728

السبت، 19 سبتمبر 2009

دمشق تسأل الرياض: لماذا لا يعدل الحريري عن رفضه توزير الراسبين؟

تأجل تشكيل الحكومة اللبنانية الى ما بعد عيد الفطر السعيد، وترى اوساط سياسية متابعة للعملية في هذا التأجيل مناسبة لاجراء الاتصالات واللقاءات في الداخل اللبناني ، وفرصة لقيام رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بمباحثات مع المسؤولين السعوديين يستشف من خلالها آفاق المرحلة المقبلة خصوصاً ما يتعلق بوضع معادلة "سين - سين"، اي السعودية وسوريا بعد الجمود الذي أصاب التحرك بين الرياض ودمشق الذي كان نشط ابان التكليف الاول للحريري وانتج تفاهماً على الصيغة الحكومية المبنية على قاعدة 5–10–15. ونقلت أوساط سياسية عن الحريري بأنه اراد من تصريحات أطلقها قبل تقديم تشكيلته الحكومية المقترحة وبعدها احداث "صدمة سياسية" علها تعيد الحرارة على خط دمشق – الرياض.

يبدو أن تشكيل الحكومة اللبنانية بات في إجازة إلى ما بعد عيد الفطر، هذا ما تبين بعد الزيارات البروتوكولية التي قام بها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الى رؤساء الحكومات السابقين أول من امس، والاتصال الذي اجراه الاخير مع رئيس مجلس النواب نبيه بري حيث تم الاتفاق على ان يبدأ استشاراته النيابية صباح الخميس المقبل، بعد عودته من المملكة العربية السعودية التي سيمضي فيها اجازة العيد مع عائلته.

الا ان الاوساط السياسية المتابعة لعملية تشكيل الحكومة ترى في هذه الاجازة مناسبة لاجراء الاتصالات واللقاءات في الداخل اللبناني ، وفرصة لقيام الحريري بمباحثات مع المسؤولين السعوديين يستشف من خلالها آفاق المرحلة المقبلة خصوصاً ما يتعلق بوضع المعادلة التي بات متعارفاً عليها ب "سين - سين"،اي السعودية وسوريا ، بعد كلام كثير عن حالة جمود اصابت التحرك بين الرياض ودمشق الذي كان نشط ابان التكليف الاول للحريري وانتج تفاهماً على الصيغة الحكومية المبنية على قاعدة 5 – 10 – 15 ، رافقه حديث عن عقد قمة في دمشق بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري الدكتور بشار الاسد ينضم اليها سعد الحريري بعد انجازه التشكيلة ، وفقاً لما نشر يومها من معلومات غزيرة بهذا الشأن وصلت الى حد القول بأن قيادات من 14 آذار ستتوجه الى العاصمة السورية لتكون في استقبال العاهل السعودي الى جانب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري وهو ما جرى نفيه حينها.

وتلفت الاوساط المذكورة ، الى ان توقف محركات "السينين" ، عن الدوران باتجاه المساهمة في حل ازمة تأليف الحكومة عكسته مواقف صادرة عن قيادات وأقطاب ابرزهم الرئيس المكلف الذي نقلت عنه اوساطه بأنه اراد من تصريحات أطلقها قبل تقديم تشكيلته الحكومية المقترحة وبعدها احداث "صدمة سياسية" علها تعيد الحرارة على خط دمشق – الرياض، في الوقت الذي ما انفك فيه الرئيس بري يشدد على ان التفاهم السعودي السوري كفيل بحصول ولادة طبيعية لحكومة الوحدة الوطنية . اما رئيس اللقاء النيابي الديمقراطي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الذي يجاري صديقه "اللدود" بري في هذا التوجه فقد اضاف اليه نظرية مفادها ان مثل هذا التفاهم انتج ورعى اتفاق الطائف وهو قادر على تشكيل مظلة سياسية وامنية ينعم لبنان من خلالها بالاستقرار .

ماذا يقول الجانب السوري في ما تقدم وكيف يصف صورة العلاقات السورية السعودية في الوقت الحاضر ؟
مصدر سوري مطلع استهل الرد على سؤال "ايلاف" بالتأكيد على ان لا تراجعاً يذكر في ما بلغته علاقات البلدين من تقدم على كافة الصعد تعززت باتصالات وزيارات متبادلة بين الطرفين منها المعلن ومنها ما بقي بعيداً من الاضواء لكنه يشير الى جمود مفاجىء اعترى هذه الحركة بالتزامن مع تعثر تشكيل الحكومة في لبنان ، من دون ان يعني ذلك تبدلاً في رغبة كل من الرياض ودمشق بالابقاء على العلاقات بينهما في حالة طبيعية وجيدة .

وفسر المصدر السوري المطلع اسباب الجمود المذكور الى رغبة الرياض على ما يبدو في اجراء تقويم للمرحلة السابقة وما رافقها من احداث ومواقف لم تقتصر على الوضع اللبناني فحسب ، قبل اتخاذ الخطوة المقبلة خصوصاً بعد الدخول المصري على الخط وابداء انزعاجه من الاندفاعة السعودية تجاه سوريا .

ويبدي المصدر المذكور ما أسماه "عتب المحب" على الرياض لجهة تحميلها سوريا مسؤولية اخفاق الحريري في تأليف حكومته ، بامتناعها عن اقناع حلفائها في لبنان بالتنازل عن بعض المطالب التي من شأنها ايصال عملية التشكيل الى نهاية سعيدة ، متسائلاً هنا كيف يطلب من دمشق التدخل للمساعدة في حل أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية فيما ترتفع اصوات المجتمع الدولي مهللة بوقوف سوريا على الحياد في الانتخابات النيابية التي جرت في لبنان ؟

وفيما اكد المصدر السوري المطلع حرص بلاده على التعاون مع المملكة العربية السعودية لايجاد مخرج للازمة اللبنانية الراهنة ، لفت الى ان المطلوب من كل منهما القيام بخطوة متبادلة في هذا الاتجاه ، متوقفاً على سبيل المثال عند قرار الحريري عدم توزير الراسبين والدور الذي بامكان المملكة ان تلعبه في هذا المجال لاقناع الرئيس المكلف بالعدول عنه من منطلق انه غير مخالف للدستور ومعتمد في لبنان ويكفي لذلك التطلع الى وجوه راسبين تضمهم حكومة تصريف الاعمال التي يرأسها فؤاد السنيورة وبينهم من رشحته الاكثرية لرئاسة الجمهورية اللبنانية عن طريق الانتخاب بالنصف زائد واحد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا