728

الأحد، 18 أكتوبر 2009

غولدستون يجمع الفلسطينيين بعد أن أشعل خلافاتهم

توحدت المواقف الفلسطينية المرحبة بإعتماد تقرير "غولدستون" في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بعد أن تسبب سابقا في خلافات كبيرة أدت لتأجيل موعد المصالحة الفلسطينية التي ترعاها مصر، واعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس تبني مجلس حقوق الإنسان لتقرير القاضي غولدستون يشكل إنصافا لضحايا "العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والشعب الفلسطيني كله".

غزة: هو ذاته غولدستون الذي حرك الساحة الفلسطينية مؤخرا وأشعل النار في رماد خلافاتهم الذي كلما يكاد يخبوا يستيقظ من جديد بلون مختلف ، هذه المرة يعدل غولدستون من ياقته ويعقد جلسة مجلس حقوق الإنسان، ليرضي الفلسطينيين الذين اكتووا بنار الانقسام و الحرب والحصار ، وخرجوا ونددوا وأعلنوا الخطيئة الوطنية على قرار السلطة طلب تأجيل مناقشة التقرير إلى آذار المقبل، دون أسباب واضحة، وان كانت نتيجة التصويت بأغلبية لا ترضي طموح الفلسطينيين الذين يرون في الإجماع أكثر مناصفة وعدلا "لحقوقهم المنتهكة" إلا أنها انتصار لهذه الحقوق وللكثير من الضحايا الذين سقطوا في الحرب "بلا ذنب".

ووافقت الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان في جنيف، أمس الجمعة بأغلبية 25 صوتاً، على مشروع القرار المقدم من المجموعة العربية والإسلامية والإفريقية، باعتماد تقرير غولدستون وإدانة حصار غزة والانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل في القدس الشرقية، وعارضت 6 دول التقرير، في حين امتنعت 11 دولة عن التصويت.

ولقي هذا التبني للقرار الوليد من قبل المجلس ترحيبا واسعا لدى كافة الفلسطينيين المنقسمين على ذاتهم، واعتبروه نصرا حقيقيا لهم ولجهودهم من اجل فضح "جرائم الحرب الإسرائيلية" ضد الفلسطينيين.

واعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس تبني مجلس حقوق الإنسان لتقرير القاضي غولدستون يشكل إنصافا لضحايا "العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والشعب الفلسطيني كله". وقال عباس خلال افتتاحه مساء أمس" الجمعة" الدورة الأولى للمجلس الثوري لحركة فتح في مقر الرئاسة بمدينة رام الله " أن التصويت لصالح التقرير جاء نتيجة للجهود الجبارة التي بذلتها السلطة الوطنية منذ تشكيل لجنة تقصي الحقائق وإلى غاية التصويت على تبني التقرير". مشددا على استمرارية السلطة متابعة تنفيذ آليات القرار في المؤسسات الدولية لاسيما الجمعية العامة للأمم المتحدة لوقف الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
ووصف رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية التصويت على القرار بأنه انتصاراً للحق الفلسطيني، مثمنا مواقف الدول التي صوتت إلى جانب فضح جرائم ومجازر إسرائيل التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني. في حين دعا المتحدث باسم الحكومة المقالة طاهر النونو لأن يكون التصويت على القرار بداية لمحاكمة قادة الاحتلال"..

من جهتها أكدت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية النائب خالدة جرار، أن تبني توصيات تقرير غولدستون هو انتصار للشعب الفلسطيني، ولكافة المؤسسات والجمعيات التي أيدت تبنيه، مشيرة إلى أن ما حصل من محاولات أميركية وإسرائيلية لمنع التصويت على التقرير دليل على مدى الانتصار الذي تم تحقيقه.

وأعرب نواب حماس بالمجلس التشريعي الفلسطيني عن ترحيبهم بالقرار واصفين إياه بأولى خطوات ملاحقة قادة الاحتلال كمجرمي حرب وتأكيد لصحة ما ذهب إليه شعبنا من أن تأجيل عباس للتقرير خطيئة وطنية.

الدكتور ياسر الوادية ممثل الشخصيات المستقلة في المصالحة أكد أن إقرار تقرير غولدستون من قبل مجلس حقوق الإنسان يجب أن يكون خطوة مهمة من أجل توحيد الجهد الفلسطيني لإتمام المصالحة والابتعاد عن الصراعات الحزبية الضيقة .

وأشار الوادية إلى أن نداء الاستغاثة الذي أطلقته الشخصيات المستقلة يأتي في إطار إرسال رسائل قوية إلى كافة الأطراف الداخلية للاستجابة إلى المطالبات الشعبية والجماهيرية بالوحدة والاتفاق.
وخلص تقرير غولدستون المثير للجدل والذي نشر في أيلول إلى أن إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على القطاع، ارتكبتا جرائم حرب وربما جرائم ضد الإنسانية خلال النزاع.
ويوصي التقرير كذلك بإحالة نتائج التقرير إلى مدعي المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي إذا لم تجر إسرائيل و"حماس" تحقيقات ذات مصداقية خلال ستة أشهر.

وثمن عصام يونس مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان بغزة الجهود التي بذلتها السلطة الفلسطينية لعقد جلسة استثنائية لمجلس حقوق الإنسان وضمان حشد أغلبية من الدول لتمرير القرار. مؤكدا في بيان وصل إيلاف نسخة عنه، أن تبني القرار يجب أن يتبعه مواصلة الجهود لضمان نقل التقرير إلى المؤسسات الدولية، كالجمعية العامة ومحكمة الجنايات الدولية وتنفيذ التوصيات الواردة في التقرير كمتطلبات أساسية على طريق توصيات الواردة في التقرير كمتطلبات أساسية على طريق تحقيق العدالة ونصفة الضحايا وتقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين للعدالة. كما شدد على أن الجميع مطالب الآن بانجاز المصالحة وإنهاء الانقسام حماية للشعب الفلسطيني وقضيته ودافعا نحو النضال من أجل تحقيق العدالة التي ينشدها شعبنا.

هذا وبعد طي صفحة التقرير هذه ينتظر الفلسطينيون بان يطووا صفحة الانقسام ويعلنوا اتفاق المصالحة من اجل عودة الحياة إلى الوطن الذي انقسم على نفسه ، ولا يجدون مبررا لتأجيل القاهرة انجاز اتفاق المصالحة المقرر في 25 أكتوبر المقبل ،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا