728

الخميس، 8 أكتوبر 2009

حركات دارفورية تتبنى الحل السلمي



الحركات الثلاث عقدت مؤتمرا صحفيا بعد التوقيع على الاتفاق (الجزيرة نت)

محمود جمعة-القاهرة

وقعت ثلاث حركات مسلحة من إقليم دارفور غرب السودان يوم أمس اتفاقا في العاصمة المصرية القاهرة برعاية أميركية تؤكد فيه التزامها بالحل السلمي باعتباره "أفضل الخيارات" لحل أزمة دارفور.

واتفقت كل من حركة العدل والمساواة الديمقراطية وجبهة القوى الثورية المتحدة والجبهة المتحدة للمقاومة على عقد مؤتمر ميداني جامع بدارفور في الأيام المقبلة لتوحيد رؤى الحركات المسلحة إزاء دعم الاتفاق الذي سبق أن تم توقيعه في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

ودعت الحركات الثلاث إلى توسيع دائرة المشاركة لتشمل كافة الحركات المسلحة، وقال نوري مناوي برشم عضو المكتب القيادي للجبهة المتحدة للمقاومة التي تبنت الدعوة لهذا الاتفاق، "نسعى لتشكيل جبهة عريضة من الحركات تتفق على وفد موحد في مفاوضات الدوحة".

نوري مناوي برشم: نسعى لتشكيل جبهة عريضة من الحركات (الجزيرة نت)
لا للإقصاء
وشدد برشم في حديث للجزيرة نت على ضرورة أن تضم هذه المفاوضات "كافة الأطراف على الأرض"، مؤكدا أنه "في حال تغييب أي طرف فإن المشكلة لن تحل".

وردا على سؤال للجزيرة نت حول موقف هذه الحركات إذا أصر جناح خليل إبراهيم في حركة العدل والمساواة على عدم التفاوض مع الحكومة، قال برشم "إذا اتفقت جميع الأطراف على التفاوض واستمر خليل إبراهيم منفردا في موقفه الإقصائي الرامي إلى تهميش الآخرين، فسوف نمضي قدما نحو الحل السلمي، ولن نسمح له أن يعيق رغبة الجميع في السلم".

ومن جهته دعا الناطق الرسمي باسم حركة العدل والمساواة الديمقراطية شريف الدين محمود الحكومة إلى "مفاوضات حقيقية وتقديم تنازلات جوهرية لإنجاح المفاوضات وبناء دارفور جديد خال من التهميش".

وقال شريف للجزيرة نت إن حركته ستشارك في أية عملية سياسية "دون إقصاء" وسوف تلتزم بما يقرره الملتقى الجامع الذي سيعقد في دارفور برعاية أميركية لتوحيد مواقف الحركات المسلحة.

وفي السياق ذاته قال المسؤول في الحركة أمين إبراهيم إن حركته ليست جزءا من اتفاق أديس أبابا، لكنها تدعمها دعما غير محدود، واتهم جناح خليل إبراهيم بـ"الإقصاء" وارتكاب "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان".

واعتبر أمين أن لهذا الجناح "نظرة ضيقة" لمعالجة الأزمة في دارفور، داعيا في الوقت نفسه النظام السوداني إلى "العودة إلى رشده ووقف اعتداءاته على أبناء دارفور"، محذرا من "تشتت الجهود الدولية وتعدد المنابر التي ساهمت في إطالة أمد الأزمة بالإقليم".

جانب من المشاورات التي سبقت التوقيع (الجزيرة نت)
وفد مشترك
أما أمين المكاتب الخارجية بالجبهة المتحدة للمقاومة الصادق علي شيخون فقد نفى أن يكون هذا الاتفاق نتيجة لشعور هذه الحركات بالخطر بعد أن لاح في الأفق تقارب سوداني تشادي قد يؤدي إلى تقليص الدعم التشادي لها.

وأكد شيخون أن هذه الحركات رفعت السلاح بدارفور في الوقت الذي كانت فيه علاقات الخرطوم مع إنجمينا في أحسن أحوالها، ومن ثم فلن تتأثر لأي فتور يطرأ على علاقات البلدين أو أي تقارب بينهما، داعيا الحكومة السودانية إلى "الكف عن المراوغات وإضاعة الوقت".

وبدوره أكد المسؤول السياسي لجبهة القوى الثورية إبراهيم يوسف أن الحركات الثلاث اتفقت على تشكيل وفد مشترك وآلية مشتركة للتنسيق مع المبعوث الأميركي للسودان سكوت غريشن من أجل الإعداد للملتقى الجامع في دارفور في الـ20 من هذا الشهر برعاية ودعم أميركيين.

وشدد يوسف على أن الحل العسكري ما زال خيارا مطروحا أمام الحركات المسلحة وأن اللجوء إلى التفاوض "خيار فرضته ظروف الواقع وضروراته"، مؤكدا أنه لا يوجد حتى الآن وقف لإطلاق النار في دارفور وأن نظرة حركته للنظام السوداني لا تزال كما هي.

المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا