728

الخميس، 15 أكتوبر 2009

مصطفى هاشم: الحريري وعون حسما الأسماء

على الرغم من تقلص التفاؤل الذي جعل من الأسبوع الحالي أسبوع الحسم في تشكيل الحكومة اللبنانية إلا أنّ بريقًا من هذا التفاؤل يسود في الأفق، حيث أنّ هناك حديثًا عن اجتماعات متتالية قد يعقدها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مع النائب الجنرال ميشال عون، كما أنّ اجتماعاتهما أفضت الى الاتفاق على معظم القضايا العالقة والمعقدة ومنها موافقة الحريري على توزير الوزير جبران باسيل ولكن في غير وزارة الاتصالات.

بيروت: يؤكد نواب وقادة في تياري "المستقبل" و"الوطني الحر" في لبنان، على الرغم من تراجع التفاؤل الذي طبع الساعات الأخيرة، ان الإجتماع الأخير في الرابية بين الرئيس المكلّف سعد الحريري والنائب الجنرال ميشال عون قد تليه إجتماعات أخرى، وإن الرجلين توصلا الى حل اكثر من 90% من النقاط الخلافية بينهما واتفقا أقله على الأسماء. وذكر مصدر مطّلع في "التيار الوطني الحر" لـ "إيلاف" أن الاجتماع حسم الصيغة التوافقية 15-10-5، ووافق الحريري على اعادة توزير جبران باسيل ولكن في غير وزارة الاتصالات، ويتوقع ان يتولى احدى وزارتين، التربية او الاشغال". وركز على ان "مسألة الاسماء حسمت تمامًا وتبقى مسألة الحقائب التي قال الحريري للجنرال عون إنه سيتشاور مع حلفائه. وعرض الرئيس المكلف على عون رزمتي وزارات تضم أولاها الطاقة، والتربية، والأشغال، قائلاً إنه يستطيع السير بهذه التشكيلة فورًا لموافقة حلفائه عليها ، أما الرزمة الثانية فتضم وزارات التربية، الطاقة، العمل والعدل، لكنه يحتاج للسير بها إلى موافقة حزب "القوات اللبنانية" الذي يصر على أن تبقى وزارة العدل له ، مما يفرض مزيدًا من التشاور.

وبدا من اللقاء الاول بعد التكلف الثاني بين الحريري وعون، ان مسألة وزارة الاتصالات باتت شبه محسومة وستكون من حصة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وتحديدًا للوزير التوافقي عدنان السيد حسين، الامر الذي يمكن ان يرضي "حزب الله" ويزيل مخاوفه من اسناد هذه الوزارة الحساسة أمنيًا الى قوى الغالبية ، وكذلك الحال لـ "تيار المستقبل" الذي يرى ان اسناد هذه الوزارة الى طرف حيادي يضمن في المرحلة المقبلة تزويد المحكمة الدولية والأجهزة القضائية والأمنية كل ما تحتاج إليه من بيانات ومعلومات مهمة .
إلا أن الموقف الذي أطلقه الجنرال عون مساء الأربعاء بدا أنه أعاد التفاهم الضمني على وزارة الإتصالات إلى نقطة الصفر، إذ أصر ومعه صهره الوزير جبران باسيل الذي يتولى"الإتصالات" حاليًا، على بقائها من حصة "التيار العوني". وليعرف ما إذا موقفه هذا لتحسين الشروط في عملية تأليف الحكومة ليحصل على الحد الأقصى ممكن، أم إنه موقف نهائي.

ولكن على الرغم من كل العراقيل الظاهرة والمطبات والتعقيدات، توقع النائب السابق والقيادي في "تيار المستقبل" مصطفى هاشم في حديث لـ " إيلاف" الاعلان عن تأليف الحكومة نهاية الاسبوع الجاري ( السبت أو الأحد) او الاسبوع المقبل على ابعد تقدير "إذا ما سارت الامور على ما يرام واستمرت المناخات الايجابية التي سادت اللقاءات بين الحريري وعون "، آملاً ان " يصل التفاهم بينهما الى خاتمة سعيدة قريبًا". واشار " الى ان موضوع الاسماء والحقائب ترك بالاساس الى كل من الرئيس المكلف والعماد عون، فهما دخلا في هذه المرحلة فعلاً، واكثر من ذلك يناقشان ويبحثان في مواضيع وملفات اعمق بكثير من اسماء وحقائب، فهناك اتفاق على قضايا اساسية لمصلحة الوطن". واوضح " ان الطرفين يناقشان ايضًا البيان الوزاري للحكومة مما يسمح لها بالإنطلاق والعمل في سرعة، واتوقع الا يكون البيان الوزاري موضع خلاف بعد الاعلان عن التشكيلة".

أما عن المخاوف التي قيل إنها تساور بعض مسيحيي قوى 14 آذار/ مارس من التقارب بين "التيار العوني" و"تيار المستقبل"، فأكد القيادي المستقبلي الامر " ان اي تفاهم مع الجنرال عون لن يكون على حساب احد، وكيف اذا كان هذا الاحد حليفنا في ثورة الارز ورفاقنا في النضال ضد الوصاية ومناصرينا في معرفة الحقيقة؟".

وماذا عن تحذير رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنلاط خلال لقائه الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله من لجوء الحريري الى الاعتذار مجددًا اذا تعذر تأليف الحكومة ؟ أجاب : " لا اعتقد ان اعتذار الرئيس المكلّف وارد حاليًا ، خصوصًا ان الجو العام المحيط به ايجابي ومنفتح على حلول لتأليف الحكومة في اقرب وقت".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا