728

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2009

عريقات: نحن لا نتهرب من المسؤولية



صائب عريقات (يسار): إذا أراد البعض تحميلنا المسؤولية المنفردة فنحن نتحملها
(رويترز-أرشيف)


أقر رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات بمسؤولية السلطة الفلسطينية بتأجيل التصويت على تقرير القاضي ريتشارد غولدستون الذي يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في حربها العام الماضي على قطاع غزة، وأكد أن الرئيس محمود عباس لا يتهرب من المسؤولية، في حين حمل عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير نبيل عمرو عباس المسؤولية المباشرة وقال إنه هو من اتخذ قرار التأجيل.
وقال عريقات في اتصال هاتفي مع الجزيرة من روما إن السلطة تتحمل المسؤولية بشأن تأجيل التصويت على تقرير غولدستون، مشيرا إلى حصول خطأ وسوء تفاهم بوجود توافق على تأجيل التصويت بمجلس حقوق الإنسان.
وأضاف "إذا أراد البعض تحميلنا المسؤولية المنفردة فنحن نتحملها"، مشيرا إلى ما وصفها بحملات ظالمة وغير أخلاقية مليئة بالأكاذيب تستهدف السلطة ورئيسها، واعتبر التحدث عن تآمر لضرب غزة "معيبا وكلاما ساقطا"، متحديا إسرائيل بإظهار وثائقها بهذا الصدد.
وإزاء ما حدث أوضح عريقات أن السلطة بصدد اتخاذ سلسلة من الإجراءات القانونية والسياسية لمحاسبة إسرائيل عما وصفها بجرائم الحرب التي اقترفتها في غزة، وقال إن السلطة تدرس التوجه في هذا الصدد إلى المحافل الدولية، بما فيها مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيرا إلى أن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم.

نبيل عمرو: كان يجب أن يقال من البداية إن القرار اتخذ خطأ ولا يجب التعتيم (الجزيرة)
تصريحات نبيل عمرو

وقد طالب نبيل عمرو في حوار مع الجزيرة من القاهرة عباس بإعلان مسؤوليته المباشرة عن كل ما حدث باعتباره رئيسا للسلطة وللدولة وللمنظمة ولحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والبدء بمعالجة التداعيات الخطيرة لهذا القرار.
كما دعا نبيل عمرو الرئيس الفلسطيني للعودة إلى أرض الوطن، وإلغاء لجنة التحقيق التي أعلن عن تشكيلها في الأمر، بعد أن نفى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير المكلف بهذه المهمة (حنا عميرة) تكليفه بها.
وقال عمرو مهاجما ما حدث من تصرف "كفانا ارتجالا، إن أعجبنا موقف تبنيناه، وإن لم يعجبنا لا نتبناه"، مشيرا إلى أن مستشاري عباس "قالوا في اليوم الأول إن التصويت أجل لجمع أكبر عدد ممكن من الأصوات، ثم قيل إن هذا أفضل ما كان، ثم شكلت في اليوم الثالث لجنة تحقيق، ثم حمل العرب المسؤولية".
وأضاف "كان يجب أن يقال من البداية إن القرار اتخذ خطأ ولا يجب التعتيم"، موضحا أنه كانت هناك ضغوط، ولكن أشار إلى أنه كان بالإمكان عدم الإذعان لتلك الضغوط.
ودعا عمرو إلى "التوقف عن افتعال التبريرات والذهاب إلى صلب الموضوع" وفق آليات القرار الفلسطيني، "لأن المصداقية معدومة الآن"، معتبرا أنه ليس من السهل إعادة طرح القضية على مجلس الأمن الدولي بعد سحبها وتأجيلها في مجلس حقوق الإنسان.
موقف حماس
من جانبه قال ممثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في لبنان أسامة حمدان إن "محمود عباس فقد مصداقيته بهذه الخطوة الحمقاء"، (أي تأجيل التصويت على تقرير غولدستون).
أسامة حمدان: عباس لم يحاول حتى الآن تصويب الموقف
وطالب في حوار مع الجزيرة من دمشق عباس "بتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة"، واعتبر ما حدث والإعلان عن تشكيل لجنة تحقيق "سذاجة واستخفافا بالعقل الفلسطيني وتفريطا بالدم الفلسطيني، وهو كمن قتل القتيل وسار بجنازته".
وأشار إلى أن عباس لم يحاول حتى الآن تصويب الموقف، كما لم يصدر أي رد فلسطيني رسمي إزاء ما نشره الإعلام الإسرائيلي من التهديد بكشف وثائق تثبت تورط أشخاص بالسلطة في الحرب الأخيرة على غزة.
ملاحقة المتورطين
من جانبه أبدى المتحدث باسم شرطة الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة المقدم رفيق أبو هاني استنكاره لما وصفه بقيام جهة فلسطينية مأجورة بتدمير الجهود العربية والدولية لإدانة إسرائيل في مجلس حقوق الإنسان.
وحمل أبو هاني المسؤولية للرئيس الفلسطيني محمود عباس, وحذّر في مؤتمر صحفي عقده في غزة من أن الشرطة في غزة ستلاحق كل من يثبت تورطه في هذه القضية في حال دخوله إلى غزة.
وقد اعتصم عشرات من أهالي ضحايا الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة أمام مقر الأمم المتحدة في غزة للتعبير عن غضبهم واستنكارهم لقرار تأجيل التصويت على تقرير غولدستون. وطالب المعتصمون عباس بما سموه تصحيح قرار تأجيل التقرير, ورفعه مجددا أمام مؤسسات الأمم المتحدة.
وداخل الخط الأخضر دعا التجمع الديمقراطي إلى اجتماع سياسي وشعبي واسع السبت القادم في عكا بعد "انفضاح تورط السلطة الفلسطينية في عملية تأجيل التصويت" على تقرير غولدستون.
ويحمل الاجتماع وفق بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه شعار "نعم لمحاكمة مجرمي الحرب، ولا لنهج التغطية عليهم، ولنحمي قضيتنا، ولنحمي الثوابت الوطنية".
المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا