728

الأحد، 27 سبتمبر 2009

حزب التحرير يكثف أنشطته بفلسطين




عوض الرجوب-الخليل

فتحت الخلافات بين حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) الباب لتساؤلات عن إمكانية تقدم قوى أخرى حاولت تكثيف نشاطها الإعلامي ووجودها السياسي في المرحلة الأخيرة.
وفي هذا السياق كثف حزب التحرير الإسلامي في فلسطين من نشاطاته الإعلامية وبياناته الصحفية الناقدة والمهاجمة بشكل أساسي لكل من السلطة الفلسطينية وحركتي فتح وحماس.
ويحظى حزب التحرير حسب تقديرات المراقبين بالمكانة الثانية بعد حماس في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. ويرى الحزب في تحريك الجيوش العربية ودولة الخلافة الراشدة حلا لقضية فلسطين.
وينفي مسؤولون بالحزب وجود نهج أو برنامج للاستفادة من الانقسام، ويرون أن الجماهير بدأت تعزف عن بعض الفصائل لعدم ثبات موقفها. في حين يرى محللون سياسيون أن ثبات الحزب غير كفيل بتوسيع قاعدته الجماهيرية.
الجعبري نفى وجود خطط للاستفادة من الانقسام الداخلي (الجزيرة نت)
مواقف الحزب
من أحدث مواقف الحزب انتقاده لورقة المصالحة المصرية التي قدمتها القاهرة مؤخرا للفصائل الفلسطينية, ووصفها بأنها محاولة من الولايات المتحدة لإفراز "طبقة سياسية تكون جاهزة لتسليم فلسطين"، حسب بيان صحفي تلقت الجزيرة نت نسخة منه.
ويحرّم الحزب المشاركة في الانتخابات تحت الاحتلال، ويقول بوجوب تمسك أهل فلسطين بأرضهم و"أن لا ينخرطوا في أي من المشاريع الغربية وملحقاتها من انتخابات ومفاوضات".
وصلت علاقة الحزب مع السلطة الفلسطينية في الضفة إلى مرحلة الصدام، وفَقد أحد عناصره، لكنه يحظى بهامش من الحرية في قطاع غزة، ويتجنب المواجهة مع الاحتلال رغم أن أبجدياته تنص على "وجوب الجهاد لتحرير أي شبر محتل من أرض المسلمين".
الانقسام الداخلي
وينفي الناطق باسم الحزب في فلسطين ماهر الجعبري وجود خطط أو برامج معينة للاستفادة من الانقسام الداخلي، مضيفا أن الحزب سعى على مستوى قواعد الفصائل لرأب الصدع.
ويقول في حديث للجزيرة نت إن الحزب ينمو في أرجاء العالم ولا يقتصر نموه على فلسطين، مشيرا إلى "عزوف الناس بعد الاقتتال عن فتح وحماس، وتوجههم للبحث عن عمل سياسي صائب ومواقف ثابتة".
ويضيف أن حزب التحرير لم يغيّر موقفه على الإطلاق "فلم يدّعي يوما أنه حركة مقاومة يريد أن يقاتل ثم تراجع، ولم يتنازل عن مفاهيم حملها.. بخلاف بعض الحركات التي بدأت عسكرية ثم تحولت إلى أحزاب سياسية ثم أجهزة أمنية تخدم الاحتلال"، في إشارة لحركة فتح.
أما عن حماس فيقول "عندما تتحول الأجهزة الأمنية من مشاريع شهادة ورجال مقاومة للاقتتال مع فتح وقصف المساجد، فإن هذا يثير تساؤلات ويدفع إلى العزوف عن حركات تلطخت أيديها بالدماء وتبدلت مواقفها السياسية، والبحث عن جهات أخرى".
ونفى أن يكون الحزب في كفاح ضد أي فصيل فلسطيني أو برامج، لكنه أضاف "عندما تتحول الحركة إلى السلطة نكافح السلطة، وحماس تبقى بالنسبة لنا حركة إسلامية".
العمايرة لا يستبعد أن يستفيد حزب التحرير بشكل محدود من الانقسام (الجزيرة نت)
مواقف نظرية
من جهته يرى المحلل السياسي والمحاضر بجامعة بيرزيت سميح حمودة أن مواقف الحزب نظرية في الغالب "ولا يؤمن باستخدام القوة واللجوء للأسباب المادية لإقامة الخلافة الإسلامية التي ينشدها".
وأضاف أن الحزب لا يقبل أي نهج يخالف نهجه، ويهاجم الآخرين في كتاباته "فهو ليس توافقيا، ودائما يخطّئ الأحزاب والقوى التي تتبنى طرقا غير طريقته"، مستبعدا نجاح هذا النهج في توسيع قاعدته "لأن مواقفه غير عملية على الإطلاق ونظرته الأحادية لا تتناسب مع الواقع".
ويوضح في حديثه للجزيرة نت أن مواقف الحزب وتحليلاته السياسية "تتسم بالثبات "ويفتقد للبراغماتية في التعامل مع الواقع وفق متغيراته" لذلك فهو "ضد مبدأ المفاوضات بشكل أساسي ويهاجم الآخرين" ومن غير المتوقع أن يكسب شعبية على حساب الفصائل.
أما المحلل السياسي خالد العمايرة فلا يستبعد أن يستفيد الحزب بشكل محدود من الانقسام، وأن يحقق مكاسب جماهيرية من عوام الناس، موضحا أن الحزب يشهد ظهورا وحضورا لافتا ليس فقط في فلسطين، وإنما في مناطق أخرى من العالم.
ورأى أن المنافسة بين الحزب وحماس ليست إستراتيجية، قائلا إن الفجوة بينه وبين فتح كبيرة وعقدية ولا يمكن ردمها أو حتى تضييقها "لأن فتح حركة علمانية لا دينية، وتتعارض بشكل أساسي مع التوجه الإسلامي لحزب التحرير الذي يسعى لإقامة الخلافة".
المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك على الخبر

شاهد ايضا