| ||||||||
لم يعد الأمر يطاق لدى المواطن محمد أبو ليل (41 عاما) من مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين شرق نابلس، وتحولت حياته إلى جحيم بسبب الأوضاع الصعبة التي يعيشها، خاصة في ظل تصعيد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) إجراءاتها فيما بات يعرف بسياسة تقليص الخدمات التي تقدمها للاجئين بالضفة الغربية. ومحمد أب لفتاتين -تعاني إحداهما من مشاكل صحية جمة- لم يتسلم حصته من المواد التموينية منذ عام تقريبا، وحرم كذلك من برنامج المساعدات "العمل مقابل الغذاء"، كما حرم من وظيفة تؤمن له حياة كريمة في إحدى مؤسسات الوكالة، ليبقى بائعا متجولا طوال ثلاثة عشر عاما، رغم معرفته للعديد من المهن الحرفية. حال الكل وأضاف أن الحصة التي يأخذها من الوكالة رغم قلتها تعني بالنسبة له ولأسرته الشيء الكثير، "فهي تسد الحاجة لبعض الوقت رغم ضآلتها". وأشار إلى أن هناك فرقا شاسعا بين ما كانت تقدمه الوكالة قبل عدة سنوات وما تقدمه الآن، "فقيمة الطرد كانت تصل إلى أكثر من ثمانين دولارا والآن هي أقل من نصفها".
وقال صقر للجزيرة نت إن أونروا عمدت خلال السنوات الماضية إلى إنهاء خدماتها للاجئين بمدن الضفة بشكل كامل في عدة برامج، أهمها المساعدات النقدية وتأهيل البناء، وبرنامج العمل مقابل الغذاء، كما قامت بتقليص خدماتها بنسبة تجاوزت 50% في برنامج المساعدات الغذائية. وأشار صقر إلى أنهم رفضوا ذلك وطالبوا الوكالة مرارا بتحسين أوضاع اللاجئين، وخاصة في برنامج المساعدات الغذائية الذي تعتمد عليه كثير من الأسر بشكل كبير، مؤكدا أنهم لم يتسلموا مساعدات غذائية في عام 2008 سوى مرة واحدة، وكانت مقلصة جدا. وأكد صقر أنهم قدموا معظم الحلول للوكالة لتسهيل عملية التوزيع على المواطنين -حتى مع حالة التقليص- إلا أن الوكالة رفضت ذلك، وأصرت على تقديم المساعدات وفقا لأهوائها. ووجه لها التهمة بتكديس المواد التموينية في المخازن لفترات طويلة تكاد تنتهي خلالها صلاحياتها بدلا من أن تقوم بتوزيعها.
وأوضح صقر أن الوكالة، في الوقت الذي تدعي فيه أن تقليصاتها وتقليل خدماتها نابع من قلة الميزانية المخصصة لدعمها، وتقوم بطرد 312 فلسطينيا يعملون على برنامج عمل الطوارئ، "قد جلبت خمسة موظفين أجانب يتلقون رواتب ضخمة جدا تعادل رواتب الموظفين المطرودين كلهم". وأكد أن تقليصات أونروا نابعة من توجه سياسي لديها يقضي بإنهاء قضية اللاجئين، وتحويلها من قضية سياسية عالمية إلى مجرد أناس فقراء يقطنون المخيمات ويحتاجون لمساعدات إنسانية. وقال إنهم سيخوضون ابتداء من يوم غد إضرابا مفتوحا هو الرابع ضد وكالة الغوث، يتمثل في إغلاق مكتب الوكالة ومخازنها. وقد حاولت الجزيرة نت الاتصال عدة مرات بالمسؤولين في أونروا للاستفسار عن الموضوع لكنهم لم يستجيبوا، غير أن بيانا صادرا عن وكالة الغوث سابقا نفى أن تكون هناك أي تقليصات في موازنة الوكالة لعام 2008. وأشار إلى أن الوضع الاقتصادي الصعب والأزمة المالية العالمية وانخفاض سعر صرف العملة أضعف القدرة الشرائية للميزانيات المخصصة في برامج الوكالة، كما رفع عدد الأسر المحتاجة. وأعلنت الوكالة في بيانها التزامها بتقديم الخدمات المنوطة بها كافة، العادية منها والطارئة. |
المصدر: | الجزيرة |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك على الخبر