيق مكاسب انتخابية عبر شق صفوف المجتمع الواحد، بل أدى الأمر إلى التلويح بإحراق نسخ القرآن الكريم، وهو ما يتعارض مع منظومة القيم الأوروبية التي تعتبر التنوع العرقي والديني والثقافي عوامل إثراء وليس تهديدا".
ويؤكد بالمقابل أن هذه الممارسات المروعة "تقتضي تبصرة العقول لا شحن النفوس فالرد على التشويه والتحامل إنما يكون بتعزيز التفاهم وتوعية الرأي العام وتشجيع التضامن بين مكونات المجتمع".
مسؤوليات ملحةويحث الاتحاد على التمسك بسيادة القانون ومسؤوليات الحكومات إزاء أي جرائم أو انتهاكات أو اعتداءات مادية أو لفظية يتعرض لها المسلمون في أوروبا ودور المسؤولين وصانعي القرار على كافة المستويات في هذا الشأن.
وفي الوقت نفسه يرى أن الوقائع الأخيرة المؤسفة "كفيلة بأن تحث العقلاء وتستنهض الحكماء من المؤسسات والتجمعات ورجال الدين وقوى المجتمع المدني والمسؤولين والأفراد، كي يساهم الجميع بشجاعة وبشكل مشترك في قطع الطريق بشكل واضح وصريح على المتربصين بثقافة الوفاق والساعين إلى الخصام والشقاق".
كما ينبغي تعزيز الجهود الرامية لتشجيع التضامن الاجتماعي في وجه التعصب مع التوجه المخلِص لمعالجة جذور الكراهية التي لا ينبغي التساهل معها.
يشار إلى أن اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا قد تأسس عام 1989 ويتخذ من بروكسل مقرا له ويضم في عضويته 1000 مركز موزعة على 30 بلدا أوروبيا (بما فيها روسيا) تراعي مصالح نحو 50 مليون مسلم يعيشون في القارة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك على الخبر