| ||||||||
يمكن أن يدعي الجيش الباكستاني النجاح في وقت مبكر من عملياته بوزيرستان، لكن مقاتلي طالبان باكستان، الذين أربكوه المرة تلو الأخرى، يرجح أن يتحدوا القوات التي تعهدت باقتلاعهم من مهاجعهم. فبعد ثمانية أيام من محاولات التقدم المضنية والحصار والقصف، حقق الجيش أول مكاسبه في إطار هجومه البري بالسيطرة على مدينة كوتكاي، مسقط رأس قائد حركة طالبان الباكستانية حكيم الله محسود. وكانت القوات الباكستانية قد اجتاحت كوتكاي في جنوب وزيرستان في مرتين سابقتين لتنسحب منها بعد اتفاقات ما فتئت أن تجاوزتها الأيام بفعل انتقادات غربية شددت على أن تلك الاتفاقيات ستمنح الفرصة لطالبان ببناء نفسها لتوفر ملاذا آمنا لتنظيم القاعدة. وأعلن الجيش أنه قتل أكثر من 160 مسلحا واعترف بمصرع 23 من جنوده، إلا أنه من المستحيل إجراء تقييم للتقدم الذي يحرزه هناك، أو معرفة أعداد القتلى من مدنيين وغيرهم بصورة جلية، نظرا لأن المنطقة مغلقة في أوجه الصحفيين وعمال الإغاثة. أما واشنطن، التي لم تبرح تعبر عن قلقها إزاء الوضع الأمني في باكستان المسلحة نوويا، فقد أثنت على العملية التي من المرجح أن تحتل موقعا بارزا في زيارة وشيكة من جانب وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لباكستان. قلق أميركي
ويقول مسؤولو أمن إن القوات تتقدم بحذر شديد وهي تستولي على المرتفعات الإستراتيجية والطرق في ضوء مقاومة غير شرسة من طالبان، ولكن لا يمكن التنبؤ بفصولها القادمة. وفيما يعتقد الجيش أن مقاتلي الحركة هم ما بين خمسة آلاف إلى 15 ألفا، فإن بعض قادة المخابرات شكا من أن ثمة "شحا استخباريا" فيما يتعلق بالأعداد الحقيقية للمقاتلين وإستراتيجياتهم المتبعة. وفي حين بدأ الجيش بنشر أعداد كبيرة من مقاتليه في مناطق وزيرستان والقبائل والشمال الغربي بكامله، فإن ذلك الانتشار توازيه عمليات تصعيد من جانب طالبان في تلك المناطق بل وفي العاصمة إسلام آباد نفسها مما جعل الجيش مربكا في ضوء حالة "المشاغلة الدائبة" التي تنتهجها طالبان لإرباكه وإضعاف همته. |
المصدر: | الفرنسية |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك على الخبر