728

الأحد، 27 سبتمبر 2009

انطلاق مهرجان فلسطين بكوبنهاغن



" فلسطين في كوبنهاغن" نقطة التقاء بين الثقافة العربية والدانماركية (الجزيرة نت)

نضال أبو عريف-كوبنهاغن

انطلقت في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن أمس السبت فعاليات مهرجان "فلسطين في كوبنهاغن" للاحتفال بالقدس عاصمة الثقافة العربية عام 2009 تحت شعار من "الدانمارك إلى القدس سلام"، بمشاركة مفتي القدس والديار الفلسطينية ومحافظ مدينة القدس وشخصيات ثقافية دانماركية متعددة، وبحضور السفراء العرب المعتمدين في الدانمارك.

وافتتح المهرجان بعرض لفرقة الموسيقى الشرقية من معهد إدوارد سعيد وسط جمهور غفير من الدانماركيين وأبناء الجالية الفلسطينية والعربية

.

وينظم هذا المهرجان الأول من نوعه في القارة الأوروبية، المركز الدانماركي للثقافة والتنمية الممول من وزارة الخارجية الدانماركية بالتعاون مع مؤسسة يبوس للإنتاج الفني.

وأكد مادس أوفيلسن، رئيس مجلس الفنون الدانماركي -أعلى هيئة ثقافية في البلد- عند انطلاق المهرجان على أهمية التواصل بين الشعوب، وقال للجزيرة نت إن "المهرجان يشكل نقطة التقاء بين الثقافة العربية والدانماركية، وأنا أعتبر الثقافة من أهم دعائم التعايش والاحترام بين الشعوب".

حسين يقدم وسام فعالية القدس عاصمة الثقافة العربية لأوفيلسن (الجزيرة نت)
وأضاف أن هذا المهرجان يفتح عيون الدانماركيين على الثقافة العربية ويقوي فهمهم للثقافة الفلسطينية، كما يعزز العلاقات بين الدانمارك وفلسطين، ويعمل على الحد من الأحكام المسبقة.

وأوضح أوفيلسن أن الفن والثقافة الفلسطينية يتمتعان باحترام كبير في الدانمارك، حيث حصل فنانون من أصول فلسطينية على جوائز متعددة.

وبدوره أشاد مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين بالمبادرة الدانماركية، وأشار إلى الوضع في مدينة القدس، وما تعانيه من ويلات تحت الاحتلال.

وقال للجزيرة نت "لقد مُنعنا من الاحتفال على تراب القدس، وها نحن اليوم نؤكد من كوبنهاغن على أن عاصمة الثقافة العربية صامدة وستبقى منارة للثقافة والحضارة".

وأعطى المفتي الحضور صورة عن طبيعة حياة المقدسيين اليومية، ومدى معاناتهم جراء الإجراءات الإسرائيلية.

ونوه المفتي بأن المهرجان الذي يقام احتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية هو بمثابة إنجاز كبير بين الثقافات الشرقية والغربية

.

وناقش الحضور في ندوة خاصة الأوضاع التي تشهدها مدينة القدس وما تتعرض له من سياسة تهويد ممنهجة، ودور القدس كعاصمة للثقافة العربية، عرض خلاله المفتي بعض المخططات الإسرائيلية، وأكد على أهمية الدفاع عن المقدسات في المدينة.

ثقافة المحبة والسلام
من جانبه، لفت محافظ القدس عدنان الحسيني الانتباه إلى رمزية استضافة كوبنهاغن الفعالية، وقال للجزيرة "لا شك أن وجودنا في كوبنهاغن يعني الكثير للشعب الفلسطيني وللثقافة العربية، فهذه أول عاصمة أوروبية تشاركنا الاحتفال بثقافة القدس وحضارة القدس".

الحسيني (يمين) وجودنا في كوبنهاغن يعني الكثير للشعب الفلسطيني (الجزيرة نت)
وشدد الحسيني على أهمية تواصل المؤسسات والجمعيات الفلسطينية مع المؤسسات الدولية لإيصال صوت الشعب الفلسطيني إلى كل مكان.

وبدوره وصف عميد السفراء العرب في الدانمارك عمرو الحوراني الاحتفال بالتاريخي وقال إن "احتفال كوبنهاغن بالثقافة العربية يؤكد أهمية بناء جسور ثقافية بين العالم العربي والدانمارك، وهذا الاحتفال يلعب دورا هاما في توطيد العلاقات وفتح المجال أمام الجمهور الدانماركي للاطلاع على الثقافة الفلسطينية".

أما رئيس جمعية الصداقة الدانماركية الفلسطينية فاعتبر المهرجان نقطة تحول في تعامل الدانمارك مع القضية الفلسطينية، وقال فتحي العبد للجزيرة نت "نحن نعتبر هذا الاحتفال خطوة باتجاه فهم جديد للقضية الفلسطينية ونأمل أن تتبعه خطوات سياسية وثقافية أخرى".

وشهد المهرجان حضورا دانماركيا بارزا عبر خلاله العديد من الدانماركيين عن سعادتهم بهذه الفرصة الفريدة التي سمحت لهم باكتشاف جوانب جديدة من المجتمع الفلسطيني.

وقالت إحدى المشاركات تينه أندرسن "أنا سعيدة بهذه الفرصة التي تفتح أمامي نوافذ جديدة على القضية الفلسطينية. ونحن بحاجة لمعرفة المزيد عن الثقافة العربية".

جانب من عروض فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية (الجزيرة نت)
على الهامش
شهد اليوم الأول من المهرجان معرضاً للفنانة الفلسطينية رنا بشارة، التي أشرفت على ورشة رسم للأطفال ترافقت مع بازار فلسطيني تراثي يشتمل على معروضات من الخزف والتطريز والزجاج.

وقامت الفنانة لاريسا صنصور بعرض فيلمها "بعثة فضاء"، وقام المخرج خالد جرار بعرض فيلمه "رحلة 100" الذي يتناول معاناة المقدسيين بسبب جدار الفصل العنصري.

ويمتد الاحتفال على مدار يومين يقدم فيهما مجموعة من الفنانين الفلسطينيين باقة من الأعمال الثقافية تشمل عروضا موسيقية وفنية وورشة مشغولات يدوية فلسطينية

.

ولاقت العروض الفنية الفلسطينية ترحيبا كبيرا من الجمهور الدانماركي بالتصفيق الحار وكثافة الحضور.

وتم في اليوم الأول من المهرجان تقديم المطبخ الفلسطيني والمطبخ الدانماركي ضمن مشروع تعاوني مشترك بين طهاة فلسطينيين ودانماركيين.

ومن الجدير بالذكر أن الجامعة العربية قررت أن تكون القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009 بعد أن كانت دمشق العاصمة في العام الماضي، وقد منعت السلطات الإسرائيلية الفلسطينيين من تنظيم فعاليات احتفالية بهذه المناسبة في القدس الشرقية.

المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا