728

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2009

وفد إيراني لباكستان ووعيد بالثأر



تفجير سرباز استهدف قادة كبارا في الحرس الثوري الإيراني (الفرنسية-أرشيف)

توعد القائد العام للحرس الثوري الإيراني بإجراءات انتقامية لمعاقبة المسؤولين عن تفجير مدينة سرباز الدامي أمس الذي خلف 42 قتيلا بينهم ستة من قادة الحرس الثوري. وقال إن وفدا أمنيا سيتوجه إلى باكستان للمطالبة بتسليم زعيم "جند الله" متهما الاستخبارات الباكستانية والأميركية والبريطانية بأن لها صلات مع المنظمة. لكن الدول الثلاث نفت تلك الاتهامات.
وقال اللواء محمد علي جعفري للصحفيين في طهران إن لدى سلطات الأمن وثائق تثبت بشكل قاطع "صلات مباشرة" بين منظمة جند الله وبريطانيا وأميركا وهيئات المخابرات الباكستانية. وأشار إلى أنه ما من شك في أن زعيم "جند الله" عبد المالك ريغي وخططه تقع تحت مظلة وحماية أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية والباكستانية.
وأوضح أن وفدا أمنيا سيتوجه إلى باكستان لتسليم هذه الوثائق للسلطات الباكستانية، وإطلاعها على المعلومات التي لدى طهران عن الجهات التي تدعم "الإرهابيين" في باكستان.
وتعهد اللواء جعفري بالثأر في الوقت المناسب من المسؤولين عن "الجريمة" التي وقعت بمدينة سرباز بمحافظة سيستان وبلوشستان الحدودية مع باكستان، واتخاذ إجراءات انتقامية لمعاقبة الاستخبارات الأميركية والبريطانية.
وقد أجرى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اتصالا هاتفيا اليوم الاثنين مع نظيره الباكستاني آصف علي زرداري طالبه فيها بالمساعدة سريعا في ملاحقة المسؤولين عن هجوم سرباز "وضرورة التعاون المشترك لتحديد جدول زمني لمواجهة المجرمين الإرهابيين والقضاء عليهم".

واتهم نجاد أمس مسؤولين أمنيين في باكستان بالتعاون مع العناصر المدبرة للتفجير، وطالب إسلام آباد بعدم التأخر في اعتقالهم وتسليمهم لإيران، في حين استدعت الخارجية الإيرانية القنصل الباكستاني للاحتجاج على ما وصفته تسلل عناصر إرهابية من إقليم باكستاني مجاور.

ورد الرئيس الباكستاني بإدانة الهجوم الانتحاري ووصفه بالبربري، مؤكدا أن بلاده ستواصل دعم إيران على المستويين الثنائي والإقليمي لكبح جماح التشدد والقضاء على المسلحين، كما نفت السلطات الباكستانية ضلوعها بأي أنشطة "إرهابية".

عبور الحدود
وفي سياق التطورات المتسارعة عقب التفجير الذي قتل فيه ستة من كبار قادة الحرس الثوري، أثار نائب بالبرلمان الإيراني اليوم احتمال شن عملية عسكرية عبر الحدود مع باكستان لتعقب منظمة جند الله التي تبنت هجوم أمس.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة عن النائب عن محافظة سيستان وبلوشستان بيمان فروزش قوله "هناك إجماع على مشاركة قوات الحرس الثوري وقوات الأمن في عمليات بأي مكان تراه ضروريا" في إشارة -على ما يبدو- إلى اتفاق النواب على هذه المسألة. وأضاف أن "هناك إجماعا حتى على أن تجرى هذه العمليات في الأراضي الباكستانية".

أحمدي نجاد اتصل بنظيره الباكستاني وطلب منه المساعدة باعتقال منفذي التفجير (رويترز)

نفي الاتهامات
وقد نفت باكستان الاتهامات الإيرانية، وقال مراسل الجزيرة في إسلام آباد إن الموقف الرسمي الباكستاني يبدي تعاونا تاما، وعلى استعداد لاستقبال الوفد الإيراني والتحقيق، لكن المسؤولين نفوا وجود منظمة جند الله أو زعيمها عبد المالك ريغي على الأراضي الباكستانية.
وبخصوص تسليم عناصر هذه المنظمة وزعميها إن ثبت وجودهم في باكستان، أوضح المراسل أن إسلام آباد لا تريد التصعيد وتريد احتواء الأزمة لأن لديها أزمات كثيرة، مشيرا إلى أن تعاملها مع الملف الإيراني يختلف عن الملف الهندي عندما رفضت تسليم المتهمين بتفجيرات مومباي رغم اعتقالهم، وهناك احتمال أن ترد باكستان على الطلب الإيراني بتعاون.
كما نفت بريطانيا نفيا قاطعا الاتهامات الإيرانية بدعم جند الله، وأدانت على لسان المتحدثة باسم الخارجية "الهجوم الإرهابي" في سيستان وبلوشستان وقدمت تعازيها لعائلات الضحايا.
وسبق أن أدانت الولايات المتحدة أمس التفجير ونفت أي علاقة لها فيه. وقال المتحدث باسم الخارجية إيان كيلي في بيان مقتضب "ندين هذا العمل الإرهابي ونحزن لإزهاق أرواح الأبرياء. التقارير عن مزاعم بتورط أميركي باطلة تماما".
المصدر: الجزيرة + وكالات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا