728

الاثنين، 12 أكتوبر 2009

محكمة هزلية في غزة تحكم على عباس بالسجن

غزة: أخذ الجدل الفلسطيني المحتدم منذ تأجيل مناقشة "تقرير غولدستون" في مجلس حقوق الإنسان الأممي مطلع الشهر الجاري، شكلاً جديداً اليوم الإثنين بعقد محاكمة شعبية أبطالها من الأطفال في رفح جنوب قطاع غزة، انتهت بإدانة الرئيس الفلسطيني محمود عباس والحكم عليه بالسجن المؤبد وتجريده من أهليته للحكم.

وبدأت المحكمة التمثيلية في قاعة بلدية رفح جنوب قطاع غزة، التي يرأسها عيسى النشار أحد مؤسسي حركة "حماس"، بمرافعة لطفل مثّل دور "وكيل نيابة" سرد خلالها لائحة اتهام ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ضمنها "ارتكاب خيانة عظمى بعد ثبوت تقدمه بطلب سحب قرار غولدستون".

وقال "وكيل النيابة" المفترض "عباس أصر على سحب القرار رغم تأييد 33 دولة للتقرير وهذا من شأنه أن يدين 'إسرائيل' بشكل جلي"، معتبراً أن ذلك يعد في القانون الأساسي الفلسطيني وقانون العقوبات "خيانة للأمانة وعملاً ضد مصلحة الشعب الفلسطيني العليا". ودفع طفل ثانٍ مثّل دور الرئيس الفلسطيني، الذي وضعت الأصفاد في قيوده فيما ألصق صورة عباس على وجهه، وكان محاطاً بشخصين يرتديان ملابس الشرطة، دفوعه أمام الاتهامات، قائلاً "إن حاجتنا لترددات (للاتصالات) جديدة وضغوط اسرائيلة وأميركية كان كفيلة بأن يكون القرار الفلسطيني باتجاه سحب التقرير".

وأضاف أن "قرار السحب لم يكون فلسطينياً كون فلسطين ليست عضواً في المجلس إنما الدول العربية وباكستان هما من طلب التأجيل". وعلى الفور طلب القاضي المفترض، استدعاء المندوب الباكستاني، والذي مثل دوره طفل آخر، ولخص شهادته برفع "كتاب خطي" قال إنه الكتاب الذي استلمه من المندوب الفلسطين في المجلس إبراهيم خريشة ويطلب فيه رسمياً تأجيل الجلسة، في محاكاة لرواية حركة "حماس" وعدد من ممثلي منظمات حقوق الإنسان لملابسات ما جرى في جنيف في الثاني من الشهر الجاري.

وحينها علا صوت طفل مّثل دور المندوب الفلسطيني إبراهيم خريشة ليطلب من القاضي مرافعة وبعد السماح له قال: "مارست سلسلة من المداولات والمفاوضات من أجل تعزيز التأييد للتقرير وحتى اللحظات التي سبقت التصويت هاتفني (رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية) صائب عريقات طالباً مني الطلب رسمياً بتأجيل النظر في التقرير بناء على قرار من الرئيس عباس وحينها صدمت وطلبت منه كتاب خطي من الرئيس واليكم صورة عن الفاكس الذي وصلني من مكتب المقاطعة في رام الله ولن أكون كبش فداء".

واستمع القضاة في المحكمة الهزلية إلى شهادات من ممثل "لمؤسسات حقوق الإنسان" سرد خلالها جهود المنظمات في إصدار القرار وإيصاله لمجلس حقوق الإنسان وحالة الصدمة التي تحياها المؤسسات بعد قرار السحب الفلسطيني، كما استمع القضاة في ختام المرافعات لمداخلة مؤثرة ألقتها طفلة وسط عدد من جرحى الحرب الإسرائيلية الأخيرة. واعتبرت خلالها ما جرى في "تقرير غولدستون" يعتبر "طعنة في ظهر الجرحى والشهداء لا يجب أن تمر بسلام".

وبعد أجواء تمثيلية لأجواء مداولات بين القضاة (الأطفال) نطق القضاة بالحكم قائلاً "عملاً بالقانون الأساس وقانون العقوبات يحكم على عباس بحبسه مدى الحياة وتجريده من الأهلية للحكم وتحويل كافة صلاحياته لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني لمدة ستين يوماً تجرى بعدها انتخابات رئاسية جديدة". وكانت حركة "حماس" وقوى أخرى نظمت تظاهرات ومسيرات عدة في قطاع غزة تنديداً بقرار تأجيل التقرير الذي يدين كل من إسرائيل وحركة "حماس" باقتراف جرائم قد ترقى لجرائم الحرب خلال الهجوم على غزة أواخر العام الماضي.

واعتبرت حركة "فتح" أن موقف حماس وهجومها على الرئيس الفلسطيني الذي انتهى إلى طلب تأجيل موعد المصالحة "هو استغلال سياسي رخيص لتأجيل التقرير". ووصف قيادي في "فتح" من غزة فضل عدم ذكر اسمه في اتصال مع يونايتد برس انترناشونال ما جرى بأنه "سلوك وقح وتعدٍ سافر على شخص الرئيس الفلسطيني"، مشدداً على أنه من "المؤسف استغلال الأطفال لمثل هذا التهريج الذي يزيد الضغائن والأحقاد".

وقال "بعد أن طبعت حماس مئات الصور المسيئة لعباس ورشقها أنصارها بالأحذية تكون تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وعليها أن تتحمل ردود الأفعال الشعبية وغير الشعبية"، معتبراً أن ما جرى ويجري من استغلال رخيص لتداعيات تقرير غولدستون يعني أن حماس وأدت المصالحة لصالح أجندات خارجية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا