728

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2009

شنها ناتو بأمر ألماني:انتقادات لوزير ألماني بعد غارة قندز




يونغ قال بداية إن كل القتلى من طالبان لكن تراجع ولم يستبعد سقوط مدنيين (الفرنسية)

خالد شمت-برلين

تزايدت الانتقادات الموجهة لوزير الدفاع الألماني فرانس جوزيف يونغ من كل الأحزاب الممثلة برلمانيا، بعد وقوع عشرات القتلى والجرحى في غارة شنها الأسبوع الماضي حلف شمال الأطلسي (ناتو) بأمر ألماني في قندز شمالي أفغانستان.

وشكك الحزب الاشتراكي الديمقراطي –الشريك الثاني في الحكومة– في كفاءة الوزير، ووصفه حزب الخضر المعارض بخطر أمني على قوات ألمانيا، وطالب حزب اليسار بإقالته وجدد مطالبته بسحب الجيش الألماني من أفغانستان سريعا.

وشنت الغارة -التي استهدفت شاحنتين خطفتهما طالبان- بأمر الجنرال جيورغ قائد الوحدات الألمانية في قندز، وتحدثت وزارة الدفاع الألمانية عن 56 قتيلا و12 جريحا، لكن القوة الدولية للمساعدة الأمنية (إيساف) قدرت عدد القتلى بـ125 قتيلا.

الموقف الفضيحة
وأثارت تبريرات الوزير استياء الأحزاب التي تجنبت –باستثناء حزب اليسار– جعل المهمة العسكرية الألمانية في أفغانستان موضوعا لحملة انتخابات عامة تجرى أواخر الشهر.

الغارة استهدفت صهريجي وقود خطفتهما طالبان (الفرنسية)
ووصف جيم أوزدمير زعيم حزب الخضر موقف الوزير بالفضيحة، وطالب الحكومة بالتنصل منه والمستشارة أنجيلا ميركل باعتذار شخصي لأسر وأقارب الضحايا المدنيين الأفغانيين.

ودعا حزب اليسار الحكومة لإطلاع الرأي العام والبرلمان بشفافية على ما جرى، وحث ديتمر بارتش مديرُ الهيئة البرلمانية فيه المواطنين على المشاركة في مظاهرة في برلين اليوم للمطالبة بسحب الجيش الألماني الذي كشفت الغارة أنه بات في طريق مسدود حسب قوله.

مسؤولية القادة
وطالب بارتش بإقالة يونغ، وأعتبر أن "المسؤولية الرئيسية لما جرى يتحملها الذين أرسلوا الجيش الألماني إلى هذا البلد".

ولم تقتصر الانتقادات على المعارضة، حيث شكك هوبرتوس هايل الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي في "كفاءة الوزير وقدرته على الاستمرار في منصبه".

واتهمت شبكة منظمات السلام الألمانية يونغ بالكذب، وطالبت بإقالته، وتوقعت أن تؤجج الغارة عداء الأفغانيين للقوات الغربية.

لن أستقيل
وفي مواجهة عاصفة الانتقادات غيّر يونغ أقواله وقال إنه لا يستبعد سقوط مدنيين، لكنه رفض -في حديث لشبكة زد دي إف التلفزيونية- الاستقالة.

وكان يونغ قال سابقا إن ضحايا الغارة من حركة طالبان والمتعاونين معها ولم يكن بينهم مدنيون.

شرودر دعا لتوبيخ كرزاي (الجزيرة نت)
وعبرت ميركل عن "أسفها العميق لسقوط مدنيين أفغانيين" لكنها تمسكت، في كلمة في جلسة برلمانية خاصة اليوم، باستمرار المهمة العسكرية الألمانية في أفغانستان.

وأعطت الغارة زخما لمطالب متزايدة بسحب القوات الألمانية، وهو جدل دخل فيه المستشار السابق غيرهارد شرودر الذي دعا لخطة لإنهاء العملية العسكرية الغربية كلها، وسحب الجيش الألماني قبل 2015.

وبخوا كرزاي
ودعا شرودر في تجمع انتخابي لحزبه الحكومة للحديث بحزم مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي و"توبيخه ليهيئ جيش بلاده لتولي المسؤولية الأمنية بدل الاعتماد على الآخرين".

وطالب ألمار بروك عضو البرلمان الأوروبي وقيادي الحزب المسيحي الديمقراطي -الذي تتزعمه ميركل- بخطة عاجلة لسحب القوات، وقال إن الألمان لن يتحملوا تواجد جيشهم في أفغانستان لخمس سنوات أخرى.

وتزامنت هذه النقاشات مع حديث أسبوعية دير شبيغيل عن ضغوط قوية يمارسها خلف الكواليس الرئيس الأمريكي باراك أوباما لحمل ألمانيا على إرسال تعزيزات قوامها عشرون ألف جندي وضخ أموال إضافية لتمويل العملية العسكرية.

ونقلت المجلة عن سياسيين بارزين في الحزب المسيحي قولهم إن أوباما سيطالب ميركل بعد انتهاء الانتخابات بتنفيذ هذا المطلب.
المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا