728

الخميس، 8 أكتوبر 2009

لقاحات الإنفلونزا: مواجهة بين الحكومة الأميركية والمواطنين


يواجه المواطنون الاميركيون مخاوف عدة تجاه لقاحات الانفلونزا الجديدة، ومن بين هذه المخاوف امكانية تسبب العلاج في ظهور سلالة جديدة أكثر خبثُا من الانفلونزا المكسيكية، وتكمن المشكلة الحقيقية التي تواجه البلاد في التأكد من أن هناك قدرًا كافيًا من اللقاحات أمام كل من يرغب في الحصول عليها، ويرى بعض المنتقدين أن الحقن الخاصة بمعالجة الإنفلونزا تفتقر إلى الفاعلية لدى الأطفال على وجه الخصوص


القاهرة: وسط أجواء من الجدل حول قدر الأمان الذي يحظى به العقار الجديد المعالج لمرض AH1N1 المعروف بإنفلونزا المكسيكيّة، تشهد الآن أوساط عدة في الولايات المتحدة الأميركية حالة من الخلاف المحتدم بين المسؤولين الحكوميين وعدد من المنتقدين الذين تراودهم شكوك حول فاعلية العقار ومدى تأثيره على الأطفال. وتقول تقارير صحافية أميركية إنه وفي الوقت الذي بدأ يصل فيه العقار العلاجي الجديد إلى العيادات الطبية في جميع أنحاء البلاد خلال هذا الأسبوع، يواجه الأميركيون سؤالاً مُلِحًا؛ هو: هل تفوق مخاطر الإصابة بإنفلونزا المكسيك مخاطر المضاعفات المحتملة للتلقيح؟
وفي هذا الإطار، تشير صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأميركية إلى ما قاله معظم الأطباء الأميركيين بأن العقار الجديد، وعلى الرغم من اختباره بصورة سريعة، هو عقار آمن وفاعل. لكنهم لفتوا في الوقت ذاته إلى أن المشكلة الحقيقية التي تواجه البلاد الآن هي التأكد من أن هناك قدرًا كافيًا من اللقاحات أمام كل من يرغب في الحصول على جرعة ( حُقنة ). وفي الوقت الذي ترتكز فيه الحكومة الأميركية على أضخم حملة لإنتاج لقاح علاجي في التاريخ، ظهرت أخيرًا مجموعة من المخاوف على الساحة، والتي كان من بينها ما قيل عن الفاعلية الحقيقية للقاح، وتأثيره على الأطفال المصابين بالربو، واستخدام كميات ضئيلة من الزئبق كمادة حافظة في الجرعات المخصصة للكبار، وهي المخاوف ذاتها التي غذت مشاعر الرفض والاعتراض لدى ثلثي الآباء والأمهات الأميركيين على حقن أطفالهم، وفقًا لما ورد بمسح تقارير المستهلك.

ويشعر خبراء القطاع الصحي بالقلق من أن تتسبب الانتكاسات في تعريض الهدف الرئيس للمسؤولين الحكوميين للخطر: من خلال احتواء انتشار الإنفلونزا المكسيكيّة في مراكز الرعاية والمدارس وكل من تتراوح أعمارهم ما بين السادسة والرابعة والعشرين قد لا يحصلوا على اللقاح. من جانبها، قالت الباحثة سونغا غيرارد، اختصاصية علم الأوبئة في جامعة ميشيغن في آن آربر :" تُظهر استطلاعات الرأي أن أعدادًا متزايدة من الآباء يشعرون بقلق متزايد إزاء إعطاء أطفالهم لقاح آخر أكثر من قلقهم إزاء تدهور حال أطفالهم الصحية بصورة كبيرة، وأعتقد أن ذلك سيقلل من فاعلية الجهود التي تبذلها الحكومة للحيلولة دون تفشي المرض بشكل كبير".

وفي المقابل، تأمل الحكومة أن يحصل نصف المواطنين الأميركيين تقريبًا على الحُقن العلاجية. فيما تقول الصحيفة إنه قد تم تسجيل حالات وفاة نتيجة الإصابة بالمرض تتراوح أعدادها ما بين 500 إلى 600 حال في الولايات المتحدة حتى الآن، مقارنةً بالوفيات السنوية التي تنجم عن الإنفلونزا الموسمية وتسجلها مراكز مكافحة الأمراض والسيطرة عليها، والبالغ عددها 36 ألف حالة وفاة، خاصة ً بين كبار السن. ومع هذا، يرى بعض المنتقدين أن الحقن الخاصة بمعالجة الإنفلونزا تفتقر إلى الفاعلية لدى الأطفال على وجه الخصوص، والأسوأ من ذلك، أنها تتسبب في إحداث مضاعفات لدى الأطفال المصابين بالربو.

يقول بيل ساردي، صحافي متخصص في القطاع الصحي، إنه يشعر بالقلق من إمكانية أن يؤدي اللقاح إلى ظهور سلاسة مرضية أكثر خبثًا، حيث يُرغَم الفيروس على التمحور من خلال ما أسماه بـ "الضغط الجيني". أما مراكز السيطرة على الأمراض فتشير إلى إن الحقن العلاجية التي تستخدم في معالجة الإنفلونزا من الممكن أن تُخفض من خطر الإصابة بنسبة تتراوح ما بين 70 إلى 90 % بين البالغين الأصحاء في المقام الأول. وقد سبق لويليام سكافنر، اختصاصي علم الأوبئة في جامعة فاندربيلت، أن صرح في وقت سابق من هذا العام بقوله :" ليس هناك من شك في وجود بعض الفوائد".

وللتخفيف جزئيًا من حدة المخاوف المثارة بشأن المخاطر المحتملة للتطعيم ضد فيروس AH1N1، تجري مراكز مكافحة الأمراض والسيطرة عليها - وللمرة الأولى - دراسة مسحية مطولة لتتبع الآثار الجانبية للقاحات H1N1 الجديدة، بما في ذلك آثارها المحتملة على أولئك المصابين بداء الربو. هذا ويأمل المسؤولون في أن تساعد مثل هذه الدراسة على فضح باقي التحذيرات الشعبية، مثل التأكيد على أن اللقاحات ترتبط بداء التوحد – وهو الأمر الذي لم تثبت صحته مطلقًا من الناحية العملية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا