728

الأحد، 18 أكتوبر 2009

الجيش يكثف قصفه لوزيرستان

قصف الجيش الباكستاني مواقع مقاتلي طالبان في ثاني أيام الحملة العسكرية التي يشنها عليهم جنوب وزيرستان شمالي غربي البلاد. في الأثناء فر نحو مائة ألف مدني من المنطقة وسط توقعات بأن يتضاعف العدد بتصاعد حدة المعارك.
ويعد هذا الإقليم ذو التضاريس الوعرة جزءا من منطقة قبلية على الحدود الأفغانية التي يصفها مسؤولون أميركيون بالأخطر في العالم لأنها تؤوي حسب قولهم الآلاف من مقاتلي حركة طالبان وتنظيم القاعدة.
وقصف الجيش طوال الليل قواعد طالبان بالمدافع الثقيلة بعد أن بدأ التقدم من ثلاثة محاور في حرب تعد التحدي الأكبر لإسلام آباد لبسط سلطتها على هذه المناطق التي توصف بأنها خارجة عن قانون الدولة.
وقالت تقارير إن خمسة جنود وما بين 17 وعشرين مسلحا قتلوا خلال المعارك المتصاعدة. غير أن هذه المعلومات تبقى غير مؤكدة بما أن الجيش الذي يغلق كل المنافذ المؤدية للمنطقة لا يعلق عليها، والأمر ذاته بالنسبة لطالبان.
الجيش أعلن استيلاءه على مرتفعات كوتكاي الإستراتيجية في وزيرستان (الفرنسية)
دعم داخلي وخارجي
وتأتي هذه الحملة العسكرية الجديدة ضد طالبان بعد دعوات متكررة من واشنطن -الحليف الوثيق لباكستان-بدحر المسلحين الذين تصاعدت المخاوف من هجماتهم داخل الدولة النووية ومن تخطيطهم لتنفيذ هجمات ضد دول غربية انطلاقا منها.
وعلى الصعيد السياسي أعلن مسؤولون حكوميون وزعماء الأحزاب السياسية دعمهم الكامل للجيش الذي "تعهد باستئصال التمرد واستعادة سلطة الدولة".
في هذا السياق قال مكتب رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني إنه "تأكد التوافق الوطني على فرض سلطة الدولة لاستئصال هذه العناصر".
28 ألفا مقابل عشرة آلاف
ويقول الجيش الذي أعلن استيلاءه على مرتفعات كوتكاي الإستراتيجية في منطقة وزيرستان إن نحو 28 ألف جندي تأهبوا لمواجهة ما يقدر بنحو عشرة آلاف من مقاتلي حركة طالبان بينهم ألف مقاتل أوزبكي.
وكان الجيش الباكستاني قد لجأ قبل شهور للهجمات الجوية والقصف بالمدفعية لإضعاف دفاعات طالبان في الوقت الذي كان يحرك فيه القوات لإغلاق المنطقة التي تعد معقلا رئيسا لزعيم حركة طالبان باكستان حكيم الله محسود.

كما قال مسؤول استخباراتي -طلب عدم الكشف عن هويته- إن القوات البرية المدعومة بالدبابات والمدفعية واجهت مقاومة شديدة من المسلحين. وذكر أن مقاتلي طالبان اتخذوا مواقع لهم في الجبال, واستهدفوا قوات الجيش من الخنادق الحصينة تحت الأرض في الغابات.
نحو خمسمائة نازح يفرون كل يوم
من مناطق القتال (الفرنسية)
نزوح بالآلاف
على صعيد متصل قال الناطق باسم الجيش إن نحو مائة ألف مدني فروا من مناطق القتال تحسبا للهجوم العسكري. وتتوقع الأمم المتحدة -التي أشارت إلى أن عدد النازحين يقدر بخمسمائة كل يوم- أن يتضاعف عدد النازحين بتصاعد حدة المعارك.
وقال مفوض مقاطعة ديرا إسماعيل خان المتاخمة لإقليم جنوب وزيرستان إن الحكومة تتوقع أن يصل عدد النازحين داخليا إلى 120 ألفا. وأضاف أنه تم تجهيز أربعة مراكز بالمقاطعة لتسجيل أسماء اللاجئين.
وقالت الأمم المتحدة إنها تخزّن إمدادات غذائية ببلدة قريبة من المنطقة رغم أن السلطات لا تترقب أزمة كبيرة للاجئين كتلك التي وقعت أثناء هجوم سابق هذا العام على وادي سوات شمالي غربي البلاد أيضا.
المصدر: وكالات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا