728

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2009

تنامي المشاعر المعادية لأميركا بباكستان



حرق العلم يعكس مشاعر العداء التي يكنها بعض الباكستانيين لأميركا (رويترز-أرشيف)

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الخطوات التي تتبعها الولايات المتحدة لزيادة دعمها لباكستان وتشييد مبنى جديد لسفارتها في إسلام آباد تؤجج المشاعر المعادية لها هناك لاسيما أن واشنطن تمارس ضغوطا على الحكومة الباكستانية لحثها على بذل مزيد من الجهد في محاربة حركة طالبان.

وفي مقابل معونة تقدر قيمتها بنحو 1.5 مليار دولار سنويا أقرها الكونغرس الأسبوع الماضي, تطالب الحكومة الأميركية نظيرتها الباكستانية بضرورة وقف دعمها لما وصفته الصحيفة بالجماعات الإرهابية على ترابها, وتقديم ضمانات بعدم تدخل الجيش في السياسة.

غير أن الكثيرين في إسلام آباد –خصوصا وسط المؤسسة العسكرية القوية- يعترضون على شروط المعونة باعتبارها تدخلا في شؤون باكستان الداخلية, ويسيئون الظن بالدوافع وراء توسيع نطاق العمليات العسكرية الأميركية على حد تعبير نيويورك تايمز.

وأشارت الصحيفة الواسعة الانتشار في عددها الصادر اليوم إلى أن السفارة الأميركية أعلنت عن خطط لتشييد مبنى جديد وضخم لها في العاصمة الباكستانية يستوعب زهاء ألف شخص, مع التعاقد مع شركة داين كورب الخاصة –التي تتخذ من واشنطن مقرا لها- لتوفير الحماية الأمنية لبعض الدبلوماسيين.

ويرى مسؤولون أميركيون ضرورة توسيع مبنى السفارة وزيادة حضورها الأمني لكي يتسنى لها مراقبة عمليات إنفاق مبلغ المعونة الجديدة.

ويأتي بناء سفارة جديدة في غمرة الجدل الدائر في واشنطن بشأن توسيع رقعة العمليات والمساعدات المقدمة لباكستان بوصفها خيارا بديلا لتورط أميركي أعمق في أفغانستان يتجلى في زيادة عدد القوات هناك.

داين كورب

"
الأجهزة العسكرية والاستخبارية الباكستانية ينتابها القلق من استعانة واشنطن بشركة داين كورب لتطوير شبكة أمنية ونشر عملاء للمخابرات داخل باكستان
"

وتقول الصحيفة نقلا عن مسؤولين باكستانيين إن الوجود الأميركي, حتى بمعدلاته الحالية, يغذي الشعور بالاحتلال لدى السياسيين ومسؤولي الأمن المحليين حيث ينظر إلى تصرفات الولايات المتحدة الآن في باكستان على أنها شبيهة بسلوكها في العراق وأفغانستان.

ويقول مسؤولون وسياسيون مقربون من الجيش إن الأجهزة العسكرية والاستخبارية الباكستانية ينتابها القلق خصوصا من استعانة واشنطن بشركة داين كورب لتطوير شبكة أمنية ونشر عملاء للمخابرات داخل باكستان.

وبلغ القلق بتلك الأجهزة مبلغه الشهر الماضي عندما داهمت شرطة إسلام آباد مقر شركة محلية تعاقدت معها داين كورب لتوفير رجال باكستانيين تمهيدا لتدريبهم للعمل حراسا أمنيين لدبلوماسيين أميركيين.

وكشف مسؤول مطلع على تفاصيل الحدث أن المداهمة, التي كان القصد منها على ما يبدو تعطيل برنامج شركة داين كورب, جرى تنفيذها بناء على أوامر عليا من الحكومة الباكستانية.

المصدر: نيويورك تايمز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا