728

الثلاثاء، 25 أغسطس 2009

إيناتوس يستقرئ ما بعد مجازر بغداد



ضابط عراقي: أدلة الطب الشرعي تشير إلى دور إيراني محتمل في الهجمات التي طالت مقرات ووزارات حكومية ببغداد قبل أيام وأدت لمقتل وجرح مئات العراقيين (رويترز)

مع تدهور الأوضاع الأمنية ببغداد, وبعد استقالة رئيس جهاز الاستخبارات العراقي الجنرال محمد الشهواني, نقل كاتب أميركي عن ضابط في هذا الجهاز قوله إن إيران هي الفاعل الأساسي في العراق اليوم مؤكدا أن العراق سيكون بعد خمس سنوات من الآن مستعمرة إيرانية.

ويلفت ديفيد إيناتوس في بداية تقريره بواشنطن بوست الانتباه إلى أن استقالة الشهواني حرمت العراق قائدا رئيسيا في الكفاح ضد الإرهاب الطائفي.

ويرجع سبب تلك الاستقالة إلى اشمئزاز هذا الجنرال من محاولات رئيس الوزراء العراقي نورى المالكى تقويض مهمة جهاز الاستخبارات لتمكين الجواسيس الإيرانيين من أن يجولوا ويصولوا في العراق دون رقيب.

"
خرق أمني يشهده العراق اليوم في ظل تراجع الدعم الأميركي يعني مزيدا من هشاشة السلطات العراقية أمام الضغوط وخاصة تلك التي تمارسها الجارة إيران
"
إيناتوس
ويبدو –حسب إيناتوس- أن جهاز الاستخبارات الأميركي (سي آي أي) نفسه فاجأته هذه الاستقالة, التي جاءت في وقت تنخر فيه الفوضى جسم العراق.

ويضيف إيناتوس أن كل خرق أمني يشهده العراق اليوم في ظل تراجع الدعم الأميركي يعني مزيدا من هشاشة السلطات العراقية أمام الضغوط وخاصة تلك التي تمارسها الجارة إيران.

وفي هذا الإطار, يبرز الكاتب في تقريره الذي اختار له عنوان "ما وراء المجازر ببغداد" حادثة السطو التي تعرض لها بنك الرافدين ببغداد في الثامن والعشرين من يوليو/ تموز الماضي, مستطردا بعض ملابسات تلك القضية, مشيرا إلى احتمال وجود دور إيراني في تلك العملية خصوصا أن بعض المال الذي سرق وبعض أعضاء العصابة التي استولت عليه انتهى بهم الأمر في إيران.

ويقول إن مثار قلق الشهواني ينبع كذلك من التهديدات التي تلقاها أعضاء جهازه المكون من ستة آلاف عنصر.

وينقل عن مسؤولين موالين للشهواني قولهم إن حكومة المالكي أصدرت مذكرات توقيف بحق 180 ضابط مخابرات عراقيا بتهمة ارتكاب جرائم, بينما يرى الضباط أن دافع إصدار تلك المذكرات هو الانتقام السياسي المحض.

وقد لقي 290 عنصرا من جهاز الاستخبارات العراقي حتفهم منذ العام 2004, ويتهم العملاء الإيرانيون بالوقوف وراء العديد من العمليات التي استهدفت هذا الجهاز.

وينقل إيناتوس عن مصدر مخابراتي مقرب من الشهواني قوله إن أدلة الطب الشرعي تشير إلى دور إيراني محتمل في الهجمات التي طالت مقرات ووزارات حكومية ببغداد قبل أيام، وأودت بمقتل وجرح مئات العراقيين.

"
بعد خمس سنوات من الآن سيكون العراق مستعمرة إيرانية
"
ضابط مخابرات عراقي
ويقول المصدر إن بقايا المواد المنفجرة في المواقع المذكورة تشبه متفجرات إيرانية الصنع عثر عليها في الكوت والناصرية والبصرة ومدن عراقية أخرى منذ العام 2006.

بل إن علاقة المالكي بإيران وصلت –حسب ذلك المصدر- حد استخدام رئيس الوزراء العراقي طائرة إيرانية بطاقم إيراني خلال أسفاره الرسمية, كما عرض الإيرانيون على المالكي مساعدته في الحصول على 49 مقعدا على الأقل في الانتخابات البرلمانية العراقية القادمة شريطة إجرائه تعديلات على حكومته تتماشى مع رغبة طهران, على حد قوله.

وعند سؤاله عن رؤيته لمستقبل العراق بعد خمس سنوات من الآن، قال مصدر المخابرات المذكور آنفا بالحرف "العراق سيكون مستعمرة إيرانية".

المصدر: واشنطن بوست

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا