728

السبت، 19 سبتمبر 2009

متطوعو الأقصى برمضان.. "ملائكة الرحمة" للمصلين


سليمان بشارات


المتطوعون ينتشرون في الأقصى كخلية نحل
المتطوعون ينتشرون في الأقصى كخلية نحل
يرتدون بزاتهم الحمراء والفسفورية، يتنقلون بين المصلين تارة، ويراقبون كبار السن والمرضى تارة أخرى، إنهم فرق الإسعاف والكشافة المتطوعون داخل المسجد الأقصى، الذين يحرصون على تقديم المساعدة لكل من يزور المسجد ويجدون ويجتهدون بشكل أكثر طيلة شهر رمضان المبارك.

عقارب الساعة تشير إلى وقت الظهيرة، وخيوط شمسها العمودية تلفح الوجوه، بينما يقف يوسف عبده (40 عاما) بصحبة فرقة من زملائه المتطوعين يراقب الناس، ويقول: "كنت من رواد المسجد الأقصى منذ طفولتي، ودائما كنت أتمنى أن يكون هناك من يقدم المساعدة لزوار الأقصى".

يضيف عبده، وهو منسق النشاط التطوعي لجمعية نوران الخيرية داخل المسجد الأقصى، فيقول لـ "إسلام أون لاين.نت": "منذ ثلاث سنوات التحقت بالجمعية، وأصبحت أحد متطوعيها، والآن أصبحت مشرفا على متطوعين شباب يرغبون في تقديم الخدمات الإنسانية للمصلين".

ويتابع "قلة المسعفين، إلى جانب حب العمل الإنساني، كانا يدفعني باستمرار لهذا العمل الذي نبتغي فيه مرضاة الله".

ويصف مشاعره الداخلية أثناء تأديته هذا العمل التطوعي فيقول: "شعور لا يوصف.. يكفي أننا نرى الابتسامة على وجوه كل من يشاهدنا من رواد الأقصى.. فالجميع يعبر عن فرحته لما نقوم به".

ويشهد المسجد الأقصى حالات ازدحام كبيرة بالمصلين الذين يؤموه بشكل كبير طيلة شهر رمضان المبارك، وأيام الجمعة بشكل خاص، وهو ما يتسبب في حالات ازدحام نتيجة تدافع الناس عند البوابات المؤدية إليه، إلى جانب وقوع بعض حالات الاختناق أو الإغماء لدى المصلين من كبار السن، والذين يحتاجون لرعاية خاصة.

كانت أمنية

ليس ببعيد عن بوابات المسجد الأقصى، وفي ظل صحن قبة الصخرة، تجلس وفاء عبده (17 عاما) ترمق بعينها النساء والفتيات القادمات للصلاة في مصلى النساء.

وفاء التي مر على تطوعها عام، تشاطر زميلاتها العمل الإنساني، وتقول: "كانت أمنية المستقبل لي أن أصبح طبيبة، وعندما علمت بمشروع التطوع بالأقصى سارعت للتسجيل فيه ليساعدني ذلك لتحقيق أمنيتي بالمستقبل".

وعندما سألها "إسلام أون لاين.نت" عن هدفها بالتطوع في مثل هذا السن الصغير من عمرها، فأجابت: "هذا عمل إنساني، ويجعلني أكون أكثر جرأة في الحياة، وأفهم المجتمع وما الذي يريده مني".

وعما يدور في داخلها من شعور تقول: "شعور رائع، فأنا أساعد المجتمع، وأفهمه، وأصبح الآن أكثر انفتاحا وتفهما للمحيط الذي أعيش فيه، ولا أبقي على نفسي منغلقة داخل المنزل".

ومن بين القصص التي أثرت فيها، تقول وفاء :"في أحد الأيام حصلت حادثة إغماء بين النساء المصليات بالأقصى، وعندما هرعت باتجاههن وجدت أن الفتاة التي تعاني من ذلك هي صديقة لي، فحينها كان لابد أن أسيطر على مشاعري وأقوم بعملي كمسعفة لا كصديقة، وبفضل الله نجحت في ذلك".

وحدات جوالة

من جانبه، يقول محمد بشير، الناطق الإعلامي باسم جمعية نوران الخيرية بالقدس، وهي إحدى ثلاث جمعيات تؤهل المتطوعين للأقصى وتشرف عليهم: "فكرة جمعيتنا انطلقت من فكرة مشروع التطوع داخل المسجد الأقصى، فقد وقعت الكثير من الحالات داخل الأقصى التي دفعتنا إلى تشكيل فرقة إسعاف جوالة، ومن ثم تطورت لتصبح جمعية".

ويضف بشير: "في عام 2007 انطلقت الجمعية بـ 15 متطوعا، واليوم أصبح لدينا نحو 70 متطوعا مؤهلين ومدربين على تقديم الإسعاف والعناية الطبية، إلى جانب دورات الإرشاد السياحي داخل الأقصى".

ويوضح بشير أن الجمعية تفتح أبوابها للتطوع لكافة الشباب ومن كلا الجنسين؛ بهدف تأهيل كوادر ذات خبرة في التعامل مع الأجهزة الطبية والمعالجة الميدانية الأولية لأي حالة قد تقع بين المصلين.

وتعمل ثلاث جمعيات خيرية للمتطوعين داخل المسجد الأقصى، وهي جمعية المتطوعين العرب، وجمعية برج القلق، وجمعية نوران الخيرية، ويرتدي المتطوعون البزات الحمراء والفسفورية حتى يتم تميزهم عن باقي حشود المصلين.

ويتم تقسيم المتطوعين في فرق متعددة يتوزعون في مناطق مختلفة في المسجد الأقصى، وبشكل خاص بالقرب من البوابات، وفي الأماكن الأكثر ازدحاما، ويتمثل عمل المتطوعين في تقديم المساعدات الإنسانية والطبية للمصلين، إلى جانب المساعدة الإرشادية لمن لا يعرفون الأماكن وأسماء البوابات داخل الأقصى.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا