728

الاثنين، 12 أكتوبر 2009

نريد تقاسم الأمن ونسيان آلام الماضي

تسعى تركيا من خلال توقيعها على اتفاق سلام مع ارمينيا إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات الودية مع جارتها، حيث دامت القطيعة الديبلوماسية بين البلدين عقودًا على اثر مذبحة الأرمن الشهيرة. وقال المستشار السياسي للرئيس التركي ارشاد هورموزلو في حديث مع ايلاف إنّ بلاده تسير في خطى حثيثة من اجل الانضمام إلى الاتحاد والمهم عندها هو رفاه الشعب التركي بغض النظر عن هذا الانضمام، معتبرًا أن تركيا محطة سلام في المنطقة خصوصًا بعد عقدها 20 اتفاقية مع روسيا وتشكيل منتدى القوقاز.

أسامة مهدي من لندن: قال الدكتور ارشاد هورموزلو المستشار السياسي للرئيس التركي عبد الله غول ان بلاده تسعى من خلال توقيعها لاتفاق سلام مع ارمينيا لنسيان الالم الماضي في العلاقات بين الطرفين والبدء بتقاسم الامن والرفاه مشددًا على رغبة تركيا في انهاء مشاكلها مع دول الجوار والمنطقة برمتها. واضاف هورموزلو من أنقرة في اتصال هاتفي اجرته معه "ايلاف" اليوم حول اتفاق السلام الذي وقعته تركيا وارمينيا السبت ان هذا الحدث التاريخي نابع من رغبة تركيا في انهاء المشاكل مع جميع الدول الجارة او البعيدة عن تركيا . واشار الى ان بلاده تسعى للتخلص من العقبات التي تعيق علاقاتها وتعاونها مع الاخرين والتي تذكر بأي آلام حدثت في الماضي، اضافة الى الرغبة الحقيقية في تقاسم الامن والرفاه مع تلك الدول . واشار الى انه من الضروري ان تنفتح دول المنطقة على بعضها وألا تبقى اسيرة الظروف السابقة. وشدد على اهمية العمل للانتقال بالعلاقات التركية الارمينية الى مجالات ارحب تتجاوز ارث واقاويل الماضي والتحريضات الصادرة من الاطراف المتطرفة.

وحول ما اذا كان الاتفاق يهدف الى كسب ورقة رابحة تقرب تركيا من الانضمام الى الاتحاد الاوروبي اشار المستشار السياسي للرئيس التركي الى انه ليس بالضرورة ان يكون الامر كذلك لأن تركيا تسير في خطى حثيثة من اجل الانضمام الى الاتحاد والمهم عندها هو رفاه الشعب التركي بغض النظر عن هذا الانضمام. واكد ان خطوات الالتحاق التركي بالاتحاد الاوروبي ماضية قدمًا من اجل تحقيق الاهداف والغايات المرجوة من ذلك.

ووقعت تركيا وأرمينيا اتفاق سلام تاريخيًا السبت الماضي، لإقامة علاقات بينهما وفتح حدودهما المشتركة بعد قرن من العداء الناجم عن أعمال قتل جماعي في الحرب العالمية الاولى تعرض لها أرمن تقول ارمينيا ان القوات العثمانية (التركية) مسؤولة عنها. ووقع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ونظيره الأرمني ادوارد نالبانديان الاتفاق الذي تم التوصل اليه بوساطة سويسرية في زوريخ بمراسم حضرتها وزيرة الخارجية التركية هيلاري كلينتون ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ووزيرا الخارجية الروسي سيرجي لافروف والفرنسي برنار كوشنر. ويتعين الآن أن يقر برلمانا تركيا وأرمينيا الاتفاق في مواجهة معارضة من القوميين من الجانبين وأرمن الشتات.

وفي تعليق على الاتفاق قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن تطبيع العلاقات التركية الأرمينية يدل على أن تركيا محطة سلام في المنطقة خصوصًا بعد عقدها 20 اتفاقية مع روسيا وتشكيل منتدى القوقاز. واضاف أردوغان ان انسحاب أرمينيا من اقليم ناجورنو قرة باغ بأذربيجان سيساعد على دفع البرلمان التركي للمصادقة على اتفاق السلام . واوضح في مؤتمر صحافي "اذا لم تنسحب أرمينيا من أراضي أذربيجان المحتلة لن تتخذ تركيا موقفًا ايجابيًا تجاه هذه القضية". وشدد بالقول "نريد لمشكلة ناجورنو قرة باغ والاراضي المحتلة أن تحل بالطريقة نفسها. اذا حلت المشاكل بين أذربيجان وأرمينيا فعندئذ سيكون من الأسهل على المجتمع التركي دعم تطبيع العلاقات بين تركيا وأرمينيا كما سيجعل هذا أيضًا من الأسهل على البرلمان التركي تبني الاتفاقات (الخاصة بتطبيع العلاقات مع أرمينيا)."

وقطعت تركيا العلاقات مع أرمينيا وأغلقت حدودها معها عام 1993 في دعم لاذربيجان التي كانت تخوض آنذاك معركة خاسرة مع انفصاليين من الأرمن في ناجورنو قرة باغ . وقالت أذربيجان امس ان اتفاق السلام الذي وقعته أرمينيا وتركيا قد يهدد الأمن في المنطقة و"يلقي بظلاله" على علاقاتها مع أنقرة. وقالت وزارة الخارجية في أذربيجان انه كان يجب الا يجري التوقيع على مثل هذا الاتفاق في الوقت الذي تبقى فيه قوات أرمنية في اقليم ناجورنو قرة باغ الذي يشهد نزاعًا مستمرًا منذ عشرات السنين بين أرمينيا وأذربيجان الحليف التقليدي لتركيا. وينهي هذه الاتفاق قرناً كاملاً من العداء كما سيعزز قوة تركيا حليفة الولايات المتحدة الدبلوماسية في منطقة جنوب القوقاز المضطربة وهي ممر رئيس لنقل إمدادات النفط والغاز الى الغرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا