728

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2009

الجنرال يصر على الإتصالات مع التربية أو الأشغال


يبدو أن اللقاء الثالث من نوعه والذي جمع امس رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري والنائب ميشال عون يدور في حلقة تسهيل تأليف الحكومة العتيدة بعد أشهر من الحرب الاعلامية التي واجهها الطرفان، حيث أبدى عون ليونة ايجابية ربما يتخلى من خلالها عن تسليم صهره الوزير جبران باسيل حقيبة الاتصالات التي لطالما تمسك فيها باعتتبار أنه "نجح فيها". بموازاة ذلك أبدى الحريري أيضا ليونة حيال طروحات عون حيث تمحورت مناقشة الزعيمين حول توزيع الوزارات السيادية والخدماتية بين الموالاة والمعارضة.

بيروت: يمكن وصف اللقاء- الثالث في اقل من اسبوع- بين الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة في لبنان سعد الحريري ورئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون بأنه كان بمثابة خطوة اولى جدية في مشوار التأليف الحكومي، ولم تكن مختلف اللقاءات والمشاورات السابقة سوى الممهدة له بعد اربعة اشهر أمضاها الطرفان في حربهما الاعلامية والسياسية التي حملت كل صيغ التحدي والمواجهة. اجتمع الرجلان ليخرج الجنرال بكلام لم يعهده به اللبنانيون بعد عودته من منفاه الباريسي، وخصوصا بعد كل لقاء يجريه مع النائب الحريري.

وتمثلت أولى الاشارات الايجابية التي ابداها الجنرال حيال الحريري بقبوله الطوعي على الاجتماع به في "بيت الوسط"، المكان الذي لطالما رفض عون النزول اليه من الرابية، فكان قصر رئاسة الجمهورية في بعبدا حلاً وسطاً لإجراء حد اللقاءات. ولم يكتف الجنرال بهذه الانعطافة الايجابية والانفتاحية، بل قابل لهجة الانفتاح بابتسامة عريضة قلما بدت على محيا الجنرال بعد اي لقاء مع الحريري ، في ليونة عونية لم يتوقعها ربما الرئيس المكلّف بعد سيل النعوت والاوصاف التي اعتاد فريقه وفريق عون على اطلاقها كل في حق الآخر، والتي كانت تدور في معظمها على عرقلة التأليف لإصرار الجنرال عون على توزير صهره جبران باسيل وإبقائه في وزارة الإتصالات التي يتسلمها حالياً في حكومة تصريف الأعمال باعتتبار أنه "نجح فيها".

ولم يكن مصادفة ان يظهر هذا الانفراج في العلاقة بين قريطم والرابية مع اولى اشارات التواصل بين المملكة العربية السعودية وسورية وذلك بعد زيارة الرئيس السوري بشّار الاسد الى جدة ، ليرد العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز الزيارة سريعاً. ويقول مصدر في "تكتل التغيير والاصلاح" مطلّع على فحوى لقاء الحريري وعون لـ " ايلاف " ان لقاء الامس تناول في شكل اكثر عمقاً التشكيلة الحكومية، وعرض عون للحريري رؤيته إلى الحكومة المقبلة، مشدداً على "وجوب ان يكون لها برنامج سياسي محدد وواضح يعمل جميع الاطراف على تحقيقه وفق منطق حكومة الوحدة الوطنية"، وهذه النقطة ركّز عليها أيضا عندما تحدث على ضرورة الانسجام بين رئيس الحكومة والوزراء.

في الموازاة، ابدى الرئيس المكلّف بحسب المصدر " كل الليونة" حيال طروحات الجنرال، موافقاً اياه على "ضرورة التوافق على كل شيء قبل التأليف ، مما سيعطي الحكومة فيما بعد فرصة كبيرة للتحرك والعمل، لا سيما في القضايا التي تحتاج الى اجماع وطني". واوضح المصدر ان الرجلين دخلا للمرة الاولى في موضوع الحقائب والاسماء، "مع تحفظ حبي" ابداه عون عن التشكيلة الاولى التي قدّمها الحريري لرئيس الجمهورية قبل اعتذاره، في ما يتعلق بالحقائب وبعض الاسماء، على ان المناقشة الفعلية بينهما تمحورت على طريقة توزيع الوزارات السيادية والخدماتية بين الموالاة والمعارضة، وظهر اقتناع لدى كل منهما بضرورة استبعاد كل من وزارتي الدفاع والداخلية عن السجال الدائر، نظراً إلى حساسيتهما في ظل المناخ المتوتر داخلياً واقليمياً ، خصوصا ان هناك اجماعاً بين اللبنانيين على "ضرورة ان يؤدي رئيس الجمهورية ميشال سليمان دوره التوافقي في هاتين الوزارتين اللتين هما على تماس مباشر بأمن اللبنانيين".

ويضيف المصدر:" تركزت المناقشة في موضوع توزيع الوزارات بين الحريري وعون على حقائب : الخارجية، المال، العدل، الاتصالات، الأشغال، التربية. وأصر الجنرال على ان تكون وزارة الاتصالات من حصته او حصة المعارضة حرصاً على تنفيذ الخطة الاصلاحية التي ارساها الوزير جبران باسيل في هذه الوزارة. كما طالب في الوقت نفسه بإحدى الوزارتين، التربية او الاشغال، تعويضاً عن عدم اعطائه وزارة سيادية".

ويوضح إن وزارة الطاقة محسومة بالنسبة إلى "تكتل التغيير والإصلاح" وستكون للوزير الي سيمثل حزب الطاشناق المشارك في التكتل ، وكذلك ستكون وزارة الثقافة من حصة "التيار الوطني الحر"، ولم تتحدد بعد الوزارة التي سينالها تكتل لبنان الحر الموحد برئاسة النائب سليمان فرنجية الذي كان رفض مقعد وزارة الدولة من دون حقيبة في التشكيلة السابقة ، والتي سمى فيهاالحريري المسؤولة في "تيار المردة" فيرا يمين. وقال فرنجية آنذاك في رده "وزارة الدولة مردودة مع الشكر ، لا نريدها". وهذا يعني من وجهة نظر عون إنه يريد لتكتله 5 حقائب لخمس وزارات من دون وزارة دولة، وأن تكون اثنتان من الوزارات خدماتيتين بامتياز. وختم : "لكن مختلف التوزيعات كانت تصطدم بحرص كل من الحريري وعون على مشاورة حلفائه".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا