| ||||||||
كانت عملية إخلاء المستوطنات اليهودية من قطاع غزة نقطة تحول في تعامل المؤسسة الإسرائيلية مع فلسطينيي 48، باعتبارهم خطرا ديمغرافيا يهدد طبيعية الدولة اليهودية. ومن أجل ذلك باشرت مؤسسات التخطيط بإيعاز من الحكومة الإسرائيلية تنفيذ مخططات قديمة جديدة، تندرج في إطار مخطط "النجوم السبع"، بتكثيف الاستيطان اليهودي في محيط التجمعات السكنية العربية. ويحمل المشروع في طياته تغييرات جوهرية، من خلال الإعلان عن إقامة أربع مستوطنات لليهود الحريديم "المتزمتين" في النقب ومنطقة المثلث ومنطقة الناصرة والجليل، وذلك في إطار مخطط تهويد الجليل والنقب. وسيتم توطين قرابة 450 ألف يهودي، أغلبهم من الحريديم والمستوطنين، تعتبرهم إسرائيل السلاح الفتاك والسري للتصدي للتكاثر الطبيعي لعرب الداخل، ولمنع التوسع العربي داخل إسرائيل. وتستهدف المخططات وجود الفلسطينيين في إسرائيل، بتضييق الخناق عليهم ومصادرة أراضيهم، إلى جانب هدم منازلهم بحجة عدم ترخيصها، لخدمة المصالح الإستراتيجية الأمنية والعسكرية لإسرائيل. ولعل العمود الفقري لهذه المخططات، هو ما يعرف بشارع عابر إسرائيل الذي يربط الجليل بتل أبيب والنقب، وقد أقيم على أراض عربية، وهو أخطبوط استيطاني يخدم المصالح الإستراتيجية الأمنية والعسكرية لإسرائيل. ويضيف عضو الكنيست "تسعى الحكومة إلى تأكيد السيطرة والسيادة الإسرائيلية على المناطق العربية في الداخل، وتغيير التوازن الديمغرافي، باجتذاب أعداد كبيرة من اليهود ممن يسكنون في تل أبيب أو من المهاجرين إلى إسرائيل، لتوطينهم بين العرب". وأشار إلى أن المؤسسة الإسرائيلية وجدت المخزون الديمغرافي، واعتبرت أن اليهود الحريديم "المتزمتين" هم السلاح الفتاك، لكونهم يتمتعون بزيادة طبيعية عالية جدا، تفوق الزيادة الطبيعية عند العرب، معتبرا هذا المخزون الديمغرافي يمثل الوقود لمشاريع التهويد في الداخل. جهود عربية تقول مخططة المدن عناية جلال بنا في حديثها للجزيرة نت إن "المركز كشف النقاب عن وجود تضارب في تقديرات احتياجات اليهود من الوحدات السكنية، إذ قال مراقب الدولة عام 1997 إنه لا يوجد نقص في وحدات السكن للمواطنين اليهود خلال 17 سنة القادمة". وتؤكد عناية أن المخطط يأتي ضمن برنامج متكامل تتضح معالمه أكثر فأكثر بشأن استغلال "اليهود المتزمتين" والزج بهم في مشاريع تهويد مناطق الجليل والمثلث والنقب، واستغلاهم كمورد بشري لتغذية مشاريع الاستيطان والتهويد".
وكذلك تقام بلدة جديدة للحريديم قرب مدينة الناصرة، على مساحة ستة آلاف دونم تتسع لعشرة آلاف وحدة سكنية، لإسكان حوالي خمسين ألف نسمة، بالإضافة إلى مدينة كسيف في النقب لتوطين حوالي عشرة آلاف من اليهود، وتهويد مدينة عكا من خلال تفريغها من السكان العرب واستبدال اليهود بهم. ويندرج ضمن هذه السياسة طلب رئيس بلدية عكا، شمعون لانكري الذي ناشد فيه وزير البناء والإسكان بإقامة حي خاص "لليهود المتزمتين" في مدينة عكا واستجلابهم إلى المدينة بهدف الحفاظ على التفوق الديمغرافي اليهودي داخلها. ويقول سويد إنه اقترح، من باب تحدي هذا النهج، مشروع إقامة مدينة عربية، لكن الحكومة الإسرائيلية أهملت الفكرة وتعاملت معها بمراوغة. وأكد أنه لم يقم أي تجمع عربي منذ عام 1948، وأنه في أحسن الأحوال تم الاعتراف ببعض القرى والتجمعات التي كانت قائمة قبل وجود إسرائيل. وختم كلامه قائلا "هذا النهج سيعمق مأساتنا كعرب أصليين في هذه البلاد، وسيخلق التوتر والاحتكاك وربما الصدام". |
المصدر: | الجزيرة |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك على الخبر