728

الخميس، 15 أكتوبر 2009

إردوغان في بغداد: تفعيل المجلس الأعلى الإستراتيجي وتوقيع إتفاقيات تعاون

وصل إلى بغداد اليوم في زيارة هي الثانية من نوعها خلال 14 شهرًا رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان لاجراء مباحثات مع نظيره العراقي نوري المالكي تستهدف تفعيل عمل المجلس الأعلى الاستراتيجي بين البلدين وتوقيع إتفاقيات لتطوير التعاون السياسي والأمني والاقتصادي.

أسامة مهدي من لندن: تأتي زيارة رئيس الوزراء التركي بعد يوم واحد من ختام اجتماعات لخبراء ومختصين يمثلون 9 وزارات عراقية ومثيلاتها التركية في بغداد، حيث قاموا بإعداد اكثر من 40 اتفاقية ومذكرة تفاهم تتعلق بتطوير التعاون الثنائي في المجالات السياسية والامنية والاقتصادية والثقافية سيوقعها رئيسا وزراء البلدين. ويرافق اردوغان في زيارته وزراء الخارجية والداخلية والتجارة والموارد المائية والطاقة.

وقال مستشار الرئاسة التركية أرشاد هورموزلو ان زيارة اردوغان تهدف الى تحقيق تكامل سياسي واقتصادي مع العراق وتوقيع اتفاقات جديدة لتفعيل التعاون المشترك في جميع المجالات والبدء بتنفيذ الاتفاق الاستراتيجي الموقع بين البلدين اضافة الى بحث مشكلة توزيع مياه نهر الفرات على البلدان الثلاثة المتشاطئة عليه وتفعيل التعاون الثنائي لمواجهة ارهاب حزب العمال التركي الكردستاني.

واضاف هورموزلو مستشار الرئيس التركي عبد الله غول لشؤون الشرق الاوسط في حديث مع "ايلاف" الاثنين الماضي ان اردوغان سيجري مباحثات شاملة مع المالكي لتفعيل اليات الاتفاقات التي وقعها البلدان في اسطنبول في الثامن عشر من الشهر الماضي وتناولت المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

وحول ارتفاع شكاوى عراقية من عدم اطلاق تركيا لحصة كافية من مياه نهر الفرات الذي ينبع من تركيا اكد المسؤول التركي ان هذه المسألة فنية ولا تستخدمها تركيا لاهداف سياسية وهي تأمل من دول الجوار عدم اعتبارها وسيلة تجنٍّ من ورائها بلاده مكاسب سياسية. واوضح ان مشكلة المياه هذه قد ظهرت اثر قلة الامطار التي شهدتها تركيا والعراق وعدم ترشيد استخدام المياه في الدول الثلاث المستفيدة من الفرات وهي تركيا والعراق وسوريا. ودعا الى عمل ثلاثي مشترك بين هذه الدول يتم من خلاله استغلال متكامل للمياه لمافية مصلحة شعوبها.. وشدد هورمزلو على ضرورة وضع خطط مستقبلية تتم من خلالها الاستفادة المتكاملة من مياه النهر.

وقبيل وصول اردوغان لبغداد في زيارته الثانية لها بعد تلك التي قام بها في تموز (يوليو) الماضي نفت وزارة الموارد المائية العراقية ان تكون الاجتماعات بين بغداد وانقرة حول المياه قد تناولت موضوع مقايضة النفط العراقي بالمياه مع تركيا. وقال مدير عام ادارة الموارد المائية عون ذياب ان هذا الموضوع لم يطرح ابدا وان الحكومة العراقية لن تقبل بمثل هذه المعادلة. واضاف ان النفط ثروة ناضبة ويكلف الدولة اموالا طائلة لاستخراجه بينما المياه هبة من عند الله كما ان هناك حقوقا ثابتة لمستخدمي المياه على طول مجرى الانهر الدولية سواء كانت دولة المنبع او المجرى او المصب.

وفيما اذا ستتناول محادثات اردوغان في بغداد مشكلة حزب العمال التركي الكردستاني المتواجدة قواعده المسلحة فوق الاراضي العراقية الشمالية اشار هورموزلو، إلا ان بلاده تشعر بالارتياح من التعاون العراقي في مواجهة الاعمال العسكرية التي يقوم بها مسلحو الحزب ضد اهداف داخل تركيا. وقال ان بلاده تشعر بوجود ارادة سياسية عراقية لمواجهة ارهاب حزب العمال لكنه اكد على ضرورة تطوير التعاون العراقي التركي للوقوف بوجه "هذا الحزب الارهابي". واضاف ان الية التعاون الثلاثي المشترك التركي العراقي الاميركي الحالي في مواجهة ارهاب الحزب تعتبر فاعلة وصحيحة، منوِّهًا الى ان مكافحة الارهاب مسؤولية جماعية، مشيرًا بهذا الصدد الى ان العراق يعاني بدوره من ويلات الارهاب.

وكانت قوى برلمانية وسياسية وشعبية عديدة دعت للضغط على تركيا وتضمين الاتفاقية الإستراتيجية معها بندا يتعلق بالمياه وضرورة توقيع اتفاقية منصفة وملزمة معها على وفق القوانين الدولية التي تحدد تقاسم المياه بين الدول المتشاطئة ضمانًا لإطلاقها الكميات التي يحتاج إليها العراق لمواجهة الشحة الكبيرة التي يعاني منها بعد أن عمدت إلى تقليل حصة العراق المائية في حين قامت إيران بتحوير مسار الأنهار التي تنبع من أراضيها تجاه العراق ما تسبب بموجة جفاف غير مسبوقة ولا سيما في مناطق وسط العراق وجنوبه.

ورجحت عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان تانيا طلعت أن يستأنف إردوغان توسطه لحل الازمة بين بغداد ودمشق. وقالت أن تركيا تبذل جهوداً كبيرة لتطويق الخلاف بين الجانبين لما له من تأثير في العلاقة المتقاطعة بين البلدين على مصالحها الاقتصادية والتجارية والسياسية. وامس اعرب وزير الخارجية التركي داود أوغلو عن أمله في حل المشكلات بين دمشق وبغداد بالوسائل السلمية وبالحوار بين الدولتين، لافتًا إلى أن إردوغان "سيتبادل الاراء مع العراقيين خلال زيارته لحل المشاكل مع سوريا وعدم حصول أي توتر".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا