728

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2009

حرب أفغانستان تثير جدلا بأوروبا



بعض الشعوب الأوروبية تظن أن قوات بلادها تقوم بإعادة إعمار أفغانستان (رويترز)

تساءلت الكاتبة الأميركية آن أبليبوم عما إذا كان أوباما سيقاتل من أجل أفغانستان؟ أو ما إذا كان على الولايات المتحدة أن تبقى متواجدة هناك؟ وقالت إن جدلا يدور في أوساط الشعوب الأوروبية بشأن جدوى الحرب برمتها.

وفي مقال لها نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية، قالت أبليبوم إن الحرب على أفغانستان باتت جوهر نقاشات سياسية صاخبة في العديد من الدول الغربية، وإن بعض شعوب تلك الدول ملتزمة الصمت ظنا بأن قواتها تقوم بأعمال إعادة بناء وليست تقاتل في الميدان.

وأوضحت أن تلك النقاشات لا تجري بشأن التكتيكات والإستراتيجيات التي يجب اتباعها في الحرب، وإنما تطرح سؤالا أساسيا، وهو هل يجب على القوات الأميركية والغربية عموما استمرار التواجد على الأرض الأفغانية من الأصل؟

وأشارت الكاتبة إلى دعوة للانسحاب من أفغانستان نادى بها الكاتب الأميركي جورج ويل بنفس الصحيفة مطلع الشهر الجاري، خاصة عندما ذكر أن الولايات المتحدة أمضت وقتا في تلك الحرب يزيد عن الوقت الذي شاركت فيه في الحربين العالميتين الأولى والثانية مجتمعتين.

"
وزير الدفاع الألماني أثار ضجة في بلاده عندما صرح بأن قوات بلاده قد تمكث عقدا آخر من الزمن أو أزيد في أفغانستان
"
ضجة بألمانيا
ومضت إلى أن وزير الدفاع الألماني أثار ضجة في بلاده عندما صرح بأن القوات الألمانية قد تمكث عقدا آخر من الزمن أو أزيد في أفغانستان، وأن قادة المعارضة في ألمانيا سرعان ما بدؤوا حملات تدعو إلى انسحاب مبكر.

واستجابت الحكومة الكندية إلى الضغوط في الأوساط الشعبية الرافضة لاستمرار تواجد قوات البلاد في أفغانستان، فأعلنت السلطات المعنية عن نيتها سحب القوات بحلول العام 2011.

وأما بشأن القوات الهولندية فقالت الكاتبة إنه يفترض أن تنسحب مع نهاية العام الجاري، مضيفة أنها حضرت مؤتمرا الأسبوع الماضي في أمستردام حيث لاحظت تصفيقا حارا في المكان إثر قيام أحد المؤتمرين بالتنديد بالحرب على أفغانستان.

كما نوهت الكاتبة إلى ما سمته التذمر والشكوى على المستوى العالمي بشأن الحرب على أفغانستان، وبأن أهدافها ليست واضحة ولا هي بالواقعية، وأضافت أن أحد مسؤولي الدفاع البريطانيين قدم استقالته الأسبوع الماضي احتجاجا على التبريرات التي تقدمها حكومة بلاده بشأن الحرب، والتي قال إن الشعب لا يمكنه تصديقها أو القبول بها.

وأوضحت أبليبوم أن تحقيق النجاح في الحرب يعني أن تغادر القوات الأجنبية الأرض الأفغانية مبقية على حكومة مقبولة في كابل، وأما الخسارة في الحرب فتكون عند ترك حركة طالبان تسيطر على زمام الأمور في أفغانستان، وترك تنظيم القاعدة يعود إليها ويتخذ منها ملاذا آمنا.

وقالت إنه لا أحد يشكك بأن تحقيق تلك الأهداف هو أمر شاق وصعب، وأضافت أن المشكلة تكمن في أنه لا أحد قام بتفسير أهداف تلك الحرب لغالبية شعوب الدول المشاركة فيها، باستثناء وصفها لهم بأنها "الحرب الجيدة" مقابل الحرب "السيئة" على العراق.

"
الشعوب الأوروبية ربما تحتاج لمن يقنعها بجدوى الحرب على أفغانستان برمتها، التي تترك تداعياتها السلبية على علاقات واشنطن بدول العالم

كاتبة أميركية
"

صمت الشعوب
وأضافت أن معظم شعوب الدول المشاركة في الحرب ربما هي صامتة بوصفها مخدوعة وتظن أن قوات بلادها أرسلت إلى أفغانستان ليس للقتال وإنما للمشاركة في "عمليات عسكرية خيرية".

ومضت إلى القول إن استياء كبيرا يسود في الأوساط الشعبية والسياسية الألمانية إثر معرفة أن قائدا عسكريا ألمانيا كان هو من أمر قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) بشن غارة على قندز الأفغانية الأسبوع الماضي، التي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات معظمهم من المدنيين، وأضافت أن الشعب الألماني صعق للنبأ في ظل ظنه بأن قوات بلاده كانت تقوم بأعمال إعادة بناء في أفغانستان وليس بأعمال قتالية.



وقالت الكاتبة إن الشعوب الأوروبية ربما تفضل الرئيس الأميركي باراك أوباما على سلفه جورج بوش، ولكنهم بحاجة لمن يقنعهم بمدى جدوى الحرب على أفغانستان برمتها، التي قد تترك تداعياتها السلبية على علاقات البلاد بدول العالم.

المصدر: واشنطن بوست

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا