728

الثلاثاء، 25 أغسطس 2009

المستوطنات تخلق واقعا جديدا



العمل متواصل على قدم وساق بمعالي أدوميم (الفرنسية)

قالت صحيفة ذي غارديان البريطانية في تحقيق أعدته بالضفة الغربية وإسرائيل إن المتأمل في التوسع الهائل لمستوطنة معالي أدوميم الإسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية، يدرك مدى التحدي الكبير الذي يمثله الاستيطان الإسرائيلي وما يصاحبه من بنى تحتية للاحتلال على إمكانية قيام دولة فلسطينية في المستقبل.

فمستوطنة معالي أدوميم هي اليوم مدينة يقطنها أكثر من 30 ألف نسمة وتنتشر بها مجمعات الشقق السكنية ومراكز التسوق والبرك العامة, وتضفي أشجار الزيتون القديمة مزيدا من الجمال لدواراتها الأنيقة ويربطها طريق سريع بالقدس وما بعدها بحيث ترتبط بشكل مريح بتل أبيب وساحل البحر الأبيض المتوسط.

والمدهش أن المساحة البلدية لهذه المستوطنة التي لم يكن لها وجود حتى العام 1975 تضاهي اليوم حجم تل أبيب نفسها وتتفرع منها طرق تربطها بمستوطنات أخرى أقل شأنا, وطريق سريع يمر قريبا من جنين ويشق الضفة الغربية ليصل معالي أدوميم بالحدود الأردنية.

وتواصل إسرائيل بناء جدارها حول هذه المستوطنة والمستوطنات الصغيرة الأخرى، مما يعني عمليا وضع تلك المناطق في الجانب "الإسرائيلي" من الحدود والاستيلاء على 24 ميلا آخر من مساحة الضفة الغربية.

وتمتد شمال وجنوب هذه المستوطنة رقعة من الأرض صنفتها إسرائيل على أنها منطقة عسكرية مغلقة يحظر على الفلسطينيين دخولها, فهناك منطقة "إي1" حيث سوت إسرائيل مع الأرض سفوح التلال وبنت مركزا للشرطة وطرقا تمهيدا لبناء 3500 وحدة سكنية جديدة للمستوطنين، فضلا عن مكاتب ومراكز رياضية وعشرة فنادق ومقبرة.

"
المساحة البلدية لمستوطنة معالي أدوميم تضاهي اليوم حجم تل أبيب نفسها
"
ولئن كان تأثير معالي أدوميم محدودا رغم أهميتها الإستراتيجية فإن سيطرة الاحتلال على الضفة الغربية أعمق من ذلك بكثير، فهذه المستوطنة ليست إلا نمطا يكرر نفسه هنا وهناك في أنحاء متعددة من الأراضي الفلسطينية بالضفة، فقد وصل عدد المستوطنات الإسرائيلية الرسمية إلى 149 بينما يقدر عدد المستوطنات العشوائية بمائة.

وبدعوى السهر على سلامة المواطنين وفرض القانون والنظام, أقدمت إسرائيل على فرض ما أطلقت عليه الأمم المتحدة "القيود متعددة الطبقات"، وهو ما شمل إقامة المتاريس ونقاط التفتيش وحفر الخنادق وإقامة السواتر الترابية وحواجز الطرق, فضلا عن شبكة طرق واسعة يحظر على الفلسطينيين استخدامها, مما يعرض حياة الملايين منهم للخطر.

يضاف إلى ذلك الجدار العازل والمحميات الطبيعية والمناطق العسكرية الموجودة أساسا بوادي الأردن وقرب البحر الميت, حيث تنتشر 48 قاعدة عسكرية إسرائيلية.

أما الفلسطينيون فيعيشون في مناطق مقطعة الأوصال غدا معها الأمل في تسوية قائمة على حل الدولتين يبتعد أكثر فأكثر مع كل لبنة جديدة يضعها الإسرائيليون في مشروعهم الاستيطاني الضخم.

المصدر: غارديان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا