728

الخميس، 8 أكتوبر 2009

صحيفة: السي أي آيه عرفت عن منشأة قم قبل الكشف عنها

كشف مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي أي أيه" ليون بانيتا أنه رغم محاولات إيران الحثيثة لإبقاء مفاعل قم النووي، الذي أعلنت عنه مؤخراً، طوال مدة بنائه أمراً سرياً، إلا أن الوكالة عرفت عنه منذ ثلاث سنوات بمساعدة الاستخبارات البريطانية والفرنسية.

واشنطن: نقلت صحيفة "تايم" الأميركية عن ليون بانيتا أنه أُبلغ عن مسألة مفاعل قم خلال فترة انتقال رئاسة البيت الأبيض إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، أي في كانون الثاني/يناير الفائت.

وقال مدير "سي آي إيه"، المُعين من قبل أوباما، إن موضوع المحطة الإيرانية الجديدة "عرض في ذلك الوقت على أنه شيء لا يعرفه أحد، منشأة سرية"، مضيفاً " لقد أنشئت على جبل"، مشيراً إلى أن هذا الأمر "يطرح علامات استفهام". وقال إن الاستخبارات حاولت الحصول على معلومات إضافية حول حقيقة ما يجري في تلك المنشأة وقامت بتنفيذ مهمات سرية في المنطقة، وقد ساعدتهم الاستخبارات البريطانية والفرنسية التي كانت تعمل أيضاً على رصد المنشأة.

وأشار إلى أن منشأة قم أثارت انتباه وكالات الاستخبارات الغربية بداية في العام 2006 عندما سجلت "سي أي ايه" أنشطة غير اعتيادية على سفح الجبل في تلك المنطقة فالإيرانيون وضعوا بطارية مضادة للطائرات في المكان الأمر الذي كان مؤشراً واضحاً بأن شيئاً هاماً يُبنى هناك. ولفتت الصحيفة إلى أن بانيتا لم يشر أي نوع من العمليات السرية استخدمت أو كيف تمكنت الوكالة من الاستنتاج بأن منشأة قم هي نووية.

ونقلت عن مسؤولين مناهضين "للإرهاب" قولهم فقط "إن معلوماتنا بالاعتماد على مصادر متعددة نمت إلى مرحلة سمحت لنا في بدايات هذه السنة أن نتوصل إلى نتيجة موثوقة بشكل كبير بأن ذلك الموقع هو منشأة نووية سرية". وأشارت "تايم" إلى أنه حتى فصل الربيع كان ما يزال هنالك شك حول ما الذي يتم إنشاؤه بالضبط على ذلك الجبل.

ونقلت عن مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأميركية أن البيت الأبيض اعتبر الكشف عن منشأة قم ورقة نافعة في يده يمكن أن يضعها على الطاولة عندما توافق إيران على التفاوض مع القوى الست الأساسية، أي الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. وقالت لو كان فشل الإيرانيون بالدخول في المحادثات فإن أوباما كان ليكشف عن المنشأة السرية في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي عقدت في أيلول/ سبتمبر الفائت.

وأشارت إلى أن الأوروبيين كانوا يدفعون إلى الإعلان عن المنشأة على الفور غير أن الأميركيين كانوا أكثر حذراً، ولفتت إلى قول أحد مستشاري الأمن والإرهاب في باريس رولاند جاكوار "يظهر أن الأميركيين باتوا أكثر صبراً في الوقت الذي يمتلئ فيه ملفهم حول إيران، في حين أن الأوروبيين يصبحون أكثر تلهفاً للاهتمام بهذه المسألة"، وبالتالي فإن التحدي كان المحافظة على سرية هذه المعلومات.

وقال بانيتا إنه أمر بالإعداد لعرض هذه المعلومات في الوقت الذي تريد فيه الإدارة الأميركية عرضها على الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو في حال تسرب للوكالة معلومات عن المنشأة، مشيراً إلى أن كل من الاستخبارات البريطانية والفرنسية والإسرائيلية شاركوا في إعداد المعلومات التي ستعرض.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أن إيران قررت الإفصاح عن المنشأة فقط لدى اكتشافها بأن المنشأة اكتشفت على الرغم من أنه من غير الواضح كيف عرف الإيرانيون أن واشنطن تعرف عن المنشأة، فقامت طهران عشية اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول الفائت بإرسال رسالة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية تخبرها بوجود منشأة قم. وأضافت أن بانيتا أرسل في اليوم التالي فريقاً إلى مراكز الوكالة الدولية في فيينا لعرض المعلومات الموجودة لديهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا